تبنت الدول الست الأعضاء في منظمة شنغهاي للأمن والتعاون في اختتام أعمالها في العاصمة الكازاخية الآستانة أمس، إعلاناً تضمن عقيدة موحدة لمواجهة التحديات الجديدة في المنطقة من التصدي للإرهاب والنزعات الانفصالية والتطرف في آسيا الوسطى، في خطوة اعتبرها مراقبون استباقية لقطع الطريق على احتمال حدوث"ثورات ملونة جديدة"في آسيا الوسطى. وهذه أول قمة تعقدها المنظمة بعد الأحداث التي شهدتها قيرغيزستان وأوزبكستان وهما عضوان في المنظمة، إضافة إلى روسيا والصين وطاجيكستان وكازاخستان. وأدت التطورات التي أسفرت عن إطاحة النظام في قيرغيزستان كذلك الوضع في أوزباكستان التي كانت على وشك الخوض في حرب أهلية، إلى زيادة مخاوف قادة الدول الأعضاء من انفلات أمني في المنطقة، خصوصاً مع زيادة تهديدات المنظمات المتطرفة بتصعيد نشاطها ضد الأنظمة الحاكمة. وتصدر الملف الأمني جدول أعمال الرؤساء الستة، وحمل الإعلان المشترك الذي صدر في ختام أعمالهم رؤية مشتركة جاءت على شكل عقيدة أمنية جديدة نصت بنودها على"توحيد المواقف تجاه إمكان اتخاذ الإجراءات المناسبة عند ظهور تهديدات لأمن الدول الأعضاء من جانب الإرهاب والنزعات الانفصالية والتطرف". كما شددت الوثيقة على أهمية اتخاذ موقف واحد وشامل في مسائل مكافحة الأخطار الجديدة يشتمل على"استخدام الإجراءات الوقائية والقانونية والسياسية والدعائية اللازمة لمواجهة تلك الأخطار". واللافت أن تنامي المخاوف من احتمالات التدهور الأمني في المنطقة طاول الدول المحيطة. إذ قررت القمة ضم إيران والهند وباكستان بعد منح هذه الدول عضوية مراقبة في المنظمة. وكانت منغوليا في السابق حصلت على عضوية مماثلة في المنظمة التي أعلن عن تأسيسها في عام 2001. واعتبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين توسيع عضوية المنظمة على هذا الشكل دفعة قوية لها لشغل موقعها كقوة إقليمية مهمة لها دور أساسي في التصدي للتحديات الجديدة دولياً وإقليمياً. وقال بوتين في ختام اجتماعات القمة أن الوثيقة الجديدة التي صدرت عنها تجعل الجهاز الإقليمي التابع للمنظمة أكثر وضوحاً ونشاطاً في التصدي للإرهاب والنزعات الانفصالية والتطرف، و"تفتح مجالات واسعة لتعزيز التعاون بين الهيئات السياسية للدول الأعضاء وقوات الأمن والأجهزة الخاصة لضمان الأمن والاستقرار في آسيا الوسطى". وشدد بوتين على أهمية أن تتميز جهود مكافحة التهديدات الجديدة"بطابع استباقي"، مشيراً إلى أن التهديدات"تتسم بصفات دولية لكن مظاهرها العملية ليست متجانسة"، لذلك، فإن مهمة المنظمة"لا تقتصر على البحث عن مخططي ومنفذي الأعمال الإرهابية، بل في العمل في شكل استباقي لاستئصال هذه النزعات". وزاد أن ذلك"يجعل بلدان المنظمة أكثر مناعة، ويوفر لها حماية من القوى الإرهابية".