سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
«القاعدة» تضرب في قلب لندن: 37 قتيلاً ومئات الجرحى في تفجيرات متزامنة بلير يشير بالاتهام إلى «إرهابيين يعملون باسم الإسلام» وسترو يشير إلى «بصمات القاعدة»
نقل وزير الداخلية الفرنسي نيكولا ساركوزي عن وزير الداخلية البريطاني تشارلز كلارك قوله ان 50 شخصا قتلوا واصيب 300 في انفجارات لندن أمس الخميس. وقال ساركوزي على شاشة تلفزيون (فرانس 2) «تحدثت مع وزير الداخلية البريطاني مرتين اليوم «أمس».. كانت الاخيرة قبل نصف ساعة. ابلغني ان الحصيلة الاولية هي 50 قتيلا و300 جريح منهم 50 بإصابات بالغة.» من جانبه أكد وزير الخارجية البريطاني جاك سترو في غلين ايغلز باسكتلندا في تصريح نقله متحدث باسم وزارة الخارجية ان اعتداءات لندن أمس تحمل «كل بصمات» تنظيم القاعدة الارهابي. وقال سترو في قمة الثماني في غلين ايغلز حيث ترأس الأعمال بدلا من رئيس الوزراء توني بلير الذي عاد الى لندن بعد الاعتداءات ان «التفجيرات تحمل كل بصمات القاعدة». من جهته نسب رئيس الوزراء البريطاني توني بلير الاعتداءات الاربعة التي وقعت أمس الخميس في لندن الى ارهابيين (اسلاميين) بدون ان يوضح اتهاماته او يؤكد صحة تبني مجموعة ارهابية اسلامية غير معروفة حتى الآن لها. وقال رئيس الوزراء في تصريح تلفزيوني مقتضب في لندن «نعرف ان هؤلاء الاشخاص يتحركون باسم الاسلام». لكنه اضاف متحدثا من مقر رئاسة الوزراء التي عاد اليها بعد ان غادر قمة مجموعة الثماني في غلين ايغلز باسكتلندا على وجه السرعة «نعرف ايضا ان الغالبية الكبرى من المسلمين هنا وفي الخارج اشخاص لائقون يحترمون القانون ويمقتون الارهاب بقدرما نمقته نحن». وفي المقابل رفض رئيس الوزراء الذي بدا واجما اعطاء اي توضيح حول اي تبن او حول الدول التي يتحدر منها منفذو هذه الاعتداءات الدامية التي اوقعت 37 قتيلا على الاقل بحسب شرطة لندن (سكوتلانديارد). وقتل 37 شخصا على الاقل واصيب 700 آخرون بجروح صباح أمس الخميس عندما استهدفت ثلاثة اعتداءات قطارات الانفاق فيما طاول رابع باصا من طبقتين بوسط لندن. واعلنت مجموعة غير معروفة حتى الآن تابعة لتنظيم (القاعدة) في بيان على موقع على شبكة الانترنت مسؤوليتها عن الاعتداءات وبررتها بالوجود العسكري البريطاني في افغانستان وفي العراق حيث تنشر لندن 7500 عنصر في جنوب البلاد وتعتبر الحليف الرئيسي للولايات المتحدة. وجاء في بيان مجموعة «قاعدة الجهاد في اوروبا» «حان وقت الانتقام من الحكومة الصليبية الصهيونية البريطانية ردا على المجازر التي ترتكبها بريطانيا في العراق وافغانستان»- على حد تعبير البيان -. من جهتها اعلنت شرطة لندن انها لم تتلق مؤشرات عن وجود خطر، مؤكدة انها لا تريد «القيام بتكهنات». وقال المسؤول في شرطة سكوتلانديارد براين باديك للصحافيين «اننا نعالج الامر على انه حادث ارهابي. لم نتلق اي تبن ولا نريد القيام بتكهنات». وأضاف «لا نعلم في الوقت الذي اتحدث اليكم ما اذا كانت (الاعتداءات نتجت عن) انتحاريين او امتعة متروكة في الباصات او قطارات المترو. ما زال الوقت مبكرا لقول ذلك». ورأى الخبير الفرنسي