حمل تفجيران انتحاريان نجم عنهما مقتل نيف وثلاثمئة جندي اميركي وفرنسي، في اواخر 1983 بجنوب بيروت، قوة متعددة الجنسية معظم افرادها اميركيون، على ترك لبنان. وكانت القوة هذه تولت حماية جلاء الفلسطينيين المقاتلين عن لبنان. وناطت بنفسها مساعدة الدولة اللبنانية على تدبير الجلاء الإسرائيلي، بعد الجلاء الفلسطيني، وحفظ الاستقرار بين مرحلة الاقتتال ومرحلة السلم. وطوال الأعوام الباقية من الثمانينات انصرف حراس الثورة الإيرانيون، ومقاتلون فلسطينيون لم يغادروا لبنان او رجعوا إليه، وقوات سورية لم تجلُ عن البقاع ولا عن الشمال، انصرفوا الى"استعادة"ما خسروه من نفوذ وسلطة ومناطق بواسطة مقاومات وانتفاضات محلية وأهلية. وانتفضت هذه على القوة الإسرائيلية المحتلة، وعلى هيئات الدولة الوطنية من غير تمييز، وبدا انها استولت على السلطة استيلاء تاماً في ختام العقد ومطلع العقد التالي. ولكن العمل الذي ابتدأ هذا التاريخ المعقد، ونهض علماً على طريقة ونهج"سياسيين"هو العملية الانتحارية المزدوجة - والحق انها كانت العملية الثانية الكبيرة بعد تدمير السفارة الأميركية ببيروت في نيسان ابريل من العام نفسه، وقتل بعض كبار مسؤولي الاستخبارات الأميركيين في الشرق الأوسط-. وتوج انسحاب القوة العسكرية، في الأسابيع التي تلت العمليتين، الطريقة والنهج الخمينيين والجهاديين بتاج النجاح والانتصار، ودل من غير لبس في نظر من خططوا لهما ونظر مراقبين متحفزين كثر على امكان احراز نصر حاسم وسريع على قوة عسكرية وديبلوماسية"عظيمة"، بضربة قاضية واحدة وتكلفة ضئيلة، قياساً على تكلفة سابقة وأخرى لاحقة لم تنقطع الى يومنا هذا. ولكن هذا النمط من العمليات فشل في ميدان اختباره الأول، وهو ميدان الحرب العراقية - الإيرانية المديدة والدامية والمدمرة. وانتهت الحرب بواسطة"كاسحات الألغام"من الفتية والصبيان الإيرانيين الى تجرع ايران الخمينية"علقم"قرار الأممالمتحدة وقف القتال. ولكن ذلك لم يردع الجهاديين، على اختلاف مللهم، عن العمل في سبيل ضربة قاضية مأمولة، على مثال تلك التي اجلت قوة الفصل الغربية عن بيروت، وفتحت الباب لاستيلاء اسلامي مزمع على السلطة. ولم يتكرر الانتصار، على الشاكلة نفسها، إلا في الصومال، في 1993 - 1994 وكانت القوة الأميركية كذلك ضحيته. وأفلحت عملية واحدة ادت الى قتل نحو عشرين جندياً اميركياً، مثّلت الجموع المسلحة في جثثهم وسحلتها تحت نظر عدسات تلفزيونية نهمة كانت حرب الخليج الثانية والقريبة فاتحة"عهدها"، في اجلاء القوة المكلفة توزيع المؤن على الصوماليين الجائعين جراء اقتتال منظمات قبلية مسلحة. وفي اثناء العقد المنصرم بين الانتصار الجهادي الشيعي الخميني ببيروت وبين الانتصار الجهادي الآخر وهذا ضلع فيه اسامة بن لادن وعائدوه من افغانستان، الى جهاديين من انصار حسن الترابي السوداني ومرتزقة من الاستخبارات الليبية، خسرت ايران الخمينية حربها في العراق، وخابت محاولاتها تحويل الحج الى عاشوراء في 