نفى وزير الخارجية المصري أحمد ماهر أن يكون رئيس الوزراء الإسرائيلي ارييل شارون كان سيدعى لحضور قمة شرم الشيخ التي ستلتئم الثلثاء المقبل وتجمع الرئيس جورج بوش بخمسة زعماء عرب اضافة الى رئيس الوزراء الفلسطيني محمود عباس ابو مازن. وقال في مؤتمر صحافي عقده في شرم الشيخ بعد استقبال الرئيس حسني مبارك مساعد وزير الخارجية الاميركي لشؤون الشرق الاوسط وليام بيرنز ونائب مستشارة الأمن القومي ايليون ابراهام: "لم يكن شارون مدعواً إلى هذه القمة، والفكرة أساساً هي لقاء بين بوش وعدد من الزعماء العرب على أن يعقد بعد ذلك لقاء آخر بين بوش ورئيسي الوزراء الفلسطيني والاسرائيلي، وبالتالي لم يحدث تغيير على هذه الفكرة وذلك الترتيب". وأكد أن حضور أبو مازن القمة "يعد تمثيلاً للسلطة الفلسطينية الشرعية التي يرأسها ياسر عرفات". وبدأت ملامح الترتيبات للقمة في الظهور بعد سيل من المعلومات المتناقضة، اذ أُعلن أن وزير الخارجية الاميركي كولن باول سيصل الى شرم الشيخ بعد ظهر الاثنين المقبل "لإجراء المزيد من المشاورات في اطار التحضير للقمة العربية - الاميركية في شرم الشيخ"، كما سيجري مشاورات مع ماهر في اطار التحضير للقضايا والمواضيع المطروحة على القمة الثنائية بين مبارك وبوش وكذلك القمة السداسية الموسعة. وسيعقد وزراء خارجية الدول العربية المشاركة في القمة اجتماعاً تشاورياً لمناقشة القضايا التي ستبحث والتي تتعلق بعملية السلام وسبل تنفيذ "خريطة الطريق" والوضع في العراق ومكافحة الإرهاب والتعاون الاقتصادي. ومن المقرر ان يصل بوش والوفد المرافق له الى شرم الشيخ مساء الاثنين. وأعلنت مصادر اميركية أن بوش سيبدأ نشاطه الثلثاء بحضور القمة الثنائية مع مبارك والتي ستخصص اساساً للبحث في العلاقات الثنائية بين مصر والولاياتالمتحدة، وتعقد بعدها القمة العربية - الاميركية الموسعة، ثم مأدبة غداء يقيمها مبارك تكريماً للزعماء المشاركين في القمة. ومن المقرر ان يدلي الرئيسان المصري والاميركي ببيانين يستعرضان فيهما ما نوقش وما تم الاتفاق عليه في شأن المواضيع التي تتناولها القمة. وسيغادر الرئيس الاميركي شرم الشيخ الاربعاء المقبل لحضور قمة العقبة التي سيزور بعدها دولة قطر. وفي المؤتمر الصحافي، اعلن ماهر أن بيرنز أكد خلال لقائه مبارك تصميم الولاياتالمتحدة على التعاون مع مصر لتحقيق تقدم في مسيرة السلام "وفقاً لخطة خريطة الطريق التي تنطلق من المرجعيات التي نعرفها جميعا ومنها المبادرة العربية وخطاب بوش بهدف اقامة دولتين فلسطينية واسرائيلية تعيشان جنباً إلى جنب في أمن وسلام". وأوضح وزير الخارجية المصري ان مبارك اكد للوفد الاميركي الرغبة في التعاون "لأن الاهداف واحدة وهي الاستقرار والسلام والامن". وعما اذا كان سيتم الاتفاق خلال القمة على ضمانات لتنفيذ "خريطة الطريق"، قال ماهر: "كل هذه الامور ستطرح على بساط البحث خلال لقاء الرؤساء"، معتبراً ان توجه بوش الى المنطقة وعقد قمتي شرم الشيخ والعقبة "دليل كاف على ان الرئيس بوش جاد في العمل مع زعماء المنطقة من أجل التوصل الى تسوية سلمية". من جانبه، أعلن السفير الاميركي في القاهرة ديفيد وولش في المؤتمر الصحافي بأن زيارة الوفد الاميركي لمصر ودول اخرى في المنطقة تجري في اطار الاعداد للقمتين والخروج بهما على نحو ناجح. ووصف اللقاء مع مبارك بأنه شهد مشاورات ايجابية للغاية وان الرئيس المصري أعرب عن تطلعه للخروج بقمة شرم الشيخ بصورة ناجحة، لافتاً الى انها الزيارة الأولى لرئيس الولاياتالمتحدة. واعتبر الدكتور اسامة الباز المستشار السياسي للرئيس مبارك أن الولاياتالمتحدة "تأخذ الامر بجدية لدفع الامور في المنطقة تجاه الاستقرار"، وان المسؤولين الاميركيين "يعلمون جيدا انه من بين العوامل الاساسية للاستقرار والامن في المنطقة تحقيق تقدم في القضية الفلسطينية على المسارات المختلفة".