لم تلتئم جروح المتضررين من الإعصار"كاترينا"في الساحل الجنوبي للولايات المتحدة، حتى ضرب سواحل ولاية كارولينا الشمالية إعصار جديد يحمل اسم"أوفيليا"، وصل مصحوباً بأمطار غزيرة ورياح شديدة في هجوم يتحرك بسرعة بطيئة يتوقع أن يستمر يومين وان يتسبب في فيضانات خطرة. وحذر خبراء الأرصاد الجوية، سكان المناطق الساحلية من احتمالات أن تشهد الساعات القليلة المقبلة زيادة في قوة الإعصار التي لم تتجاوز الدرجة الأولى حتى الآن، وهو ما يقل بأربع درجات عن"كاترينا"الذي بلغ الدرجة الخامسة. وردد التحذيرات عينها حاكم الولاية مايك إيسلي الذي قال إن الإعصار"سيزداد سوءاً مع مرور الوقت". وتوجه إيسلي إلى السكان قائلاً:"إذا لم تبالوا بالتحذير فدعوني أكون واضحاً الآن. أوفيليا إعصار قوي يرجح أن يسبب فيضاناً ناجماً عن اندفاع العاصفة في الأنهار مع حدوث رعد وانقطاع التيار الكهربي وخسائر في الممتلكات"، مشيراً إلى أن الإعصار يتحرك ببطء، ما يجعل تداعياته أسوأ. وتوجه 1700 شخص إلى ملاجئ على امتداد ساحل الولاية. وفقد أكثر من 123 ألف شخص الكهرباء. وأدت العاصفة إلى اطاحة أسقف المباني وأطاحت مرسى لمراكب الصيد على شاطئ المحيط الأطلسي. وقالت دورية الطرق السريعة أن فتاة عمرها 19 عاماً لقيت حتفها بسبب هطول أمطار غزيرة واصطدمت بأشجار شرق رالي. من جهة أخرى، رفعت شركات التأمين الأميركية تقديراتها للأضرار التي تسبب بها الإعصار كاترينا. وتشير التقارير الأخيرة لشركات احتساب المخاطر إلى أن حجم الخسائر المادية سيبلغ قرابة 125 بليون دولار، وسيتعين على شركات التأمين دفع تعويضات تصل إلى 60 بليون دولار. وقالت شركة"ريسك ماناجمنت سوليوشنز"إنها راجعت تقديراتها السابقة بسبب الأضرار الضخمة في نيو أورلينز . وفي باتون روج، أعلن راي ناغين رئيس بلدية نيو اورلينز أن نحو 180 ألفاً من سكان المدينة"سيعودون إلى نيو اورلينز الأسبوع المقبل او في غضون أسبوعين". وأوضح رئيس البلدية:"انتهينا تقريباً من عمليات تنظيف المدينة وعندما يعود الناس سيكون التيار الكهربائي عاد للعمل وستكون المياه والمجاري عادت إلى وضعها الطبيعي". وغادر اكثر من 485 ألف شخص نيو اورلينز مع هبوب الإعصار كاترينا في 29 آب أغسطس الماضي. وقفز عدد قتلى الإعصار كاترينا إلى 711 شخصاً بعدما رفع مسؤولو ولاية لويزيانا عدد الوفيات المؤكدة في تلك الولاية إلى 474. ويأتي ذلك في وقت رفض مجلس الشيوخ اقتراحاً للسناتور الديموقراطية هيلاري كلينتون من اجل تشكيل لجنة تحقيق مستقلة في بطء استجابة الحكومة الفيديرالية للإعصار كاترينا المدمر. من جهة أخرى، أظهر استطلاعان للرأي نشرا أمس انخفاضاً حاداً في تأييد الشعب الأميركي لأداء الرئيس جورج بوش. وأظهر استطلاع أول أجرته صحيفة"وول ستريت جورنال"بالاشتراك مع شبكة"أن بي سي"الاخبارية انخفاض شعبية بوش الى نسبة قياسية بلغت 40 في المئة. وقال 49 في المئة انهم يعتقدون ان الاقتصاد الأميركي سيزداد سوءاً خلال العام المقبل. كما قال 55 في المئة انهم يؤيدون اعادة القوات الأميركية من العراق، بينما لم تتعد نسبة من يؤيدون سياسة بوش في الإبقاء على القوات في البلد المضطرب حتى إحلال السلام فيه 36 في المئة. وقال 60 في المئة انهم غير راضين عن استجابة ادارة بوش لآثار الإعصار كاترينا. وفي استطلاع اخر اجرته صحيفة"نيويورك تايمز"بالاشتراك مع شبكة"سي بي اس"الإخبارية، قال نصف من شملهم الاستطلاع انهم راضون عن طريقة تعامل بوش مع الإرهاب، مقارنة بنسبة 90 في المئة حصل عليها عقب اعتداءات 11 أيلول سبتمبر 2001. وقال اكثر من 60 في المئة انهم يعتقدون أن أولويات بوش بالنسبة للبلاد تختلف عن أولوياتهم.