اتفق رئيسا الجمهورية اميل لحود والحكومة فؤاد السنيورة على إلغاء الجلسة الاسبوعية لمجلس الوزراء المقررة اليوم من اجل تحضير الاجواء السياسية والادارية للجلسة المقبلة التي يفترض ان تدرج على جدول اعمالها قضية التعيينات الادارية والامنية والديبلوماسية في حال تم التوافق على آلية محددة للترشيحات التي سيختار على اساسها موظفو الفئة الاولى. وأكدت مصادر وزارية ان موضوع التعيينات طرح على بساط البحث بين لحود والسنيورة اثناء سفرهما ورئيس المجلس النيابي نبيه بري الى الرياض لتقديم التعازي بوفاة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز، لكنهما لم يدخلا في التفاصيل وتوافقا على متابعة البحث في بيروت وان لا مانع لديهما من تخصيص جلستين لمجلس الوزراء الاسبوع المقبل للنظر في التعيينات وصولاً الى حسمها على دفعات. ولفتت المصادر ايضاً الى ان السنيورة طلب من المتخصصين في السرايا الحكومية اجراء جردة لإعادة تحريك المشاريع المجمدة التي كانت طرحت في السابق في مجلس الوزراء وتأجل اقرارها بسبب الاختلاف بين لحود والرئيس الشهيد رفيق الحريري. اضافة الى مشاريع القوانين التي كانت اللجان الوزارية توافقت عليها ولم يصر مجدداً الى طرحها في مجلس الوزراء. ونقلت المصادر عن السنيورة انه يميل الى تعزيز دور مجلس الخدمة المدنية وأجهزة الرقابة في التعيينات الادارية المقترحة، خصوصاً لجهة فتح باب الترشح ليختار الاكفاء من بين المرشحين. ورأت ان اعتماد مثل هذه الآلية التي يقترحها السنيورة من شأنه الحؤول دون ابقاء نظام المحاصصة الذي كان سائداً في السابق وأدى الى قطع الطريق على تحقيق الاصلاح الاداري كأساس للنهوض بالوضع العام في البلد. واعتبرت المصادر ان مجلس الوزراء قد يواجه مشكلة تتعلق بوجود رغبة لدى اكثرية اعضاء الحكومة بأن تشمل المناقلات الديبلوماسية سفير لبنان في واشنطن فريد عبود، وقالت انه لم يصدر حتى الساعة أي موقف في هذا الخصوص عن لحود الذي يؤكد باستمرار رغبته في التعاون مع رئيس الحكومة. وأضافت ان لا مفر من استبدال السفير عبود، مشيرة الى وجود صعوبة امام من يصر على عدم نقله في اقناع مجلس الوزراء بجدوى وجهة نظره المؤيدة للسفير عبود الذي كان استبعد بناء لرغبة السنيورة من محادثاته التي اجراها اخيراً في بيروت مع وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس. وفي هذا السياق كشفت المصادر ان موضوع نقل عبود من منصبه كان أثير على هامش الاتصالات التي أجريت لتشكيل الحكومة الحالية، وقالت ان"حزب الله"وحركة"أمل"ليسا في وارد افتعال مشكلة تحت عنوان الدفاع عن عبود. وبالنسبة الى التعيينات الادارية والامنية قالت المصادر ان لدى مجلس الوزراء نية في تعيين محافظين، لبيروت خلفاً للسابق الوزير الحالي يعقوب الصراف ولجبل لبنان، اضافة الى التعيينات الخاصة بالمجلس الدستوري من اجل استكمال عدده ليكون في مقدوره النظر في الطعون النيابية. وأشارت الى انه لم يعد من الجائز التأخر في تعيين مديرين جديدين للأمن العام وأمن الدولة، مؤكدة ان إلغاء مجلس الجنوب والصندوق الوطني للمهجرين لن يكون من صلب التعيينات الادارية لكنها رأت ان مصيرهما سيتقرر من خلال مشروع الموازنة التي ستعدها الحكومة للعام المقبل في ضوء القرار الرامي الى الاستغناء عن دورهما.