في شؤون الارهاب رولان جاكار ردا على اسئلة وكالة فرانس برس انه ينبغي التزام «الحذر الشديد» حيال بيانات التبني. وحذر جاكار من انه في ظل كثرة المجموعات المتطرفة ومواقعها على الانترنت بات في وسع اي جماعة صغرى ان «تلهو بتبني» الاحداث. وعبر بلير أمس الخميس عن شدة عزيمته مؤكدا «يحاولون تخويفنا لكنه لن يتم تخويفنا. يحاولون بهذه الوسائل تغيير نمط حياتنا لكننا لن نتغير». واضاف والتأثر باد عليه «ان الاشخاص الذين ارتكبوا هذه الاعمال الفظيعة يعبرون من خلال الارهاب عن قيمهم ويجدر بنا في هذا الوقت ان نثبت لهم قيمنا نحن». وأكد ان الشرطة واجهزة الامن ستقوم «باكبر تحرك (..) للتحقق من ان المسؤولين سيحالون الى العدالة». ووصف بلير الاعتداءات بأنها «فظاعة من الاشد رعبا ومأسوية أودت بالعديد من الأرواح البريئة». وعلى اثر اعتداءات لندن غادر بلير بعيد الظهر قمة مجموعة الثماني حيث كان يستعد للتوصل الى اتفاق وشيك مع نظرائه في الدول الصناعية الكبرى من اجل اخراج افريقيا من الفقر. وأشاد بلير «بالصلابة وروح المقاومة اللتين يتحلى بهما سكان لندن وقد تجاوبوا مع الاحداث بطريقتهم الاعتيادية» حيث حافظوا على رباطة جأشهم المعهودة. وقال رئيس الوزراء «انه يوم حزين جدا للشعب البريطاني لكننا سنبقى اوفياء لنمط العيش البريطاني». الاشتباه باعتداء ثامن وأعلنت متحدثة باسم الشرطة الاسكتلندية انه تم اخلاء منطقة تجارية في ادنبره (اسكتلندا) أمس لتفحص رزمة مشبوهة متروكة في باص، تبين لاحقا انها لا تحتوي على اي مواد خطرة. وتخضع اسكتلندا لاجراءات امنية مشددة جدا منذ ما قبل وقوع اعتداءات لندن صباح أمس اذ تستضيف منذ امس الاربعاء وحتى الجمعة قمة مجموعة الثماني في غلين ايغلز على مسافة حوالى 70 كلم من ادنبره. وقالت المتحدثة «اخلينا بعض المتاجر» بعد «العثور على رزمة مشبوهة في باص». وأوضحت ان هذه المتاجر تقع في شارع برينسز ستريت احد الشوارع التجارية التي تشهد حركة كبيرة في ادنبرة وقد ضرب طوق أمني حول المنطقة. وقام رجال الشرطة بعملية تفجير للشحنة ولم يعثروا على اثار متفجرات. وتم على الاثر تخفيف الطوق الامني المفروض على المنطقة. وأعلن رسميا في لندن أنه سيجري تنكيس الاعلام البريطانية فوق قصر باكنغهام ومقر الحكومة البريطانية في العاصمة البريطانية حدادا على ضحايا سلسلة الانفجارات التي شهدتها المدينة أمس. وأعلن القصر الملكي أن العلم المرفوع فوق القصر جرى تنكيسه بالفعل بناء على أوامر الملكة إليزابيث الثانية. وقالت وزارة الثقافة البريطانية إن الاعلام المرفوعة فوق جميع المباني الحكومية ستنكس اليوم الجمعة. من جانبه قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس الخميس ان تفجيرات القنابل التي وقعت في لندن اوضحت ان العالم لا يقوم بما يكفي لهزيمة الارهاب. وقال بوتين في بيان على هامش قمة مجموعة الدول الثماني في اسكتلندا «ما حدث اليوم يشهد مرة اخرى على حقيقة اننا كلنا لا نفعل سوى القليل لتوحيد قوانا بشكل فعال في النضال ضد الارهاب.» ويكرر زعيم الكرملين بذلك توبيخاً ضمنياً كان قد وجهه من قبل للانتقاد الغربي لسياسته المتشددة ضد