اتهمت منظمة الدفاع عن حقوق الانسان "هيومن رايتس واتش" السودان بالسماح لعناصر ميليشيات الجنجويد الموالية للحكومة بالاحتفاظ ب16 معسكراً على الأقل في دارفور، فيما شكا لاجئون من انعدام أمنهم نظراً الى اندساس عناصر من الجنجاويد بين رجال الشرطة في مخيمات النازحين. وقالت المنظمة الحقوقية الاميركية انها ابلغت ان ثمة شبكة واسعة من القواعد في غرب دارفور وشمالها، لميليشيا الجنجاويد المتهمة بقتل مدنيين في المنطقة. واكد المسؤول عن افريقيا في المنظمة بيتر تاكيرامباد ان "الجنجاويد ما زالوا يملكون 16 معسكرا على الاقل، بينما كان على الحكومة ضبط هذه الميليشيات". ودعا "الاممالمتحدة ومراقبي وقف اطلاق النار التابعين للاتحاد الافريقي الى التحقيق فورا في هذه المعسكرات واغلاقها". كما حضت "هيومن رايتس ووتش" الاممالمتحدة على فرض عقوبات على الشخصيات الرسمية في الحكومة السودانية لتقصيرها في نزع اسلحة الجنجاويد والتحقيق في جرائم حرب يتهم اعضاء هذه الميليشيات بارتكابها. ونقلت عن شهود عيان ان ميليشيا الجنجاويد تتقاسم خمسة من المعسكرات المدججة بالسلاح مع الجيش السوداني، مؤكدة ان الجيش والشرطة اصبحا يضمان في صفوفهما عناصر منها، مشيرة الى ان ثلاثة من هذه المعسكرات فتحت في تموز يوليو بعدما تعهد الرئيس السوداني عمر حسن البشير للامين العام للامم المتحدة كوفي انان العمل على نزع اسلحة الميليشيا. وفي بلدة الجنينة، ابلغ سكان من دارفور فارون من مليشيات الجنجاويد مبعوث الاممالمتحدة الى السودان يان برونك انهم ما زالوا غير آمنين لان قوات الجنجاويد اندست بين قوات الامن التي تحرس معسكرات اللاجئين. وقال آدم عبدالله لبرونك مبعوث الاممالمتحدة ولوزير الخارجية السوداني مصطفى عثمان اسماعيل: "لا يوجد امن في المعسكر. لا يزال هناك اضطرابات. لا تزال هناك عمليات اغتصاب"، مؤكدا "ان قوات من الجنجاويد اندست بين مسؤولي الامن في المعسكر". ومن المنتظر ان يقدم برونك الذي قام بجولة في المنطقة بصحبة اسماعيل تقريرا الى انان في 30 الشهر الجاري عن مدى التزام السودان اتفاق مهلة الثلاثين يوما التي منحها له مجلس الامن لاقرار الامن في دارفور والسيطرة على الجنجاويد. وقد تواجه الخرطوم عقوبات اذا لم تقدم ما يرضي الاممالمتحدة في شأن اتخاذ الاجراءات اللازمة تجاه ما يوصف بأنه أسوأ أزمة انسانية في العالم. وتقوم بعثات مشتركة أخرى من مسؤولي الاممالمتحدة والحكومة السودانية بجولات متزامنة في جنوب دارفور وشمال دارفور. وقال برونك "ان التقرير لم يكتب بعد. التقرير أعده أنا وزملائي بناء على نتائج هذه البعثة وبعثتين أخريين". وقابل برونك ثلاث نساء في مخيم ارداماتا في غرب دارفور تعرضن للاغتصاب وممثلين عن السكان النازحين اخبروه من دون تحفظ انهم يعتقدون ان الجنجاويد مندسون بين قوات الامن في المعسكر. وحكى رجل عن تعرضه لاطلاق النار، وحكى آخرون عن هجمات. الا ان اصاباتهم تعود الى شهور مضت. وعلق اسماعيل بأن النازحين عانوا الا ان المعاناة الجماعية توقفت. وقال: "اليوم سمعنا اخبارا عن هجومين فقط الشهر الماضي". وأضاف انه متأكد من ان السودان سيرضي الاممالمتحدة. وتقول جماعات مدافعة عن حقوق الانسان وبعض قاطني دارفور ان الحكومة اعتقلت وضايقت بعض النازحين الذين تحدثوا مع مسؤولين وصحفيين أجانب. الا ان محافظ ولاية غرب دارفور قدم تأكيداته انه لن يمس هؤلاء الذين تحدثوا الى وفود الحكومة والاممالمتحدة بسوء.