أعرب أصحاب شركات عقارية ومكاتب تجارة للعقار في بغداد، عن خشيتهم من ان تفضي حال الكساد التي يشهدها هذا القطاع الحيوي، إلى تراجع في الأسعار، يتسبب في خسارة الكثير من المواطنين أموالهم، فيما اشتكى البعض من تداعيات الأوضاع الأمنية والاقتصادية الحالية، التي يرى فيها سبباً في تلكؤ عمليات البيع والشراء في سوق العقار. وقدّر الصناعي العراقي ناظم محمد طيب، نسبة تراجع أسعار العقار في بغداد بنحو 50 في المئة، لأسباب كثيرة، بينها عدم الاستقرار الاقتصادي، الناجم بدوره عن تردي الأوضاع الأمنية، ما دفع بالكثير من العائلات العراقية إلى الشعور بالخوف والقلق من المستقبل، وراحت تعرض دورها واستثماراتها العقارية للبيع بهدف السفر إلى الخارج، بحثاً عن الاستقرار والاستثمار في بيئة آمنة، افتقدها العراق مع تزايد موجة العنف والقتل والخطف. وأشار إلى ان صديقاً له، عرض داره للبيع قبل سنتين بسعر 650 ألف دولار، وتردد في بيعه على أمل الحصول على سعر أعلى، وقد عُرض عليه حالياً مبلغ 350 ألف دولار ثمناً لبيت المذكور. ويقول الشيخ عباس فاضل أحد المستثمرين في السوق العقارية، ان الانخفاض شمل أسعار الأراضي، بعد نشر معلومات عن عزم الدولة على تنفيذ برامج إسكان لموظفي الدولة والمواطنين. وأشار إلى ان أسعار العقار شهدت، بعد سقوط النظام السابق ارتفاعاً كبيراً، بسبب الأموال التي حصل عليها سارقو المصارف ودوائر الدولة، بعد دخول القوات الأميركية إلى بغداد، والذي يطلق عليهم حالياً"الحواسم"، الا ان الحال سرعان ما تراجعت على نحو مختلف. كما ان هجرة العائلات العراقية، وخصوصاً الطبقة المتوسطة، الى دول الجوار، أصابت هذا القطاع بالصميم بحيث اصبح العرض لدى مكاتب العقار اكثر بكثير من الطلب، مما أدى الى التراجع في الأسعار. ونقل عن أحد أصحاب مكاتب بيع العقار في بغداد قوله، ان الركود الذي يصاحب هذا النوع من النشاط حالياً، يتمركز في مناطق من دون أخرى، وان الأسعار في مناطق الكراده والجادرية والمنصور، هبطت بنسبة اكثر مما هي عليه في مناطق أخرى، بسبب حجم الدور والبنايات والأسعار العالية المطلوب دفعها ثمناً لها. وينتهي معظم المواطنين الى القول بأن التوتر الأمني الحالي في العراق هو حالة موقتة، وبالتالي لا بد من عودة الانتعاش مع عودة الاستقرار، وبذلك يكون الرابح هو من استفاد من فرصة التراجع والكساد الحالية في أسعار العقار، واستثمر أمواله في الشراء أملاً بمضاعفتها في وقت لاحق، وقد لا تكون آماله سراباً.