سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
شكوى الى مجلس الأمن بعد العثور على حطام طائرات تجسس أميركية على أراضيها . إيران تحذر أوروبا من تفويت "فرصة أخيرة" للحل : رفض الحوار لن يدفعنا للتخلي عن النووي
ردت طهران بالتصعيد على الرفض الاوروبي لاقتراحها استئناف المفاوضات بين الجانبين. وحذر علي لاريجاني الامين العام للمجلس الاعلى للامن القومي وعراب الملف النووي الايراني، من ان المبادرة التي اتخذتها بلاده هي"محاولة اخيرة للحل"وان طهران"لن تتخلى عن نيتها تخصيب اليورانيوم لتوليد الوقود النووي". وجاء ذلك قبل الاجتماع المقرر لمجلس حكام الوكالة الدولية للطاقة الذرية في الرابع والعشرين من الشهر الجاري. واعتبر لاريجاني ان الحوار مع اوروبا يمكن ان يكون"مثمرا"، على غرار ما حدث مع الصين وروسيا ودول عدم الانحياز، مشيراً الى ان الاوروبيين"يخطئون اذا اعادوا تأكيد موقفهم لاجبار ايران على ايقاف تحويل اليورانيوم"في منشآت اصفهان. وقال عراب الملف النووي الايراني ان موقف الاوروبيين"يعرض انجازات اخرى للخطر"من دون ان يحدد نوعية وماهية هذه الانجازات، مشدداً على ان"لا اهمية كبيرة لعملية تحويل اليورانيوم الا ان الاوروبيين بالغوا فيها كثيراً". لكنه كشف عن نية بلاده ادخال كمية جديدة من اليورانيوم الخام في منشآت اصفهان من اجل تحويلها الى الكعكة الصفراء ومن ثم الى غاز هغزافلورايد اليورانيوم، العملية التي كان نفى الناطق باسم الخارجية الايرانية حميد رضا آصفي بشدة ان تكون بلاده في صدد تنفيذها. في الوقت ذاته، عقد وزير الخارجية الايرانية منوشهر متقي اجتماعاً موسعاً مع سفراء الدول الاعضاء في مجلس حكام الوكالة الدولية للطاقة الذرية وسفراء الدول الاوروبية الاخرى، شرح فيه المواقف والبرامج الايرانية في ما يتعلق بالموضوع النووي. وتحدث بيان اصدرته الخارجية الايرانية على الاثر، عن ان متقي شرح للحضور مواقف بلاده والاجراءات التي قامت بها لتعزيز الثقة ببرنامجها النووي. وجاء ذلك في وقت حمل الموقف الاوروبي الكثير من التشدد ازاء ايران في معرض الرد على الرسالة التي وجهها لاريجاني الى الثلاثي الاوروبي داعياً الى استئناف التفاوض. وطالب الاوروبيون طهران بالعودة الى المفاوضات من النقطة التي انتهى اليها اتفاق باريس، أي عودة طهران عن قرار استئناف تحويل اليورانيوم في منشآت اصفهان، وهو ما كانت ايران رفضته قبل الاجتماع الاخير لمجلس حكام الوكالة الدولية في 24 ايلول سبتمبر الماضي، والذي اصدر قراراً يدين ايران ويطالبها بوقف نشاطها في اصفهان. في غضون ذلك، كشفت مصادر اوروبية عن امكان التوصل الى حل يسمح لايران بالاستمرار في عمليات تحويل اليورانيوم في اصفهان، في مقابل تعهد ايراني بعدم استئناف عمليات التخصيب. واكد وزير الخارجية الفرنسي فيليب دوست بلازي ان العلاقات الاوروبية - الايرانية المستقبلية مرتبطة بموافقة ايران خصوصاً في ما يتعلق بالبرنامج النووي. ولم يقتصر الموقف الاوروبي الذي صدر عقب اجتماع وزراء خارجية الترويكا فرنسا وألمانيا وبريطانيا على الملف النووي، بل تعداه لادانة المواقف الاخيرة للرئيس الايراني محمود احمدي نجاد من اسرائيل، الامر الذي اعتبروه يبعث على القلق من الدور الايراني في منطقة الشرق الاوسط. وفي موازاة ذلك، اصدرت السفارة الايرانية في العاصمة اليابانية طوكيو بياناً اكدت فيه ان ايران لم تعارض او تقف في وجه أي مشروع لحل ازمة الشرق الاوسط وعملية السلام. ورداً على المواقف الاوروبية الصادرة عن اجتماع وزراء الخارجية الاوروبيين، اكد الناطق باسم الخارجية حميد رضا اصفي ان ايران"لن تتخلى عن حقها المشروع". واعتبر هذه المواقف بانها"تبعث على التعجب ولا يمكن القبول بها". ووجه اصفي نصيحة للاوروبيين ب"تغيير تصرفاتهم مع ايران في ما يتعلق بالموضوع النووي لانها لن تتخلى عن حقها المشروع للاستفادة من الطاقة السلمية ودورة الوقود النووي في أي ظرف". على صعيد آخر، رفعت ايران شكوى الى مجلس الامن تعترض فيها على قيام طائرات اميركية من دون طيار باختراق الاجواء الايرانية والقيام بعمليات تجسس فوق اراضيها. واودعت طهران الامانة العامة للمجلس نص شكوى اولى قدمها ممثلها في الاممالمتحدة في آب اغسطس الماضي، اثر سقوط طائرة تجسس في منطقة ايلام الكردية غرب على الحدود مع العراق. واثبتت التحقيقات التي اجريت على الحطام بانها طائرة اميركية من طراز"شادو 2000"، ثم قدمت رسالة اخرى بتاريخ 13 أيلول سبتمبر الماضي، تعترض فيها على خرق آخر حدث في منطقة"خرم آباد"بعد التحقق من حطام طائرة من دون طيار من طراز"هرس". وأبدت طهران اعتراضها الشديد على هذا النوع من الخروقات، مؤكدة انها لن تقف مكتوفة الايدي في حال تكرار الامر الذي يعتبر مخالفاً للقانون، وطالبت مراقبة الاممالمتحدة لمعاهدات الحفاظ على استقلال ووحدة اراضي الدول. ويأتي ذلك في وقت اعترفت فيه وزارة الدفاع الاميركية بقيام طائراتها بأعمال تجسس فوق الاراضي والاهداف النووية الايرانية منذ نيسان ابريل 2004، في حين رفض المندوب الاميركي لدى الاممالمتحدة جون بولتون التعليق على الشكوى الايرانية. وكانت طائرتا تجسس أخريان سقطتا قرب منشآت اصفهان لتحويل اليورانيوم ومنشآت نطنز للتخصيب.