1986. وانتصرت المقاومة الأفغانية، الأقوامية والحزبية المسلحة، على الاحتلال السوفياتي 1988، ثم على الحكم الذي خلفه الاحتلال 1994، قبل ان يفرط عقد المقاومة الأفغانية، وتستولي طالبان على كابول، يساندها"عرب"اسامة بن لادن. وعلى رغم ضعف الشبه بين عمليتي بيروت ومقديشو، وبين مصائر"الجهاد"الأفغاني الى حين استيلاء طالبان على كابول 1996، لم يضعف التيمن الجهادي بالضربة القاضية، ولا ضعف نصبُها مثالاً ناجزاً على نهج اسلامي يُنتهج الى"استئصال"العدو"الصليبي واليهودي"، ودحره، و"البراء"الظواهري منه ومن"طواغيته"المحليين. وأقامت روافد جهادية متباينة، لبنانية حزب اللهية وفلسطينية حماسية و جهادية وبن لادنية كثيرة الجنسيات والمسارح، على اختلاف غاياتها وبعض مشاربها، أقامت على تقديس الضربة القاضية، او الأليمة والموجعة والنوعية في مصطلح"حزب الله"، والعملية الانتحارية و"غزوتها"، وعلى السعي فيها والإعداد لها. وسعت عمليات بن لادن، ثم"القاعدة"وهي ائتلاف جماعات مسلحة بعض مصادرها"أفغاني"وبعضها الآخر مستقل ووطني محلي، بنيويوك 1994 والخبر 1996 ودار السلام ونيروبي 1998، وذروتها عمليتا نيويورك وواشنطن في 2001، سعت في تجديد الإنجاز البيروتياللبنانيوالصومالي من غير جدوى. ولم ينجم عن دوي العمليات هذه، وبعضها خلف آثاراً انسانية وسياسية واقتصادية ضخمة، انعطاف سياسي راجح، على خلاف ما امل اصحابها وتوقعوا. ولعل المثل الأخير على انعطاف خلفته عملية انتحارية كبيرة هو انسحاب اسبانيا من قوات التحالف بالعراق جواباً عن كارثة محطة قطارات مدريد في 11 آذار مارس 2004، في اعقاب عشرة اعوام على مقديشو. فجاء انسحاب الحكومة الاشتراكية من العراق تحقيقاً لتعويل"القاعدة"على نتائج ضربة استراتيجية تنزلها في قوة"صليبية ويهودية"، على زعمها، ومصدقاً لهذا التعويل. ولم يعصم الانسحاب الإسباني اسبانيا من اعداد خلايا نائمة او متيقظة. فإذا لم تكن مستقراً وميدان"مهمات"عاجلة، مثل مهمة اخراجها من العراق، فهي ممر الى المغرب، او ملجأ منه، او جسر الى بلاد"الكفر"القريبة والكثيرة، وإلى سفاراتها ومواطنيها. فمنطق انتشار"القاعدة"وأضرابها وأشباهها يحاكي بنيان العلاقات الدولية وتشابكها. فلا تأمن الدول التي نأت بنفسها عن بعض وجوه السياسة الأميركية الجديدة، هجمات"القاعدة"وعملياتها. ولعل تركيا اردوغان المثل الجلي على الأمر. وخلصت فرنسا وإسبانيا الى الرأي نفسه. والحق ان الانتصارات الثلاثة الى اليوم ليس لها المعنى الذي تحملها عليه الجماعات الجهادية. فانتصاران منها احرزتهما الجماعات هذه على مسرحين ثانويين، هما لبنانوالصومال. وأصاب الانتصار الثالث قوة ثانوية هي اسبانيا. وإذا كان جزاء الانتصار الأخير تنصلاً عسكرياً وميدانياً من سياسة تحالف، فهو لم يؤد لا من قريب ولا من بعيد الى العلة القوية في ترك القوات المسلحة الأميركية في المرتبة الأولى بيروت ومقديشو. والعلة القوية هذه هي انفجار منازعات اهلية محلية معقدة ومرسلة