يطل المخرج السوري أحمد إبراهيم أحمد على جمهور التلفزيون عبر مسلسل «حاتم الطائي» وهو العمل الثاني له بعد مسلسل «طريق النحل» الذي عرض في رمضان الماضي على عدد من المحطات التلفزيونية العربية.و «حاتم الطائي» عمل تاريخي ضخم من تأليف وفيق خنسة وعاطف صقر ويعالج صورة الكرم التي ترسخت في أذهان الناس عن هذا الرجل الذي أصبح مضرب الأمثال عند العرب، كما يسلط المسلسل الضوء من خلال قبيلة «طي» على نمط الحياة التي كانت سائدة في العصر الجاهلي والتناحر الذي كان قائماً بين الغساسنة والمناذرة ودور الروم والفرس في تغذية هذا التناحر. ويرصد المسلسل أيضاً طريقة حياة مجموعة من شعراء المعلقات الذين عاصروا حاتم الطائي من بينهم طرفة بن العبد والنابغة الذبياني وعمرو بن كلثوم وعمرو بن هند وعبيد بن الأبرص. ويرى أحمد أن كل الاعمال السورية التي عرضت هذا العام كانت متميزة وجريئة في الطرح، لكنها كانت متشابهة من حيث الشكل. وعزا السبب إلى تأثر معظم المخرجين الجدد بمدرسة المخرجين نجدت انزور وهيثم حقي وصائم علي. وقال أحمد في حديث إلى «الحياة»: «الدراما السورية عريقة منذ ستينات القرن الماضي وهي قامت على جهود عدد من الرواد الأوائل مثل علاء الدين كوكش وشكيب غنام وغسان جبري وهؤلاء مهدوا الطريق أمام جيل من المخرجين اللامعين الآن مثل حاتم علي ونجدت انزور وهيثم حقي». وأوضح: «هؤلاء المخرجون تتلمذت على أيديهم مجموعة من المخرجين الجدد الذين عملوا تحت إدارتهم لسنوات طويلة كمخرجين مساعدين ومنفذين، وعندما بدأت الاعمال السورية تزداد ازدهاراً مع وجود شح في عدد المخرجين تحول قسم كبير منهم إلى مخرجين من الصف الأول». وأكد على أن معظم المخرجين الجدد لم يأتوا بشيء جديد بل قدموا ما كانوا يعرفونه من أساتذتهم، لذلك كانت الاعمال الدرامية السورية هذا العام متشابه إلى حد كبير مع بعضها البعض». وكان الإنتاج الدرامي السوري تراجع من 45 مسلسلاً في العام الماضي إلى نحو 23 مسلسلاً العام الجاري بسبب تأثر بعض شركات الإنتاج بأزمة المال العالمية. وواجه بعض المسلسلات انتقادات لاذعة في الأوساط الثقافية كونها عالجت في مضمونها حالات جنسية شاذة وقصصاً اجتماعية مكررة لم ترض أذواق المشاهدين. وقال الأحمد: «من المفيد أن تكون الدراما جريئة في الطرح ويجب أن تقدم كل شيء وان لا يكون هناك أي محظور، لأن الفن مرآة المجتمع ومن دونه لا يتطور». وعزا صاحب «حائم الطائي» سبب تراجع مساحات عرض المسلسلات السورية على بعض المحطات التلفزيونية في شهر رمضان الماضي إلى «التقدم الكمي وليس النوعي للإعمال الخليجية، إضافة إلى وجود توجيه للمحطات الرسمية في بعض الدول الخليجية مثل الكويت وسلطنة عمان بعدم عرض أي مسلسل غير خليجي في رمضان بهدف دعم المسلسلات الخليجية، حيث أنتجت الكويت وحدها هذا العام نحو 40 مسلسلاً وهو رقم يفوق حجم الإنتاج السوري». لكن أحمد أكد أن المحطات غير الحكومية والتي تعتمد في إيراداتها على الإعلان كانت «مجبرة على عرض الأعمال السورية لأنها مطلوبة من المشاهد العربي». ويرى الأحمد أن سبب تراجع الدراما المصرية خلال السنوات الماضية يعود إلى تعامل المصريين مع «التلفزيون ليس كجودة فنية وإنما كحالة نوعية». وأوضح: «أن المبدعين والمتميزين والتقنيين في مصر يعملون في مجال السينما، وليس في التلفزيون، ولا يزالون يعتمدون على ثلاث كاميرات لتصوير المسلسل بهدف إنجاز الحلقة خلال يومين أو ثلاثة، لافتاً إلى «أن أحد أسباب تطور الدراما السورية هو تراجع السينما في سورية، لأن خيرة الفنين والمبدعين في السينما التي كانت تحت سيطرة القطاع العام تحولوا إلى التلفزيون وقدموا أعمالاً متميزة من الناحية البصرية مثل جورج لطفي الخوري وحنا ورد وبهجت حيدر وسمير جبر». وقال: «عندما ذهبنا إلى مصر كنا نصور الأعمال التلفزيونية ولكن بطريقة سينمائية، وهذا ما يفتقده المصريون».