استضافت روسيا في محاولة لاحتواء المضاعفات المترتبة على انعطافها نحو الغرب رؤساء خمس دول آسيوية بينها الصين لتوقيع ميثاق "منظمة شانغهاي للتعاون" واتفاق تعاون في مكافحة الإرهاب وبحث مسألة الأمن الاقليمي. وتأخرت طائرة الرئيس فلاديمير بوتين نحو ساعتين قبل إقلاعها من موسكو الى سان بطرسبورغ إثر العثور على مخبأ يضم قذائف صاروخية قرب المطار الحكومي في العاصمة الروسية. وأوضحت وزارة شؤون الطوارئ أن الأجهزة المختصة عثرت على خمس قذائف في مقبرة محاذية لمطار "فنوكوفو" الذي يستخدم للرحلات الرسمية وكان يفترض أن تغادره طائرة رئيس الدولة الى سان بطرسبورغ. وأوضحت أجهزة الأمن أن القذائف ربما تكون سرقت من مستودع للجيش وهي من نوع جو - أرض. وعلى رغم أن هذا الطراز لا يستخدم لضرب طائرات إلا أن محافظ منطقة أرياف موسكو الجنرال بوريس غروموف أعرب عن قلقه للعثور عليها قرب المطار الحكومي. وعقد بوتين إثر وصوله الى سان بطرسبورغ جلسة مطولة مع نظيره الصيني جيانغ زيمين، ثم شارك الزعيمان في قمة ضمت إليهما رؤساء كازاخستان وقرغيزستان وطاجيكستان وأوزبكستان. وهذه القمة الاولى منذ إنشاء مجموعة شانغهاي في 1996 التي تحولت إلى منظمة شانغهاي للتعاون بعد انضمام أوزبكستان إليها العام الماضي. وأكد الرئيس الروسي أهمية الميثاق الذي وقعه الرؤساء الستة، وأكد أن المنظمة الجديدة ستكون "استمراراً وتكملة" لجهود المجتمع الدولي الرامية الى تعزيز العلاقات. وأكد بيان صادر عن القمة أن منظمة التعاون تهدف الى تعزيز علاقات الثقة وحسن الجوار والأمن والاستقرار في المنطقة و"مواجهة الأخطار والتحديات" الجديدة. وأوضح الناطق باسم الخارجية الروسية ألكسندر ياكوفنكو أن المنظمة ستكون مفتوحة أمام الدول الأخرى وتوقع انتماء الهند إليها قريباً. وأضاف أن لقاء بطرسبورغ هو "تجسيد للمحور الآسيوي" في السياسة الخارجية الروسية بعدما عززت موسكو أخيراً علاقاتها مع الولاياتالمتحدة وحلف الأطلسي والاتحاد الأوروبي. وتبنت القمة قراراً بإنشاء هيكل إقليمي لمكافحة الإرهاب واتفقت الدول الأعضاء في المنظمة على التعاون في ما بينها لمكافحة "الإرهاب والنزعات الانفصالية والتطرف والجرائم المنظمة". لكنها شددت على أن مواجهة هذه الأخطار ينبغي أن تكون على أسس القانون الدولي من دون أن تصبح "حرباً على أديان أو قوميات". ودعا الرؤساء الى أن تقوم الأممالمتحدة بوضع "مبادئ وقواعد قانونية واضحة وملزمة" في شأن مكافحة الإرهاب واشترطوا ألاّ تكون "ذريعة لتدخل دول في شؤون دول أخرى والانتقاص من سيادتها". ويقول محللون إن الزعيم الصيني يتطلع للحصول على تأكيدات من رئيس الكرملين بأن موسكو تنوي الحفاظ على علاقتها الاستراتيجية مع بكين. وكان الرئيسان وقعا معاهدة صداقة في تموز يوليو العام الماضي كان من المفترض أن تعزز الشراكة بين البلدين. لكن الكثير تغير بعد هجمات 11 أيلول سبتمبر على الولاياتالمتحدة. إذ فوجئت الصين بتأييد بوتين القوي للحرب التي تقودها الولاياتالمتحدة ضد الارهاب وانزعجت في الشهور اللاحقة لان روسيا أبدت احتجاجات ضعيفة على نيات الولاياتالمتحدة الانسحاب من معاهدة الصواريخ المضادة للصواريخ ومضيها قدماً في برنامج للدفاع الصاروخي. لكن بوتين طمأن جيانغ أول من أمس بأن جميع الاتفاقات الخاصة بالاسلحة ستحترم.