تباينت المشاعر على الوجوه بين سكان مدينتي سوسة والمرسى التونسيتين مساء اول من امس، الفرحة والبهجة والرقص والاعلام والاناشيد في سوسة، بعد فوز فريقها النجم الساحلي على ضيفه العاجي اسيك ميموسا 2-1 في المرحلة الرابعة لدوري ابطال افريقيا لكرة القدم، وهو الفوز الاول في المجموعة الثانية بعد 6 تعادلات في كل المباريات السابقة، وسمح الفوز الثمين للنجم بصدارة المجموعة برصيد 6 نقاط، منتظراً نتيجة شقيقه الترجي ضد الزمالك المصري في رادس. وعلى العكس، خيم الحزن على جماهير المرسى بعد ما ودع فريقها مستقبل المرسى باكراً فرص التأهل والوصول الى المباراة النهائية لكأس الاتحاد الافريقي، بعد مرحلتين فقط من انطلاق ربع النهائي، وبات المرسى في حاجة إلى معجزة حقيقية لاعتلاء مجموعته. كنغ فيصل الغاني حقق فوزه الثاني في مجموعته على حساب مستقبل المرسى 1- صفر، ورفع ابطال غانا رصيدهم الى 6 نقاط ليحتلوا صدارة المجموعة، وتأكدوا من الاحتفاظ بها من دون النظر لنتيجة لقاء الجيش الملكي المغربي امس في الرباط ضد فيلوستار الغيني. ولم تكن الخسارة بهدف من ركلة جزاء لابو بكر ياهوسا ظالمة او مفاجئة، والحقيقة أن كنغ فيصل كان جديراً بفوز كبير وبعدد وافر من الاهداف في ظل تفوق ساحق ووصول متكرر الى المرمى، ولم يصدق أحد الاسلوب الدفاعي البحت الذي اتبعه لاعبو المرسى طوال اللقاء. وفي سوسة، سار الشوط الاول بين النجم واسيك سلبياً خالياً من الاثارة والاهداف، وتوقع الكثيرون استمرار ظاهرة التعادلات في المجموعة، ولكن الوقت المحتسب بدل الضائع من الشوط شهد بطاقة حمراء من الحكم الاوغندي محمد سيغونغا للاعب العاجي العنيف مامادو دومبيا لتكرار مخالفاته ضد سيف غزال، وعلى رغم احتفاظ اسيك بتوازنه وخطورته في الشوط الثاني الا ان اصحاب الملعب نجحوا في هز الشباك عن طريق محمد جديدي في الدقيقة 52 من هدية لا ترد للبارع مروان البكري، ولم يهنأ جمهور سوسة كثيراً بالهدف، وتمكن الهادئ ديديه ياكونان من التعادل في الدقيقة 70، مستغلاً كرة عرضية حولها بإبداع في ابعد مكان في المرمى، ولكن الكرة اتجهت الى اسفل القائم، وارتدت على خط المرمى لتصطدم برأس الحارس اوستين اجيدي وتتهادى نحو الشباك. ولم يفت الهدف الغريب المباغت في عضد لاعبي النجم وعاودوا هجومهم، ونالوا بغيتهم بهدف الفوز لخالد ميليتي بعد 53 دقيقة من كرة قوية مرت فوق رأس الحارس ستيفان ديمبي. الظاهرة الموحدة في المباريات الثلاث التي اقيمت هذا الاسبوع في بطولتي الاندية الافريقية هي شكوى الضيوف من التحكيم، وكان المدرب الوطني لفريق دولفن النيجيري موسى عبدالله غاضباً للغاية من الحكم السوداني خالد عبدالرحمن بعد التعادل 1-1 في المحلة مع الاسماعيلي، واتهمه بإلغاء هدف صحيح 100 في المئة لدولفن في الوقت بدل الضائع في نهاية اللقاء، وكان كفيلاً بتجيير الفوز لفريقه 2-1، والحقيقة ان قرار الإلغاء لا يتحمله مطلقاً حكم المباراة الكفء الذي ادارها بعدالة وشجاعة، ولكن المساعد هو الذي اشار بالتسلل لصاحب الهدف، ولا سبيل للحكم بعدم اعتبار قرار المساعد المحايد.