اكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ان قضايا الامن المشترك"ستظل تشكل العصب الاساسي لنشاط منظمة شانغهاي". وأبدى ترحيب بلاده باتفاق أعضاء المنظمة الاقليمية على انشاء هيكلية خاصة في منطقة آسيا الوسطى لمكافحة الارهاب. وتزامن افتتاح اعمال اجتماع رؤساء حكومات الدول الاعضاء في المنظمة امس، مع ظهور تقارير لخبراء روس تحدثت عن بدء تأسيس تحالف عسكري جديد في آسيا الوسطى يهدف الى تقليص النفوذ الاميركي في المنطقة. وعقدت في الكرملين امس، الجلسة الافتتاحية لاجتماع المنظمة الاقليمية على مستوى رؤساء الحكومات. وكانت المنظمة التي تضم روسيا والصين اضافة الى اربع جمهوريات في آسيا الوسطى هي كازاخستان واوزبكستان وقيرغيزستان وطاجيكستان، سارت خلال الأشهر الأخيرة، خطوات عدة نحو توسيع نشاطها واتخاذ مواقف مشتركة في السياسة الدولية، تجلت بوضوح من خلال دعوة واشنطن الى سحب قواعدها العسكرية من المنطقة. وشاركت في لقاء امس، ايران والهند وباكستان للمرة الاولى منذ منح المنظمة الدول الثلاث قبل اشهر، عضوية مراقبة. وافتتح بوتين المناقشات بالتركيز على اهمية تنامي دور المنظمة"على صعيد السياسة العالمية"، مشيراً الى ان دول مجموعة"شانغهاي"تضم اكثر من ثلاثة بلايين نسمة ما يضع مسؤوليات كبرى على قادتها لصياغة سياسات تلبي مصالح"غالبية سكان العالم على المستويين الاجتماعي والاقتصادي". وشدد بوتين على ان قضايا الامن المشترك ستظل تشكل العنصر الاساس للتعاون في اطار المنظمة الاقليمية. واشار خصوصاً الى ترحيب بلاده بالخطوات الجارية لتأسيس هيكلية اقليمية تابعة للمنظمة سيكون مركزها العاصمة الاوزبكية طشقند، لتنظيم الجهود المشتركة في مكافحة الارهاب. وكانت مصادر روسية اعلنت ان الهيكلية الجديدة ستضم وحدات تدخل سريع لمواجهة مظاهر التطرف والحركات الانفصالية في منطقة اسيا الوسطى. واعتبر البعض ان هدفها الاساس منع ظهور"ثورات ملونة جديدة"في الفضاء السوفياتي السابق. الى ذلك، اعلن رئيس الوزراء الروسي ميخائيل فرادكوف ان المنظمة وضعت"خريطة طريق"لتنظيم التحرك المشترك للدول الاعضاء في مجالات عدة. واللافت ان عقد اللقاء في موسكو، تزامن مع ظهور تقارير اعدها خبراء روس تحدثت عن شروع منظمة"شانغهاي"بإنشاء تحالف عسكري. وقال اندرونيك ميغرانيان المختص بشؤون آسيا الوسطى امس، ان"التحرك لاقامة هذا الحلف بدأ عملياً"، مشيراً الى انه سيعتمد في البداية على جهود روسيا والصين قبل التحاق بقية اعضاء المنظمة به، مرجحاً ان"يتبلور في شكل كامل خلال خمسة الى عشرة أعوام". ولفت الخبير القريب من دوائر القرار الى"ظهور حال عدم رضى تجاه الوجود العسكري الاميركي في منطقة اسيا الوسطى عند غالبية الدول الاعضاء في منظمة شانغهاي"، معتبراً ان الوجود الاميركي غدا عنصر توتر اقليمياً بالنسبة للمنطقة على رغم كونه عامل استقرار بالنسبة لافغانستان وحدها، لكن الخبير الروسي شدد على ان الحلف العسكري الذي بدأت نواته بالتشكل لن يخوض في مواجهة مباشرة مع حلف شمال الاطلسي، معتبراً ان دوره يقتصر على تقليص نفوذ واشنطن والحلف الغربي في المنطقة. على صعيد آخر، دافع الرئيس التركماني صابر مراد نيازوف عن قرار بلاده خفض مستوى عضويتها في رابطة الدول المستقلة التي قامت على انقاض الاتحاد السوفياتي السابق. وقال لوسائل اعلام روسية امس، ان الرابطة"اصبحت ملتقى شكلياً لا دور واضحاً له". واضاف ان بلاده تسعى الى ممارسة سياسة منفتحة على كل دول العالم بما يخدم مصالحها، مشدداً في الوقت نفسه على الاهمية الخاصة لعلاقات تركمانستان مع روسيا.