تجددت المعارك في دارفور في غرب السودان واتهم مسؤول دولي في الخرطوم امس الحكومة باستخدام الطيران العسكري في هجوم على موقع يسيطر عليه المتمردون في شمال الاقليم. واعلن عن انتهاء اللجنة المشتركة لوقف النار في نجامينا من دون التوصل الى نتائج بعد مقاطعة حركتي التمرد للاجتماع، وسيعقد مجلس الأمن الثلثاء المقبل جلسة لمناقشة تطورات الأوضاع في المنطقة. وقالت المتحدثة باسم معبوث الأممالمتحدة الى السودان راضية عاشوري في مؤتمر صحافي في الخرطوم امس ان الحكومة ومتمردي دارفور سيعاودان محادثاتهما في أبوجا بوساطة الاتحاد الافريقي في 28 الجاري. وأوضحت ان اللجنة المشتركة لوقف النار التي تضم الحكومة وحركتي"تحرير السودان"و"العدل والمساواة"المتمردتين والاتحاد الافريقي وترأسها تشاد انهت ليل الثلثاء - الأربعاء اجتماعاً في تشاد قاطعه المتمردون ولم يصل الى أي نتائج. لكن بياناً صدر من الرئاسة التشادية وزع في الخرطوم ذكر ان نجامينا اعربت عن غضبها ازاء مواقف الطرفين لعدم احترامهما تعهداتهما وتنفيذ التزاماتهما بوقف العمليات والانسحاب من بعض المواقع. وطلبت اللجنة من الحكومة سحب قواتها الى مواقعها السابقة التي كانت فيها قبل 8 كانون الأول ديسمبر الماضي ونزع أسلحة ميليشيا"الجنجاويد"، ومن المتمردين عدم الاستيلاء على المواقع التي تنسحب منها الخرطوم وتحديد مواقع قواتهم. واعلنت عاشوري ان مجلس الأمن سيعقد جلسة الثلثاء المقبل لمناقشة تقرير مبعوث الأممالمتحدة الى السودان يان برونك عن الأوضاع في دارفور واتخاذ قرار في شأن توسيع البعثة الدولية في السودان ونشر آلاف القوات لمراقبة تنفيذ وقف النار واتفاق السلام في جنوب البلاد، مشيرة الى ان مهمة المراقبين الدوليين ستكون نشطة ويمكن ان يتدخلوا في بعض الحالات. وتابعت:"لن تكون مهمة المراقبين الدوليين مثل مهمة بعثة الاتحاد الافريقي في دارفور". واضافت ان المواجهات العسكرية تجددت في شمال دارفور بعد فترة محدودة من الهدوء، وقالت ان القوات الحكومية استخدمت الطيران في قصف منطقة السياح كما وقعت اشتباكات محدودة في مناطق اخرى. وافادت ان برونك طلب من الحكومة ومتمردي دارفور و"الحركة الشعبية لتحرير السودان"فترة هدنة تستمر ثلاثة ايام تبدأ في 10 الجاري من اجل تنفيذ حملة تطعيم لمنع الاصابة بشلل الاطفال بعد ان صارت معدلات الاصابة به في السودان"وبائية"، وبلغت 105 حالات في 17 من ولايات البلاد ال26 واعتبرت ذلك المعدل الثالث الاعلى في العالم بعد نيجريا والهند. وقال مسؤول في حكومة شمال دارفور ل"الحياة"عبر الهاتف من الفاشر كبرى مدن الاقليم ان المتمردين استولوا على اموال ارسلتها السلطات الى مناطق في محافظة مليط وهي اجور المعلمين والموظفين، ما دفع القوات الحكومية الى تمشيط المنطقة واسترداد الاموال المنهوبة ما ادى الى وقوع اشتباكات بين الجانبين، ونفى استخدام الطيران او اسقاط المتمردين أي طائرة عسكرية. الى ذلك استوعبت الحكومة امس اكثر من 300 من مقاتلي الفصائل الجنوبية المسلحة المتحالفة معها في الجيش ومنحتهم رتباً عسكرية ما بين عميد الى رائد. وقال وزير الدفاع اللواء بكري حسن صالح في حفل نظم ان الحكومة لن تتخلى عن حلفائها وان السلام يحتاج الى حماية، وان التعاون بين الجانبين سيستمر، واعتبر الخطوة في اطار تنفيذ اتفاق الترتيبات الامنية والعسكرية التي وقعته حكومته مع"الحركة الشعبية"في جنوب البلاد. وذكر مسؤول الاستخبارات في الجيش اللواء عوض ابنعوف ان الجيش والقوات التي انضمت اليه من الفصائل الجنوبية سيستقبل قوات"الحركة الشعبية"خلال الايام المقبلة. من جهة اخرى قال وزير الخارجية مصطفى عثمان اسماعيل للصحافيين امس عقب لقائه الرئيس عمر البشير ان وزيري الخارجية الاميركي كولن باول والبريطاني جاك سترو سيشاركان في حفل توقيع اتفاق السلام النهائي في جنوب البلاد في نيروبي الاحد المقبل بجانب زعماء دول عربية وافريقية.