في اعقاب الضربة وجراءها. فالضربة الحاسمة، على هذا، لا تضطلع بالحسم، ولو ظاهراً، إلا على مسرح محلي وأهلي طرفي وهامشي، وشرط خلو وفاضه من هيئات سياسية قادرة على التحكيم في المنازعات والخلافات. وما لم"يحظ"المسرح بالصفتين هاتين فالأرجح ألا تترتب على عمليات المنظمات والجماعات الإرهابية به، او عليه، انعطافات او هزائم سياسية حادة. ويحقق الرأيَ هذا إخفاقُ عملية بالي بأندونيسيا 2002 في حمل الأوستراليين والسياسة الاوسترالية على فك حلفهم وحلفها بالسياسة الأميركية وحربها بالعراق، أو على ترك اقتراعهم للحزب الذي يقودها. ولا يتوقع أن يكون لعملية لندن أثر أبعد وأشد وطأة، على رغم ترجيح الرأي العام البريطاني علاقة بين أعمال القتل على أرضه وبين الحرب البريطانية في العراق. والمثال المضمر ربما الذي تحتذي عليه الفِرَق والشيع الغالية والإرهاب جزء من عدتها في وقت من الأوقات أو في الأوقات كلها هو اصابة العدو بالدوار، على قول احدهم في خطة نشر الصواريخ السوفياتية القصيرة المدى والمتوسطة في اوائل الثمانينات، بإزاء ألمانيا الأطلسية. فالترويع هو الغاية التي تسعى الجماعات هذه في بلوغها. وبث الانتحاريين الشبان والدمثين و"المندمجين"في ثنايا المجتمعات المستهدفة، سلاح ترويع وتخويف ثقيل. والانتحاريون، المولودون في المهاجر، والغفل من علامات العنف والتعصب كلها، مرتبة اعلى من مراتب التسلح، وعيار اثقل في سلم عياراته. ولعل التحقيق الأقوى لضعف جدوى أعمال القتل الانتحارية في المدنيين، على المثال الجهادي والقاعدي السائر، هو حصاد المنظمات الفلسطينية من مئات الأعمال المثيلة"جداراً فاصلاً"ومدمراً يتهدد عشرات البلدات والقرى الفلسطينية بالبوار والهجرة والتقطيع، ويسلط الادارة الاسرائيلية على مصائر الدولة الفلسطينية الآتية. ولم تؤد العمليات الفلسطينية الى انقسام أهلي في صفوف العدو، ولا الى انقلاب استراتيجي. وقد تؤدي غداةُ"الانتفاضة"الى انفجار الانقسام الأهلي الفلسطيني. وهي أدت، منذ اليوم، الى انقلاب على سياسة ياسر عرفات"الجامعة". ولا يكذب انتصار"حزب الله"اللبناني، وهو المثال الذي احتذت عليه المنظمات الفلسطينية، في الحزام الأمني السابق قبل نيف وخمسة أعوام، هذا التقويم. فالحزب ماضٍ على تيمنه بسلاحه الاستراتيجي. وهو انتقل من العمليات الانتحارية"المزلزلة"الى صواريخ"الكاتيوشا"والسيارات المتفجرة فإلى القصف التقليدي بالهواوين، فيما هو ماضٍ على خسارته أركان"قاعدته"السياسية المستقلة، وحبل سرتها المتصلة بالسياستين السورية والإيرانية. فقياس"القاعدة"، ومن لف لفها أو صدر عن بعض مقدماتها، على سوابق العمليات المظفرة والإصابات المحققة يُبطل صحته العملية، وجدواه تالياً، إغفالُ أصحاب"القاعدة"وأخواتها ثقل الغايات السياسية التي تسعى الضربات و"الغزوات"وأعمال القتل في بلوغها. فما اقتصرت الغاية على الجلاء عن مسرح ثانوي، أو على إجلاء قوة ثانوية عن مسرح أساسي من غير ترتيب نتائج حاسمة على الإجلاء، جاز