التعادل 1-1 كان عنوان مباراتي المرحلة الخامسة في دوري أبطال أفريقيا لكرة القدم مساء أول من أمس، في ملعبي رادس ومحمد الخامس في تونس والدار البيضاء، وجاء التعادل بطعم الفوز اللذيذ لفريق النجم الساحلي التونسي أمام مضيفه وجاره اللدود الترجي، الذي بات قاب قوسين أو أدنى من وداع المسابقة في ربع النهائي، وتأهل الأهلي المصري رسمياً إلى نصف النهائي متصدراً مجموعته بعد التعادل مع الرجاء، ويحتاج المغاربة للفوز خارج ملعبهم في كيب تاون على اياكس الجنوب أفريقي في المرحلة الأخيرة، مع انتظار خدمة من الأهلي بالفوز على انيمبا النيجيري حامل اللقب في القاهرة. مباراة رادس لم تجلب جمهوراً كبيراً على رغم أهميتها وشعبية الناديين، وظهرت معظم مدرجات الملعب العملاق خالية، واحتفظ الناديان بوتيرة التعادل التي دامت عبر 4 لقاءات متتالية محلياً وقارياً، وبقي الترجي بلا اي فوز في البطولة الأفريقية وفي الموسم الجديد، ما يلقي بظلال كئيبة على النادي الذي اعتاد حصد البطولات في العقد السابق. افتتح خالد المليتي التسجيل للنجم في الدقيقة السادسة بتسديدة أرضية قوية خدعت الحارس العاجي تيزي وسكنت المرمى في الزاوية المعاكسة لاتجاهه، وتراجع الضيوف بعد الهدف وأتاحوا للترجي فرصة العودة إلى المباراة، وتمكن أيمن الطيب من التعادل للترجي في منتصف الشوط من انفراد كامل، وسدد في أضيق زاوية تركها الحارس النيجيري اوستين اوجيدي، ولم يغير النجم أسلوبه المتحفظ حتى النهاية، وساعده حارسه في الحفاظ على تعادله والشكر واجب للمهاجم علي الزيتوني الذي أهدر أسهل فرص الترجي والمباراة، وعلى الجانب الآخر تدخل الحارس تيزي لإنقاذ الترجي من الهزيمة قبل 7 دقائق من النهاية بالتصدي لكرة ياسين الشيخاوي. ورفع النجم رصيده إلى 7 نقاط متصدراً المجموعة، قبل الزمالك المصري وله 6 نقاط، ويلتقيان في سوسة في المرحلة الأخيرة للمسابقة، والفرصة سانحة للزمالك لاستعادة الصدارة لو فاز أو تعادل أولاً في ملعبه مع اسيك العاجي، والترجي له 4 نقاط فقط، وأمله الواهي قاصر على معجزتين: فوز اسيك على الزمالك في القاهرة، ثم فوزه على اسيك في ابيدجان، وما أصعب الأحلام. وفي ملعب محمد الخامس كان حضور الجمهور المغربي محدوداً أيضاً على عكس المباريات السابقة للرجاء ضد الأهلي، وتأثر اللاعبون بالحال السيئة لأرض الملعب، ولم تسنح فرص حقيقية للجانبين في الشوط الأول على رغم النقص الواضح في صفوف الأهلي، وغاب عن المصريين نجومهم حسن مصطفى والغاني اكوتي منساه للإصابة ومحمد أبو تريكة ومحمد شوقي وجلسا مع الاحتياطي، ومنح المدير الفني البرتغالي مانويل جوزيه الفرصة للاعبين شادي محمد وحسام عاشور للعب في التشكيلة الاساسية. ضغط الرجاء في الشوط الثاني مع تحركات ممتازة للعاجي كريم فوفانا، ونال ثمرة مجهوده بهدف رائع من اختراق لفوفانا وسط مدافعي الأهلي، ومرر الكرة إلى سفيان اللودي الذي سدد بقوة من 15 ياردة في الشباك هدفاً بعد 66 دقيقة، وهو الأول في شباك الأهلي في مباريات المجموعة بعد صمود دام 7 ساعات و6 دقائق. أحس المصريون بالخطر وسعوا إلى التعادل وأضاف المدرب دماً جديداً للفريق بإشراك المهاجمين أبو تريكة ووائل رياض، بدلاً من الظهيرين اسلام الشاطر والانغولي غيلبرتو، وهي مغامرة بالغة الخطورة كادت تكلفه كثيراً في هجمتين مرتدتين للرجاء أهدر خلالهما موديبو مايغا فرصة نادرة وسهلة لتعزيز الفوز من انفراد تام بالمرمى، وعندما ظنّ الجميع أن اللقاء سينتهي بفوز ثمين للرجاء وهزيمة أولى للأهلي، ارتكب المدافع العاجي ادغار خطأ لا يغتفر في الدقيقة91، وأعاد الكرة برأسه لحارسه مصطفى الشاذلي من دون تركيز، وخطفها القناص عماد متعب وحولها على مرتين في الشباك هدف التعادل والصعود للأهلي، وهو الخامس له في المسابقة، ليضع بصمته على شباك كل الأندية الخمسة التي واجهها فريقه في البطولة، بداية من فيلا الاوغندي ومروراً باتحاد العاصمة الجزائري وانيمبا النيجيري واياكس الجنوب افريقي وأخيراً الرجاء. التعادل ابقى سجل الاهلي خالياً من اي هزيمة في كل المسابقات على مدار 15 شهراً، منذ سقوطه أمام المقاولون العرب في نهائي كأس مصر في حزيران يونيو 2004 وخاض الأهلي بعدها40 مباراة في 4 مسابقات، نجح في الفوز في 33 منها، وأحرز بطولتي الدوري والسوبر محلياً، وتعادل في 7 مباريات ولكنها أرقام قياسية تضاف لسجل النادي الكبير. وعلى صعيد آخر، حقق مستقبل المرسى التونسي فوزاً غالياً خارج ملعبه في كوناكري على مضيفه فيلوستار الغيني 2-1، في المرحلة الثالثة للمجموعة الأولى في كأس الاتحاد الافريقي، ورفع المرسى رصيده إلى 7 نقاط متصدراً المجموعة، قبل مباراة كنغ فيصل الغاني ضد الجيش الملكي المغربي أمس في كوماسي.