تبدأ شركة"رينو"الفرنسية لصناعة السيارات قريباً انتاج طرازاتها الجديدة"لوغان"في مصانع الدار البيضاء، في اطار اتفاق موقع مع الحكومة المغربية لانتاج سيارات شعبية رخيصة السعر تحل محل طرازات"باليو"التي كانت تصنعها شركة"فيات"الايطالية في المغرب، قبل مغادرتها البلاد في نهاية العام الماضي لاسباب اقتصادية. وقالت مصادر في وزارة الصناعة المغربية ل"الحياة"ان سيارة"لوغان ال 90"تشبه الى حد كبير طرازات"داشيا"التي تنتجها"رينو"في مصانعها في رومانيا، مع بعض التغييرات في تصميم الوحدات الداخلية، لافتة الى انها ستعرض مطلع سنة 2005 في الاسواق المغربية بسعر متوسط يقدر بنحو سبعة الاف يورو 8.6 الف دولار. وأضافت المصادر ان الشركات المحلية ستساهم بين 25 و40 في المئة من مكونات قطع غيار السيارة الجديدة، في اطار تعاقد يجري التفاوض في شأنه بين"رينو"وبعض الموردين. وزادت أنه في حال نجاح التجربة سيصبح بامكان الفرنسية تصنيع طرازات اخرى في المغرب مثل"لاغونا"و"ميغان"، على غرار وحدات انتاجها في البرتغال وبولندا وتشيخيا. وقالت المصادر ان مصانع شركة"صوماكا"المغربية في الدار البيضاء ستركب في السنة الاولى نحو 30 الف وحدة"لوغان"موجهة الى اسواق المغرب وبقية شمال افريقيا، لافتة الى أنه يمكن تسويق بعض النماذج في اوروبا وخصوصاً اسبانيا. وتراهن"رينو"على بيع 15 الف وحدة من سيارتها الجديدة في المغرب السنة المقبلة، لتحل محل السيارات الاقتصادية التي تقل اسعارها عن 10 الاف دولار والتي اختفت من السوق المغربية بعد رحيل"فيات"من المغرب الى البرازيل. وتستحوذ"رينو"الى جانب"بيجو"و"سيتروين"الفرنسيتين على نحو 44 في المئة من حجم سوق السيارات في المغرب، التي يبلغ حجمها نحو 60 الف وحدة سنوياً. وكانت مبيعات السيارات الفرنسية في السوق المغربية تراجعت لصالح الآسيوية، وخصوصاً "تويوتا"اليابانية التي حققت اكبر نسبة من المبيعات تزيد على 12 في المئة من السوق. ويذكر ان"رينو"، التي تملك حصة 20 في المئة في شركة"صوماكا"، تملكت العام الماضي غالبية اسهم الشركة المغربية التي كانت عرضتها الحكومة للتخصيص واصبحت تتحكم في 66 في المئة من رأس المال. والتزمت الشركة الفرنسية بضخ مبالغ مقدارها نحو 250 مليون يورو في مشروعها في المغرب لانتاج طرازات صغيرة يمكن استخدامها من قبل سيارات الاجرة والفئات المحدودة الدخل. وكانت"فيات"غادرت السوق المغربية بعد تراجع مبيعاتها الى ما دون 11 الف وحدة سنوياً بسبب اتجاه الزبائن الى اقتناء السيارات المتوسطة الحجم التي تزيد اسعارها على 20 الف دولار وهي الطرازات الاكثر طلباً في السوق المحلية التي باتت تتطلع الى السيارات الفاخرة التي يطلق عليها صفة"عامرة"، اي المكتملة التجهيزات مثل المكيفات والفرامل والوسادات الواقية من الحوداث وانظمة التحكم وغيرها.