مثل عدد كبير من المحتجين أمام القضاء الاسكوتلندي أمس، بعد اشتباكات عنيفة مع الشرطة أدت إلى اعتقال قرابة مئة من المناهضين للعولمة، عشية لقاء رؤساء حكومات مجموعة الدول الصناعية الثماني الكبرى وروسيا في مدينة غلين إيغلز في شمال غربي إدنبره. وأكدت شرطة مكافحة الشغب أن المتظاهرين رشقوا عناصرها بالحجارة والطوب والزجاج وقطع معدنية خلال الاشتباكات التي نشبت في وسط المدينة واستمرت ساعات عدة ليل الاثنين - الثلثاء. وذكرت الشرطة أن المتظاهرين جاؤوا من مختلف أنحاء أوروبا، وقدرت عددهم بألف متظاهر. وعمدت السلطات في عقب ذلك إلى نشر ألف شرطي على الأرض، ليكون ثمة شرطي لكل متظاهر. وأصيب أكثر من عشرين متظاهراً وبعض ضباط الشرطة خلال الاشتباكات التي أسفرت عن تعطل مظاهر الحياة في وسط المدينة. لكنهم عولجوا جميعاً بحسب مصادر الأمن. وقال منتقدو تلك الأحداث إن قوات الشرطة"بالغت"في ردّ فعلها إزاء أحداث العنف التي نسبت الشرطة مسؤوليتها إلى"عناصر فوضوية بارزة". وقال المسؤول الثاني في شرطة المدينة توم هالبين إن"هدف المتظاهرين لم يكن التظاهر في شكل شرعي وإنما إثارة فوضى". وأضاف خلال مؤتمر صحافي أن"تحرك الشرطة للحد من المخاطر وضمان الأمن كان حازماً ومتوازناً ولا يزال كذلك"، مشيراً إلى أن القوات الأمنية تصرفت"بشكل مدروس ومهني على رغم الاستفزاز الشديد وبالتأكيد العنف"الذي تعرضت له. وقال هالبين:"واجهنا مجموعة صغيرة من الناشطين لديها تصميم قوي ومنظمة، ولدينا أدلة بأنه تم إدخال أسلحة إلى المدينة من جانب المتظاهرين"، معبراً عن ارتياحه"لاعتقال بعض عناصر هذه الحركة". وبينما حذرت الشرطة الاسكوتلندية من أن الاحتجاجات العنيفة التي تستهدف قمة مجموعة الثماني ستواجه ب"رد فعل قوي"من قوات الامن، لا سيما مع تقديرها وصول عدد المتظاهرين إلى 10 آلاف ناشط، حذر وزير المال البريطاني غوردون براون الناشطين من اجل مكافحة الفقر من انهم سيصابون بخيبة امل من نتائج قمة مجموعة الثماني. وقال براون متوجهاً الى الناشطين"اعرف انكم ستقولون لنا ان علينا بذل المزيد"من اجل خفض الفقر في العالم. واعتبر الوزير الذي وضع خطة مارشال جديدة من اجل افريقيا والتنمية انه"عمل بشكل جيد"مع زملائه في مجموعة الثماني وكذلك الى جانب بوب غيلدوف وبونو اللذين نظما سلسلة حفلات"لايف 8"الموسيقية، بهدف الضغط على رؤساء دول وحكومات مجموعة الثماني قبل عقد القمة بين السادس والثامن من الشهر الجاري. لكنه اوضح ان دولاً اخرى من اعضاء مجموعة الدول الصناعية الكبرى الثماني التي تضم كذلك الولاياتالمتحدة وكندا وفرنسا والمانيا وايطاليا واليابان وروسيا، حدت من هامش التحرك امام بريطانيا. وقال براون"اعرف انكم ستقولون لنا ان ما حصلنا عليه قد لا يكون كافياً، لكن يتحتم علينا اقناع العالم بأسره". وستخصص اجتماعات قمة الثماني في غلين ايغلز لبحث القضايا الاقتصادية وارتفاع حرارة الغلاف الجوي والجمعة لافريقيا. وفي فترة الاعداد للقمة توصل ممثلو دول المجموعة الثماني إلى اتفاق لاسقاط 40 بليون دولار من الديون عن الدول الاكثر فقراً في العالم، و14 من الدول ال18 المستفيدة من هذه الخطوة دول أفريقية. وعلى رغم ذلك، فإن هناك خلافات بين بوش وبلير في شأن تنفيذ هذه الخطوة. فالولاياتالمتحدة وكالمعتاد تفضل وضع برامج ثنائية تملي بموجبها شروطها لتقديم الاموال مجزأة. أما الاوروبيون فيميلون إلى الاعتماد على آليات متعددة الاطراف. كما ثمة خلافات في شأن الاحتباس الحراري ورفض الولاياتالمتحدة التوقيع على اتفاق كيوتو المناخي بحجة أن ذلك يسيئ إلى اقتصادها. وغادر الرئيس الاميركي جورج بوش الولاياتالمتحدة أمس، ليبدأ جولته الاوروبية الثالثة في عام 2005 والتي يستهلها بزيارة للدنمارك ثم غلاسغو ومنها الى غلين إيغلز.