بدا أمس ان قمة سرت الثلاثية التي جمعت الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي والرئيسين المصري حسني مبارك والجزائري عبدالعزيز بوتفليقة، تمكنت من حل خلاف مصري - جزائري ظهرت بوادره عقب دعوة القاهرة الى قمة عربية طارئة في شرم الشيخ في 3 آب اغسطس من دون التنسيق مع الجزائر التي ترأس القمة الحالية. وأفيد في سرت شرق طرابلس ان الزعيم الليبي عقد مع ضيفيه الجزائري والمصري إجتماعين مغلقين فور وصولهما، قبل ان تنضم الوفود الى الزعماء الثلاثة. وعقب غداء أقامه القذافي على شرف ضيوفه، عُقدت جولة ثالثة من المحادثات بين القادة الثلاثة بحضور الوفود المرافقة. وأدلى الرئيس المصري عقب انتهاء الجولة الثالثة بتصريح أكد فيه قوة العلاقات المصرية - الجزائرية، واستبعد وجود أي توتر في العلاقات بين البلدين. وقال:"لا وجود لأي أزمة بين البلدين إلا في وسائل الإعلام". وعن القمة العربية الاستثنائية التي كانت قد دعت اليها مصر في شرم الشيخ، أعلن مبارك أنه سيتم تحديد موعد لها بعد أيلول سبتمبر المقبل. وابلغ الناطق باسم الرئاسة المصرية السفير سليمان عواد الصحافيين في سرت أن القمة الثلاثية هي لتحديد موعد وترتيبات القمة الاستثنائية التي كانت تأجلت نتيجة وفاة الملك فهد بن عبدالعزيز. ووافق مبارك فوراً على القمة التي رتبها القذافي في سرت ووجدها فرصة ليوضح لنظيره الجزائري أنه لم يتجاوزه في الدعوة وان القمة التي دعا إليها ما زال لها ما يبرر عقدها من دون إبطاء. وقالت مصادر سياسية في القاهرة ل"الحياة"إن مصر مصرة على عقد القمة الطارئة وانها ترى أن المستجدات التي طرأت على ملفاتها الأساسية مثل الانسحاب الاسرائيلي من غزة والدستور العراقي والارهاب، يمكن اضافتها الى جدول الأعمال مع تطورات عملية السلام في السودان بعد وفاة النائب الأول للرئيس السوداني الدكتور جون قرنق والانقلاب العسكري في موريتانيا. وتؤكد القاهرة أن هذه الملفات استثنائية ما يعني عدم الانتظار حتى موعد القمة العادية في آذار مارس المقبل. وقال وزير الخارجية الليبي السيد عبدالرحمن شلقم:"لا توجد أجندة محددة لهذا اللقاء ولكنها اجتماعات عادية ودورية وستناقش هذه القمة القضايا العربية الملحة الساخنة"، وشدد على انه"لا توجد خلافات مصرية وجزائرية ولكن هناك رؤى مختلفة وهذا اللقاء لمناقشة هذه القضايا". وأكد الأمين العام للجامعة العربية السيد عمرو موسى أهمية هذه القمة.