أعقبت حرب الإشاعات والاتهامات التي راجت بين الأحزاب المتنافسة في ألمانيا اول من امس،"استراحة المحارب"امس، مؤذنة ليوم طويل من النشاط الانتخابي الذي قرر المتنافسون بذله حتى مساء اليوم السبت، للمرة الأولى في تاريخ الانتخابات الألمانية. وينص اتفاق غير مكتوب اعتمد منذ اول انتخابات حرة أجريت بعد الحرب العالمية الثانية، على التخلي عن أي نشاط انتخابي يوم السبت الذي يسبق يوم الاقتراع. لكن الانتخابات المبكرة التي فاجأت الجميع والتنافس الشديد على كل صوت، فرضا استنفاد كل محاولة ممكنة للوصول الى الناخبين. لذا يختتم المستشار غيرهارد شرودر، ومنافسته الديموقراطية المسيحية أنجيلا مركل حملتهما الانتخابية بعد ظهر اليوم، في مهرجانين كبيرين مفصولين في فرانكفورت. وأظهرت آخر الاستطلاعات التي اجراها معهد"فورزا"ان الأصوات التي سيحصل عليها كل معسكر لا تزال متقاربة جداً بين الاتحاد المسيحي وحليفه الحزب الليبرالي ما بين 48 و51 في المئة من جهة، وبين الحزب الاشتراكي الديموقراطي وحليفه حزب الخضر، اضافة الى حزب اليسار الجديد ما بين 45 و49 في المئة، من جهة اخرى. وعلى رغم ان المستشار شرودر يتصرف وكأن حزبه سيفوز بغالبية الأصوات مساء غد الأحد، فإن الاستطلاعات لا تزال ترى ان الاتحاد المسيحي يتقدم بوضوح على الحزب الاشتراكي الديموقراطي 42 في مقابل 35 في المئة، من دون استبعاد حصول مفاجأة. لكن اذا صحت الاستطلاعات، يعني ذلك ان شرودر سيترك الساحة السياسية لقائد اشتراكي آخر يمكن ان يشكل ائتلافاً حكومياً مع مركل في حال لم تحصل مع الليبراليين على غالبية المقاعد النيابية. ونفت مركل الكلام الذي قيل عن وجود خطة سرية لدى الاتحاد المسيحي تقضي برفض قيام حكومة"تحالف كبير"مع الاشتراكيين الديموقراطيين وفرض اجراء انتخابات جديدة في البلاد، في حين نفى رئيس حزب الخضر راينهارد بوتيكوفر نفياً قاطعاً الكلام، عن قبول حزبه بتشكيل ائتلاف اشتراكي - اخضر - يساري معتبراً ان حزب اليسار الجديد يمثل الماضي، فيما نهج الحكومة الإصلاحي يمثل المستقبل. وكان شرودر وقادة حزبه استبعدوا تماماً أي تعاون ممكن مع حزب اليسار الجديد. لكن نائب مركل في رئاسة الحزب كريستوف بور، اعلن امس، انه على عكس غيره في القيادة، لا يستبعد قيام حكومة تحالف كبير بقيادة مركل بعد الانتخابات، ما دفع رئيس حزب الخضر الى التحذير بشدة من هكذا تحالف، داعياً انصار معسكر الحكومة الى التصويت بكثافة لحزبه لمنع قيامه، الأمر الذي اغضب الاشتراكيين. وذكر استطلاع اجراه معهد"ديماب"ونشره امس ان 55 في المئة من الناخبين غير مطلعين على برامج الأحزاب الانتخابية، وأن دراسة الحملة الانتخابية في اسبوعها الأخير اظهرت ان الأحزاب لم تناقش محتوى برامجها في وسائل الإعلام بقدر محاولاتها استغلال هذه الوسائل لنشر الإشاعات والمزاعم. وفي هذا الإطار، اعلن وزير المال هانس آيشل امس، انه يبحث حالياً في إقامة دعوى قضائية على صحيفة"بيلد"الشعبية الواسعة الانتشار، بتهمة"الكذب والقدح والذم"بعدما ادعت وجود لائحة تقشف مالي سرية لديه بمقدار 30 بليون يورو للسنة المالية القادمة. وفي موضوع الألمان الأتراك، ذكرت وكالة الأنباء الألمانية"د ب أ"امس، استناداً الى معلومات من وزارة الداخلية، ان 20500 تركي سيمنعون من الاقتراع كونهم يحملون الجنسية المزدوجة التي يمنعها الدستور الألماني الى استثناء. ويفقد المتجنس جنسيته الألمانية في هذه الحال ويصبح مضطراً لطلب حق الإقامة للبقاء في البلاد، لكن يسمح له طلب الجنسية الألمانية من جديد اذا تخلى عن جنسيته الأصلية.