هنري كيسنجر قلق جداً. فتوقعاته حول البرنامج النووي الإيراني غير مشجعة. ويعتقد كيسنجر الداعم الشرس للديبلوماسية المرتكزة إلى القوة العسكرية، بوجوب تعاضد الغرب للضغط بفاعلية على إيران. ويرى أن الضغط الديبلوماسي لن يردع إيران، بل يجب الجمع بين الضغط السياسي والضغط الاقتصادي، واللجوء الى فرض حصار نفطي. زاد انتخاب عمدة طهران وممثل الوسط المحافظ في البلد، محمود أحمدي نجاد، رئيساً للجمهورية الايرانية، مخاوف إسرائيل والغرب من امتلاك إيران أسلحة نووية في السنوات المقبلة. وفي وقت يميل الايرانيون الى تصنيع الاسلحة النووية، يجد بعض المحللين الإسرائيليين صعوبة في فهم ما يدفع حكومتهم الى استعمال كل مواردها في خطة فك الارتباط. ويجمع الخبراء على أن امتلاك ايران الأسلحة النووية يدفع بالفلسطينيين والعرب الى تعزيز موقعهم، وينسف احتمال التوصّل الى اتفاقات سلام. لكن بعض الخبراء في اسرائيل الذين يرفضون التصريح عن اسمائهم، يعتبرون أن امتلاك ايران الاسلحة النووية يعيد الاستقرار الى المنطقة، ويؤدي الى نشوء دولة تشكّل قوة ردع متوازن إزاء اسرائيل. لكن ايفرام سنيح، نائب وزير الدفاع في حكومة ايهود باراك، يرى استحالة تطبيق نموذج توازن الرعب في الشرق الاوسط. ويعتبر سنيح أن هذا النوع من الردع يتطلّب تماثلاً بين الدولتين. وليس هذا هو الوضع بين اسرائيل وايران، سواء تناولت المقارنة مساحة البلدين، أو عدد السكان، ونوع الأجهزة التي تتخذ القرارات. فقدرة ايران على"امتصاص الضربات العسكرية"كما قال الرئيس الايراني السابق علي هاشمي رفسنجاني تفوق قدرة اسرائيل. وبالنظر الى هشاشة اسرائيل، يستنتج عدم قدرتها على امتلاك قوة ردع حقيقية. ومن المتوقع أن تجد اسرائيل صعوبة في اجراء مفاوضات سلام على مصالحها الحيوية مع الدول العربية بسبب قوة الابتزاز الإيرانية. وعلى رغم عدم اعتراف المتحدثين العسكريين الإسرائيليين بهذا الأمر، يجمع معظم الخبراء على أنّ إسرائيل لا تملك خياراً عسكرياً فاعلاً وحقيقياً لضرب ايران بمفردها. عن يوسي ميلمان، هآرتز الاسرائيلية، 30/6/2005