سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
بوش في كولورادو بدلاً من تكساس للإشراف على الإنقاذ والاعصار يتراجع الى عاصفة من الدرجة الاولى . عين "ريتا" تضرب الساحل الأميركي وتهدد بإغراق المناطق المنخفضة بالمياه ... والظلام
ضربت عين الإعصار ريتا الساحل الأميركي صباح أمس، وأصابت الرياح المحملة بالأمطار ولايتي تكساس ولويزيانا، مهدّدة بإغراق المناطق المنخفضة وبقطع التيار الكهربائي عن نصف مليون شخص، بعدما انفجرت مولدات كهربائية لحظة وصول الإعصار. وقال الناطق باسم مركز مراقبة الأعاصير في مدينة ميامي في ولاية فلوريدا كولن ماك- آدي إن الإعصار"لامس اليابسة"، مضيفاً أن هجوم"ريتا"على السواحل سيستغرق يوماً أو اثنين، يندفع بعدهما الإعصار الذي تحوّل إلى عاصفة بعدما تراجع إلى الدرجة الثالثة ثم الاولى، ووصلت سرعة رياحه إلى 195 كيلومتراً في الساعة، إلى الداخل لمدة أربعة أو خمسة أيام أخرى. بوش وقصد الرئيس الأميركي جورج بوش كولورادو سبرينغز في ولاية كولورادو أمس، بعدما ألغى رحلة إلى سانت انتونيو في ولاية تكساس بحجة"عدم إعاقة جهود الإغاثة"، كما أفاد البيت الأبيض. واجتمع بوش ووزير الأمن الداخلي الأميركي مايكل شيرتوف مع مسؤولي الاغاثة في المنطقة لبحث سبل تجنب تكرار المأساة التي عرفتها منطقة خليج المكسيك عقب الإعصار كاترينا. وكان بوش التقى القيادات الأمنية في واشنطن أول من أمس، وقال إن"المسؤولين على كل مستويات الحكومة يعدون لمواجهة الأسوأ". وكان حاكم ولاية تكساس ريك بيري طلب من البيت الأبيض إرسال عناصر من الجيش للمساعدة في الإنقاذ والتفتيش بعد هبوب الإعصار. ويرابط في ولاية تكساس حالياً 5 آلاف من أفراد الحرس الوطني وألف من أفراد جيش الولاية استعداداً لمواجهة الإعصار. مسار الإعصار وبعدما اجتاحت حقول النفط البارزة قبالة الساحل، استهدفت العاصفة المدمرة سلسلة مصافي النفط على الساحل، حيث ينتج جزء كبير من البنزين والبتروكيماويات الأميركية. وقال رجال إنقاذ في جنوب غربي لويزيانا إنهم يتوقعون كثيراً من الجثث والدمار بعد مرور الإعصار. ويخطط رجال الإنقاذ للتوجه إلى المنازل التي لم يغادرها أصحابها، وهؤلاء اتصلوا بالشرطة في ساعات مبكرة، للإبلاغ عن اقتلاع الرياح أسقف منازل وأشجاراً. وأجبر عمال الإغاثة على الانتظار حتى تراجع حدة الرياح، فيما حذرت السلطات من أن 5.5 مليون شخص في تكساس ربما يتضررون من الإعصار. ونزح اكثر من مليوني شخص من المناطق الساحلية إلى أخرى داخلية تعتبر اكثر أماناً. وغمرت مياه الفيضانات مناطق في مدن نيو اورلينز وناينس وارد وساينت برنارد باريش التي تهدمت فيهما المنازل بفعل"كاترينا". وتفيد التقارير أن تياراً من المياه بعرض تسعة أمتار يتدفق إلى الحي التاسع من نيو أورلينز والذي يقع تحت مستوى سطح البحر. حريق هائل وتنفست السلطات الصعداء بعدما انحسر الإعصار قبل بلوغه هيوستن وغالفستون، فشهدت المدينتان رياحاً وأمطاراً متقطعة. لكن الإعصار ريتا لم يصبهما مباشرة. إلا أن حريقاً هائلاً لم يعرف سببه اندلع في جزيرة غالفستون، ونجح رجال الإطفاء في إخماده بعد محاصرته ثلاثة مبان. وأتت النار على أحد المباني حتى سوّته بالأرض تقريباً، إلا أن رجال الإطفاء نجحوا في الحؤول دون وصول الحريق إلى مبان تاريخية ومنازل مجاورة من الطراز الفيكتوري. وتسببت الرياح القوية التي ضربت الجزيرة في انقطاع الكهرباء عن معظم أجزاء المدينة وأطاحت بعلامات الطريق وتسببت في تأرجح أعمدة الإنارة. ووردت تقارير عن فيضانات على نطاق صغير في مناطق من المدينة. وتوقع خبراء الطقس أن تعاني بورت ارثر من فيضانات عارمة، وهي مدينة لمصافي النفط على الحدود بين لويزيانا وتكساس. واقتلعت الرياح القوية التي ضربت بورت آرثر وبومونت وليك تشارلز الأشجار وامتلأت الشوارع بالحطام المتطاير. وساهم مسار العاصفة المتوقع في تذكير كثيرين بالإعصار أودري الذي اغرق جنوب غربي لويزيانا عام 1957 وقتل 390 شخصاً على الأقل. وكان معظم مناطق الإعصار خالياً من البشر بعدما غادرها اكثر من مليوني شخص في عملية إجلاء جماعي تحولت إلى فوضى في تكساس. تنظيم الحركة في موازاة ذلك، تخشى السلطات في ولاية تكساس من اختناقات كبيرة في حركة السير عندما يعود نحو مليوني شخص ممن أجلوا إلى منازلهم، بما يهدد بتكرار الفوضى التي حدثت هذا الأسبوع خلال فرارهم من الإعصار. وقال عضو مجلس مدينة هيوستن مايكل بيري أمس إن المسؤولين يعدون خططاً ومناشدات لتنظيم تدفق العائدين. وأضاف أن السلطات تريد ممن فروا إلى أماكن آمنة خارج مدينة هيوستن والمناطق الساحلية الأخرى عدم الاستعجال في العودة بمجرد أن الوضع بدا آمناً.