بعد انتظار لاكثر من عام، طرحت شركة رينو الفرنسية في الأسواق المغربية الأسبوع الجاري، سيارة لوغان - داشيا، التي تم تجميعها في مصانع صوماكا في الدار البيضاء، وهي سيارة شعبية معتدلة السعر، تحل محل غريمتها باليو الإيطالية، التي اختارت مجموعة فيات إنتاجها في البرازيل، بعد تراجع مبيعاتها في أسواق شمال أفريقيا. وقدمت رينو النموذج الأول من موديلات لوغان إلى جمهور محدود من المهتمين في مراكش الأسبوع الماضي، وهي بصدد طرح النموذج الذي يعتمد على محركا البنزين الخالي من الرصاص خلال اليومين المقبلين، على ان تسوق الموديلات ذات محركات الديزل في الخريف المقبل. وستنتج رينو في مصانع صوماكا نحو 30 ألف وحدة من لوغان خلال ما تبقى من عام 2005، نصفها موجه إلى السوق المحلية, والنصف الآخر إلى أسواق منطقة المغرب العربي وأفريقيا جنوب الصحراء. وفي عام 2006 ستطرح رينو تلك الموديلات في أسواق الشرق الأوسط والخليج العربي. وقالت مصادر مقربة من المشروع ان رينو أنفقت نحو 40 مليون يورو لتحديث مصانع صوماكا، بعد شراء غالبية أسهمها التي كانت تملكها الحكومة المغربية 26 في المئة ومجموعة فيات الإيطالية 20 في المئة، وأصبحت رينو تملك 54 في المئة من مجموع رأس مال صوماكا، بينما حافظت بيجو على نسبة 20 في المئة. 0900 دولار للسيارة الواحدة ويتوقع ان يبلغ سعر تسويق لوغان في المغرب نحو 80 ألف درهم نحو تسعة آلاف دولار وهي من ارخص السيارات المباعة في المغرب، وموجهة أساساً إلى الأسر المعتدلة الدخل والراغبة في تملك سيارة غير مكلفة، تستجيب إلى مواصفات الجودة والامان. وتتوقع رينو تسويق 15 ألف وحدة من لوغان في سوق المغرب في النصف الثاني من العام الجاري، وهي تراهن على اعتدال السعر لمزاحمة الطرازات الآسيوية خصوصاً الكورية منها التي حققت توسعاً في الأسواق المحلية مستفيدة من معدلات الصرف المقومة بالدولار. وقالت المصادر ان لوغان ستستفيد من تشجيع السلطات المغربية، وخفض الضرائب عليها، لتصبح السيارة الشعبية أو السيارة الثانية أو الثالثة بالنسبة للاسر المتعددة الأفراد. وقالت رينو أنها تدرس إمكان تجميع موديلات لاغونا الراقية، في مصانع المغرب، في حال تمكنت لوغان من الحصول على نسبة لا تقل عن ربع السيارات المسوقة محلياً. ولتجنب مخاطر أسعار الصرف، احتسبت رينو كلفة الإنتاج إلى تقويم قيمة سعر الدرهم الحالي، أي اقل من 11 درهم لليورو وتسعة دراهم للدولار. وينفق المغاربة نحو بليون دولار سنوياً على شراء السيارات الحديثة. ويقدر عدد السيارات والعربات في المغرب بنحو ثلاثة ملايين، أي بمعدل سيارة لكل عشرة أشخاص. وتشهد سوق السيارات مع حلول موسم الصيف حركة بيع كثيفة يتوقع ان تزيد على 60 ألفاً من مختلف الأحجام والموديلات، وتساعد برامج التمويل بالتقسيط في نمو سوق السيارات في المغرب حيث تقل معدلات الفائدة عن 5 في المئة، وبعض شركات التسويق تتحمل أسعار الفائدة. ويتزامن موسم بيع السيارات مع قدوم مئات آلاف المهاجرين لقضاء العطلة في البلد، ونتيجة ذلك تنتشر الأسواق الثانوية في عدد من المدن المغربية، يعرض فيها المهاجرون بيع سياراتهم التي جلبوها معهم من دول الاتحاد الأوربي. وكانت أسواق السيارات المستعملة المستوردة تقدر بنحو 100 ألف في مطلع التسعينات، قبل ان تتراجع إلى اقل من الربع سنوياً بفعل تصنيع سيارات إيطالية وفرنسية في المغرب، وخفض الرسوم الجمركية على السيارات الحديثة عملاً ببنود المنظمة العالمية للتجارة. يذكر ان صوماكا، وهي اكبر مصانع انتاج وتجميع السيارات في شمال غربي أفريقيا، أنشئت عام 1961، بشراكة تقنية ومالية مع مجموعة فيات الإيطالية وشركتي رينو وبيجو الفرنسيتين. وأنتجت الشركة على مدى خمسة عقود نحو 40 طرازاً ما زال بعضها موجوداً في متاحف خاصة بالسيارات القديمة، التي كانت حكراً على فئات قليلة في عقد الستينات من القرن الماضي.