اعتبر مراقبون إسرائيليون الأمر الذي وقعّه رئيس الحكومة ارييل شارون باغلاق المستوطنات المنوي اخلاؤها في قطاع غزة في وجه إسرائيليين لا يرتعون فيها، ضوءاً أخضر للشروع في تنفيذ خطة"فك الارتباط"وقطع الطريق على"مجلس المستوطنين"الذي خطط لإغراق المستوطنات بعشرات الآلاف من أنصاره لمساندة المستوطنين المعارضين اجلاءهم. وفاجأ شارون الحلبة السياسية عموماً بقراره، في وقت انشغلت وسائل الإعلام العبرية بالتداعيات المحتملة لعملية التفجير في نتانيا أول من أمس، على خطة رئيس الحكومة الانسحاب من غزة. ونقلت مصادر صحافية عن وزير الدفاع شاؤول موفاز تحفظه من التوقيت، قبل شهر من الموعد المقرر لبدء الانسحاب. ولجأ شارون الى"قانون الاخلاء والتعويض"الذي تم سنّه قبل أشهر ليستعمل صلاحيته بإعلان المناطق المرشحة للانسحاب"مناطق عسكرية مغلقة". ووفقاً للمصادر الصحافية" فإن شارون عقد أول من أمس جلسة مشاورات مع موفاز ووزير الأمن الداخلي جدعون عزرا، واستمع الى تقويمات أجهزة الاستخبارات التي أفادت أن"مجلس المستوطنين"ينوي استدعاء عشرات الألوف من أنصارهم الى غزة للتحصين في مستوطناتها بغية عرقلة الانسحاب. وقالت إن شارون قرر استباق خطوة كهذه بإعلانه اغلاق القطاع في وجه كل من لا يقطنه من مستوطنين. الى ذلك، خوّل شارون قائد"المنطقة الوسطى"في الجيش الإسرائيلي يئير نافيه بتحديد الموعد الملائم لإغلاق المستوطنات الأربع النائية شمال الضفة الغربية التي سيشملها الانسحاب. وقال قائد ما يسمى"المنطقة الجنوبية"في الجيش الميجر جنرال دان هارئيل، إن وراء قرار رئيس الحكومة دافعين رئيسيين، أولهما"المسيرة الجماهيرية"الى مستوطنات غزة التي خطط لها"مجلس المستوطنين"للأسبوع المقبل، ثم نجاح نحو ألف من غلاة المتطرفين في التسلل الى قطاع غزة في الايام الأخيرة لتوفير الدعم للمستوطنين والتحضير لأعمال احتجاجية وعرقلة الانسحاب. وتعقيباً على أمر الاغلاق، توعد قادة المستوطنين بتصعيد اجراءاتهم الاحتجاجية واغلاق الشوارع الرئيسية داخل إسرائيل، متهمين شارون ب"زرع بذور الفتنة داخل إسرائيل والمساس بقيم ديموقراطية وحقوق الإنسان". وأعلنت قيادة"مجلس المستوطنين"عن يوم الاثنين المقبل بداية"مسيرة عشرات الألوف"باتجاه مستوطنات غزة، ستستمر أربعة ايام، بهدف التأثير على الرأي العام في إسرائيل. ورد عدد كبير من المستوطنين على القرار بالتوجه الى مفترقات الطرق المؤدية الى المستوطنات، فيما شددت سلطات الجيش اجراءات التفتيش على مداخل المستوطنات، تنفيذاً لقرار منع دخول من ليسوا ساكنيها. وقدّرت أوساط أمنية أن تتعاظم الأعمال الاحتجاجية لليمين الإسرائيلي المتطرف في أعقاب قرار شارون، وأن يتفاقم التوتر القائم أصلاً بين مؤيدي الانسحاب ومعارضيه.