توقع بلوغ الغاية هذه بواسطة ضربة قوية ومن طريقها. وهذا ما يستحيل، عملياً، توقعه حين يطمع أصحاب الضربة في إنزال هزيمة"استراتيجية"بقوة أو قوى كبيرة ومتماسكة على مسرح"استراتيجي". وقد لا يصح وصف الهزيمة والمسرح، في هذا المعرض، بالاستراتيجية. فالضربات على غرار 11 أيلول سبتمبر، أو عمليات"حماس"و"الجهاد"و"كتائب الأقصى"في ذروة الانتفاضة الثانية، وأعمال القتل في لندن وشرم الشيخ، وانتحاريات"قاعدة الجهاد في بلاد الرافدين"، هذه كلها لا تجعل نصبَها غايات سياسية معقولة ومعروفة، ولا تجاهد في سبيل مثل هذه الغايات. وحين يترجم أصحاب الضربات هذه غاياتهم الى مطاليب، أو الى مسوغات يتذرعون بها الى اختيار نوع الضربات وصورها ومسارحها، فهم يذهبون الى إعلاء كلمة الدين، وإقامة الشرع، والثأر من الاستكبار والاستعلاء الغربيين، وقطع الروابط والأواصر بعالم الكفر، وإخراج غير المسلمين وسلعهم وصناعاتهم ورسومهم السياسية والثقافية من ديار المسلمين. ومعظم هذا يعلن غداة أعمال القتل. وهو لا يقبل التجزئة ولا المرحلة ولا المفاوضة، ولا يتحفظ عن وسيلة من الوسائل. وإعلان محمد أحمد الخلايلة الزرقاوي من غير تحفظ سعيه في قيام شيعة العراق على مسلميه السنّة، رداً على مَقاتله هو وجماعته في هؤلاء وعلى اثخانه فيهم، قرينة على انتفاء التحفظ ودواعيه. فلا احتساب، والحال هذه، لا للخسائر والنتائج، ولا لتداعيات الأعمال على أحوال البلد المسرح وعمرانه وأهله وجماعاته وعلاقاتهم. وعليه، يبدو الفرق بين ما يقبل الترجمة الى سياسة مثل الجلاء عن العراق وبين أعمال القتل والتمثيل العمياء والمقالات الثأرية و"الحضارية"التي تعقبها وتقفي عليها، هوة لا تردم. فالضربة الحاسمة أو القاضية التي يخطط لها وإلى اليوم يتوهمها أهل"القاعدة"وأضرابهم وأقرانهم، أشبه بالسلاح النووي، على الصورة التي تبدّى عليها قبل ستين عاماً، في الفصل الأخير من الحرب العالمية الثانية. فيفترضون أن لا حرب بعد هذه الضربة أو بعد هذا السلاح. وهذا ما يفترضه حكام إيران الخمينيون فيما يعنيهم ويعني نظامهم، ويشاركون قيادة الحزب الشيوعي الكوري الشمالي في حسبانه وافتراضه. وسعي الجماعات الإرهابية في امتلاك سلاح غير تقليدي، نووي إذا أمكن وإلا فلا بأس بالجرثومي أو الكيماوي، يصدر عن المنزع نفسه. وهو منزع الى التدمير الشامل والكامل، والى تصحير البلدان التي يصليها أصحاب هذا المنزع حربهم وأولها بلدان"الجاهلية"أي بلدانهم، بديهة، وردها صفحة بيضاء وخرساء يخطّون عليها رسوم معتقداتهم وتأريخهم الهاذي. والحرب الأهلية، على شاكلة تلك التي سعى فيها"العائدون"الجزائريون ويسعى فيها الزرقاويون والصداميون في العراق وأصحاب شامل باساييف في الشيشان، وأصاب طرف منها لبنان قبل اكتمال"النهج" وفلسطين والصومال وعاثت في السودان والعراق في عهد صدام حسين، الحرب الأهلية هذه هي ما يأمل أهل"القاعدة"وأضرابهم في إشعاله والنفح فيه، إذا لم يقيض لضربتهم الحاسمة أن تنزل هزيمة