أكدت مصادر بالجامعة العربية أن جميع الدول العربية ستشارك في قمة شرم الشيخ العربية الاستثنائية يوم الاربعاء المقبل بوفود رفيعة المستوى وان هناك اتصالات دبلوماسية حاليا تدور بين مصر والدول العربية لضمان انجاح هذه القمة . وقالت هذه المصادر ان الرئيس المصري حسني مبارك بدعوته إلى القمة في شرم الشيخ ضمن حضوراً عربياً مكثفاً تحت لافتة «التضامن في المعركة ضد الارهاب » الذي ضرب هذه المدينة الاسبوع الماضي، ولذلك فان القمة ستعكس تأييدا عربيا للسياسات المصرية تجاه القضايا العربية، كما ستكون فرصة ليبحث القادة العرب الاخطار التي تواجه مستقبل العراق والقضية الفلسطينية . وكان مبارك أعلن في خطابه الذي وجه فيه الدعوة إلى القمة العربية الاستثنائية الخميس :«أن القمة تأتي في اطار التشاور والتنسيق بين الاخوان العرب وأن المرحلة الحرجة التي تجتازها منطقتنا العربية بما تشهده من تطورات تثير القلق ما بين مستجدات الساحة الفلسطينية والموقف في العراق وعدد من التحديات التي تعرض المنطقة لمنزلقات خطيرة» . ويتوقع المراقبون أن تناقش القمة بلورة رؤية عربية مشتركة تجاه المستجدات وانعكاساتها على قضايا الامة العربية والمصالح العليا للدول العربية وشعوبها ولعل المراقبين يستندون في هذا الصدد إلى ما أعرب عنه الرئيس مبارك من ثقة بقدرة القمة على تجاوز التحديات وتحقيق ما تصبو اليه الامة العربية من سلام واستقرار . وتأكيدا لذلك قال السفير أحمد بن حلي الأمين العام المساعد للشؤون العربية بجامعة الدول العربية ان دعوة مبارك لعقد قمة عربية طارئة لقيت استجابة من عدد كبير من الدول العربية وأنه لاتوجد اية معارضة لعقد القمة في الوقت الراهن لان الجميع يدرك أن العالم العربي أمام أوضاع خطيرة وأن الوضع العربي في مجمله سيكون محل نقاش وفرصة لتبادل الآراء بين القادة العرب مشيرا إلى أن أمين عام الجامعة سيقدم تقريرا ورؤية عن تلك الاوضاع وأن النقاش سيتجه في مجمله نحو التركيز على تطورات الوضع في العراق وفلسطين والاعمال الارهابية التي تفاقمت وأصبح ضررها يصيب الآمنين ويزهق الارواح . وفي ظل هذه التصورات عقد المندوبون الدائمون للدول الاعضاء بجامعة الدول العربية اجتماعا مساء أمس في مقر الامانة العامة للجامعة بحضور الامين العام السيد عمرو موسى . وقال بن حلي ان الاجتماع عرض الاجراءات اللوجستية والتنظيمية على المندوبين الدائمين - من جانب الامانة العامة للجامعة ومصر، الدولة المضيفة للقمة وأن وزراء الخارجية العرب سيعقدون اجتماعا بمدينة شرم الشيخ يوم الثلاثاء المقبل برئاسة الجزائر لاعداد مشروع جدول أعمال القمة والبيان الختامي او القرارات التي ستصدر عنها . وأشار إلى أن جدول الاعمال يتضمن تطورات الاوضاع في العراق وفلسطين إلى جانب مسألة مكافحة الارهاب مشيرا إلى أن جدول أعمال القمة مازال محلا للمشاورات بين الامين العام للجامعة العربية والقادة والرؤساء والملوك العرب . وقال إن مسألة مكافحة الارهاب والتفجيرات التي شهدتها مدينة شرم الشيخ مؤخرا تطرح نفسها على القادة العرب للتداول والنقاش حول كيفية معالجة هذه الآفة التي تهدد المجتمعات العربية وتسيء إلى العرب وللثقافة العربية والاسلامية وشدد على ضرورة تفعيل الاتفاقية العربية لمكافحة الارهاب بشكل أكثر حسما وزخما باعتبارها تضع خطة وإطارا للتعامل مع هذه الآفة . وأضاف : «نأمل في ضوء المشاورات التي أجراها الرئيس حسني مبارك بالتنسيق مع الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة -الرئيس الحالي للقمة العربية - والامين العام للجامعة العربية عمرو موسى أن يكون الحضور العربي في هذه القمة على مستوى لائق لان الوضع العربي الراهن يحتم ان يكون هذا الحضور مكثفا وكبيرا». وأوضح بن حلى أن الجزائر سترأس القمة العربية الطارئة في شرم الشيخ باعتبارها الرئيس الحالي للقمة العربية والتي ينص ميثاق الجامعة العربية على رئاستها لأي قمة اسثنائية . وطبقا لآليات انعقاد القمة العربية فإن النصاب القانوني لانعقادها يلزم موافقة ثلثي الدول الاعضاء بالجامعة على حضور هذه القمة . وتشهد القاهرة نشاطا دبلوماسيا مكثفا، استعدادا للقمة انطلقت على اثر الدعوة التي وجهها الرئيس حسني مبارك في خطابه بمحافظة المنوفية الخميس، وهي الدعوة التي لاقت ترحيبا عربيا فوريا، بالنظر إلى كونها جاءت في الوقت والظرف اللذين يستوجبان عقد مثل هذه القمة . وأشار أحمد أبوالغيط وزير الخارجية المصري إلى أن غالبية الدول العربية أعربت عن ترحيبها الفوري بدعوة الرئيس مبارك لعقد قمة استثنائية في شرم الشيخ الاربعاء المقبل . إلى ذلك أثارت دعوة الرئيس المصري حسني مبارك، الخميس الماضي، إلى عقد قمة عربية طارئة الأربعاء المقبل في شرم الشيخ، امتعاض الجزائر وعدم استساغتها لانفراد القاهرة بهذه الدعوة وعدم استشاراتها، وهو ما شكل خرقا لأدبيات العمل الدبلوماسي العربي في إطار الجامعة العربية التي تترأسها الجزائر منذ مارس الماضي . وعبرت الجزائر عن رفضها ترؤس القمة العربية الطارئة لكنها لا تمانع من حيث المبدأ في المشاركة في هذا الموعد إلا بصفتها عضوا في الجامعة العربية، ليس إلا، وهو ما أكده مصدر جزائري مسؤول في تصريح لوكالة الأنباء الرسمية، أول أمس، «إن الجزائر لا تعارض من حيث المبدأ المشاركة في القمة بصفتها دولة عضوا فقط، وعليه لم تتحمل مسؤولية توجيه دعوات رسمية إلى الدول الأخرى لحضور هذه القمة».