يرى المخرج التلفزيوني السوري حاتم علي انه بإقدامه، بالتعاون مع شركة سورية الدولية للإنتاج التلفزيوني على نفخ مسلسله التلفزيوني"احلام كبيرة"رقمياً في فيلم سينمائي إنما هو محاولة لتوريط القطاع الخاص في الإنتاج السينمائي في بلد يفتقر لغزارة الإنتاج، وإن كان هذا لا يقلل من اهمية ما ينتج سينمائياً على رغم الشح المشار إليه. لا نعرف لماذا يتنكب مخرج تلفزيوني لمسألة التوريط بهذه الطريقة، هذا إذا ما تقبلنا المبدأ اصلاً، فإذا ما كانت"السينما ورطة"بحسب علي، فإن الدراما التلفزيونية ايضاً هي ورطة، ولكن في اتجاه مغاير، وهذا معناه ان النفخ التلفزيوني الذي اوصل حاتم علي الى سدة"ملك في الدراما"بحسب صحافي سوري حضر الندوة التي أعقبت عرض فيلمه"العشاق"المأخوذ عن المسلسل، وجعله يبلغ مأزقه الكلي نقصد النفخ التلفزيوني فقد تجلى هذا واضحاً في مسلسليه اللذين عرضا في رمضان الفائت"ملوك الطوائف"، وپ"عصي الدمع"، لذلك يبدو لنا، من موقع المتابع، ان النفخ السينمائي لمسلسله التلفزيوني يعبّر عن هذا المأزق، فبدل ان يخفف من تهكمية القول الذي شاع بين التلفزيونيين السوريين عن اللغة السينمائية في التلفزيون، جاء مقلوباً على رأسه وكأنه تحضير للأرواح التلفزيونية الهائمة على ابواب السينما. ولهذا يبدو مستغرباً هذا التصريح الذي يعجل بنقمة القطاع الخاص على السينما، ولا يزيد في النعمة بشيء، اللهم، إلا امد التردد في الإقدام على خطوات جسورة، لا تقوم بها سوى مؤسسة السينما عادة وهي قطاع عام، وهذا ما تجلى في إقدامها اخيراً على إنتاج عشرة افلام روائية قصيرة لمخرجين لا تربطهم بها ادنى علاقة، شاركت في الدورة الفائتة من مهرجان دمشق، فهم ليسوا موظفون لديها، وواحد من هذه الأفلام لحاتم علي نفسه. يجيء حس التوريط في هذا السياق ليكشف عن ورطة من نوع آخر كما أسلفنا، فإذا ما صفق جمهور التلفزيون طويلاً للمخرج التلفزيوني الناجح بالمقاييس التلفزيونية المتعارف عليها - فهذا لا يعني انهم قد يصفقون للمخرج السينمائي الذي يستعد منذ الآن للهرب الى الأمام، كما يفعل الساسة عادة عندما يشتد التصفيق ويعلو الهتاف في الوقت الذي يخفت فيه الإحساس بالمغامرة والتجريب... التجريب الذي يجيء في حال التلفزيون ممضاً وثقيلاً وعقيماً، ولا جدوى منه البتة!