يجتمع وزراء الخارجية العرب في القاهرة الثلثاء المقبل، للإعداد للقمة العربية الاستثنائية التي دعا الى عقدها الرئيس المصري حسني مبارك في شرم الشيخ، في الثالث من آب اغسطس المقبل. وأعلنت جامعة الدول العربية أن الأمين العام عمرو موسى، وجه الدعوات الرسمية الى الدول الأعضاء في الجامعة، للمشاركة في القمة. وأكدت مصادر مصرية مطلعة أن زعماء عرباً أبلغوا الرئيس مبارك ترحيبهم بعقد القمة الطارئة، وقالت إن القاهرة تتوقع مشاركة مكثفة تعكس"رغبة عربية في إعلان تحدٍ للإرهاب". واعتبرت مصادر عربية أن مبارك بدعوته الى القمة في شرم الشيخ الاربعاء المقبل، ضمِن حضوراً عربياً مكثفاً تحت لافتة التضامن معه ومؤازرته في معركته ضد الإرهاب الذي ضرب هذه المدينة الأسبوع الماضي، كما ان القمة ستعكس تأييداً عربياً للسياسات المصرية تجاه القضايا العربية، في وقت يستعد مبارك لخوض معترك الاستحقاق الرئاسي. كما ستكون شرم الشيخ مكاناً يبحث فيه القادة العرب الأخطار التي تواجه مستقبل العراق والقضية الفلسطينية في آن. وكان مبارك دعا في خطاب ألقاه أمس في قرية كفر المصيلحة في محافظة المنوفية، الى قمة عربية استثنائية تعقد الأربعاء المقبل، ويسبقها اجتماع وزاري الثلثاء، وقال إن القمة تأتي"في اطار التشاور والتنسيق بين الاخوان العرب"، مبرراً الدعوة بأن"المرحلة الحرجة التي تجتازها منطقتنا العربية بما تشهده من تطورات، تثير القلق، ما بين مستجدات الساحة الفلسطينية، والموقف في العراق وعدد من التحديات التي تعرّض المنطقة لمنزلقات خطيرة". راجع ص6 يذكر أن مصر فقدت بداية الشهر رئيس بعثتها الديبلوماسية لدى العراق الدكتور ايهاب الشريف بعدما خطفته جماعة"أبي مصعب الزرقاوي"التي أعلنت إعدامه لاحقاً. ويتوقع ان تفرض قضية الإرهاب نفسها على ملفات القمة التي ستناقش"بلورة رؤية عربية مشتركة تجاه المستجدات، وانعكاساتها على قضايا الأمة العربية والمصالح العليا للدول العربية وشعوبها"، كما أعلن مبارك. وأعرب عن ثقته بقدرة القمة على"تجاوز التحديات وتحقيق ما نصبو اليه من سلام واستقرار"، في حين أكدت مصادر مصرية ان مبارك حصل على تأكيدات من غالبية القادة العرب بالمشاركة في القمة قبل دعوته إليها، وان اقتراحه عقدها في شرم الشيخ قوبل بتأييد واسع. وأجرى وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط أمس اتصالات هاتفية بنظرائه العرب استعداداً للقمة، وأوضح مصدر ديبلوماسي مصري أن الوزراء العرب أبدوا"ترحيباً كبيراً بمبادرة مبارك لعقد القمة في ظل الظروف الدقيقة التي تمر بها المنطقة.