المسلحين في الشيشان. وقال ان المجتمع الدولي يجب ان يخلص نفسه من «المعايير المزدوجة» في موقفه من مثل هذه «الجرائم الدموية». وفي اشارة الى هجمات الشيشانيين السابقة في روسيا ومن بينها حادث احتجاز الرهائن في مدرسة بيسلان في سبتمبر ايلول الماضي قال بوتين انه واثق من ان زعماء العالم يمكنهم الوقوف معاً ضد الارهاب و«استئصال وباء القرن الواحد والعشرين هذا تماما وبطريقة حاسمة.» وفي واشنطن أعلن وزير الامن الداخلي الاميركي مايكل تشرتوف أمس الخميس بعد بضع ساعات على وقوع الاعتداءات الدامية في لندن عن رفع مستوى الانذار من عملية ارهابية بمقدار درجة الى المستوى البرتقالي («مرتفع جدا») في وسائل النقل المشترك الاميركية. وقال تشرتوف خلال مؤتمر صحافي انه «على ضوء الاعتداءات في لندن، رفعت الحكومة الاميركية مستوى الانذار من الاصفر او المرتفع الى المرتفع جدا البرتقالي في وسائل النقل المشترك فقط». واوضح الوزير ان رفع مستوى الانذار يطبق حصرا على المواصلات في المدن (الباص والمترو) وقطارات الركاب مضيفا «نطلب أيضاً توخي مزيد من التيقظ في مجمل قطاع المواصلات». لكنه أكد ان الولاياتالمتحدة لا تملك «معلومات محددة جديرة بالمصداقية تشير الى وقوع اعتداء وشيك». من جانبه صرح الرئيس الفرنسي جاك شيراك خلال مؤتمر صحافي أمس ان اعتداءات لندن عززت التضامن في صفوف مجموعة الثماني حيث «تلاشت الانانيات الطبيعية». وقال شيراك «لا شك ان الاعتداءات عززت التضامن بين الثماني» وكذلك بين الدول الصناعية الكبرى والدول الناشئة الخمس التي انضمت اليوم الخميس الى قمة غلين ايغلز. وأوضح شيراك ان «الانانيات الطبيعية تلاشت»، مشيرا بصورة خاصة الى توافق مجموعة الثماني على التوصل الى اتفاق حول التغيير المناخي. واوضح شيراك ان رد فعل رئيس الوزراء البريطاني توني بلير الأول كان «الذهول» وتلاه «العزم على السيطرة على الوضع». وقرر المشاركون في قمة مجموعة الثماني بالاجماع مواصلة اعمالهم ولو ان بلير اضطر للعودة الى لندن. وقال شيراك «لست ادري ان كان الارهابيون يسعون الى منعنا من العمل لكنهم في هذه الحالة لم ينجحوا». وأعلنت وزارة الخارجية الاميركية ان الوزيرة كوندوليزا رايس امرت أمس الخميس جميع السفارات الاميركية في العالم بمراجعة اجراءاتها الامنية بعد الاعتداءات الدامية التي ضربت لندن. وقال المتحدث باسم الوزارة شون ماكورماك للصحافيين «ان الوزيرة امرت هذا الصباح جميع سفاراتنا في العالم بمراجعة وضعها الامني». وفي نيويورك اعتبر امين عام الاممالمتحدة كوفي عنان ان اعتداءات لندن هي «هجوم ضد البشرية» مؤكدا ان «العالم يقف الى جانب الشعب البريطاني». وقال عنان في بيان نشره المتحدث باسمه انه «مصدوم» من جراء «التفجيرات الفظيعة التي ضربت لندن» واضاف «ان هذه الاعمال العنيفة آلمتنا جميعا بشدة لانها تشكل هجوما ضد البشرية». وقال عنان انه «يشاطر جميع سكان لندن ألمهم من جراء الجروح التي انزلت بهذه المدينة الرائعة حيث يقيم اشخاص يتحدرون من دول وثقافات عديدة». وعبر عن تضامنه مع الحكومة والشعب البريطانيين مؤكدا «ان العالم يقف اليوم الى جانب الشعب البريطاني».