ساحقة وحاسمة بپ"الصليبيين واليهود". ولا ينبئ هذا، أفعالاً ومقالات ومعتقدات، بجدوى أو حتى بمعنى المعالجة"السياسية"وصورتها المحتملة. فحمل الخلاف - أو"المظلومية"، على قول خميني فائت لفظاً وباق معنى في فتاوى مراجع وفقهاء"عقلاء"- على ألف عام لم تطوَ من الفظائع والانتهاكات والمصادرات والحروب والإبادات والمجاعات والاستلابات والاهانات، والكناية عن الخلاف المترامي هذا كله بالشاردة والواردة اليوميتين مثل النظرة التي يحدج بها جار المهاجر جاره غداة مقتلة عامة أو بالحوادث الجسام مثل بناء صناعة نووية تمهد الطريق الى اختيار عسكري، على سوية واحدة ومشتركة، حملُ الخلاف على هذا لا مخرج منه بسياسة. فهذه لا يمكن إلا أن تكون"مجرمة"سلفاً، وجزئية وتافهة وماكرة. ولا يُخرج من"امركة"العالم و"صهينته"، على المثال الغالي والجهادي، من باب السياسة ومنازعاتها وموازناتها ومراحلها والتزامها دائرة تسبق القتل العام، لأن حمل العالم على الصليبية واليهودية لا يقتصر على العالم، على معنى الدول وعلاقاتها وسياساتها. فهو يعم الحياة كلها، وحركاتها وسكناتها ورغباتها. والحق ان الحال التي تصف عليها"القاعدة"وأضرابها العالم والحياة، وتاريخهما، هي علامات"الساعة"و"زلزلتها"والبعث والنشور. فليست السياسةُ المريضةَ وحدها بل مادة الحياة ونسغها. ويجيز التشخيص"الجذري"الراديكالي هذا استدراج صور الإحباط والتأزم كلها، من اشدها خفاء وخصوصية الى اظهرها، ودعوتها الى"التعبير"والفعل. فتنشأ عن التشخيص"عقيدة"مشتركة وعامة يصح فيها القول انها ما عليه الجمهور، او ما اجمع عليه، من بحر الشمال الى سيناء. وما يزعم ان الجمهور عليه، وأجمع عليه، ليس اركان الاعتقاد، ولا هو مذهب من مذاهب الفقه والتأويل والرواية والنقل. وإنما هو صفة تاريخية واجتماعية وثقافية للعالم المعاصر تُنزّل منزلة الاعتقاد والإيمان، وتترتب عليها الحرب العامة او"الكلية". ويقوم تعليل الفظائع والانتهاكات والمصادرات، او"النكبات"على قول امين الريحاني اللبناني مختصِراً، بالصليبية واليهودية مقام القلب والنواة من الصفة التاريخية والاجتماعية هذه. ويُتوسل الى الصفة بتأويل تواريخ المسلمين الكثيرة ومقالاتهم، من دون"صلاتهم"على قول الأشعري، على الوجه الحربي المعروف. فلا تترتب صفة"اميركا"- كناية عن العالم المعاصر - على الاعتقاد، بل يترتب الاعتقاد على صفة"اميركا"، على ما ذهب إليه روح الله خميني صراحة، وتابعه عليه بن لادن. وتصوير العدو على الصورة"الصليبية واليهودية"، أو على الصورة"الأميركانية"وپ"الاستكبارية"وپ"الامبريالية"وهذه سهم التقدميين"الماركسيين"والقوميين في الحرب و"العولمة النيو- ليبرالية"، لا تبنى عليه سياسة إلا اذا جاز لهذه ان تكون خاطفة وحاسمة ومظفرة. ولا يبنى عليه تدبير، إلا إذا تخلص التدبير من معاني تقييد الدمار والموت والثأر والتسلط والانكفاء والامتلاء من النفس ودعوى العصمة. ولا يدعو انتظار"الساعة"الوشيكة الى التقييد هذا. كاتب لبناني