خرج عشرات آلاف المستوطنين وأنصارهم الى الشوارع في تل ابيب ليل امس للتعبير عن معارضتهم تنفيذ خطة الانسحاب العسكري من قطاع غزة، في وقت اتهم رئيس الحكومة آرييل شارون قادة اليمين المتطرف بشن أخطر حملة تحريض ضده وضد القيادات العسكرية والامنية، داعيا الى عدم اقحام الجيش في الصراع، كما اعطى تعليمات باتخاذ التدابير اللازمة لمنع المستوطنين من تنفيذ تهديداتهم ضد قادة أجهزة الامن. راجع ص 4 و5 واللافت في الصراع المحتدم بين شارون والمستوطنين، ان كل طرف يحمل الاخر المسؤولية عما سيحصل في حال تنفيذ خطة الانسحاب، وايضا ادعاء كل طرف ان موقفه نابع من حرصه على المصلحة العامة. فالمتظاهرون من اليمين المتطرف خرجوا تحت شعار "فك الارتباط يمزق الشعب"، في حين قال شارون في اجتماع مع اعضاء حكومته ان حملة التحريض ضد الانسحاب ستؤدي الى اثارة "حرب اهلية". في الوقت نفسه، اتهم اليمين المتطرف شارون بالاستخفاف بالحسم الديموقراطي، في اشارة الى القرار الذي اتخذه حزب "ليكود" ضد الانسحاب وتجاهله شارون. ورد مؤيدو الانسحاب أن من حق المستوطنين قانونا في خوض معركة ضد الخطة، لكنهم رأوا ان للحكومة ايضا الحق في تنفيذها. وتذكر اجواء التحريض السائدة بين اليمين المتطرف بالاجواء التي سبقت اغتيال رئيس الوزراء الاسرائيلي السابق اسحق رابين الذي قتل خلال تجمع سلام في ساحة في تل ابيب على يد الشاب المتطرف ييغال عمير احتجاجا على اتفاقات اوسلو مع الفلسطينيين. ويخشى شارون واعضاء حكومته المؤيدون للانسحاب من ان تؤدي حملة التحريض الى المس بكبار المسؤولين، وهو ما عبر عنه وزير الامن الداخلي جدعون عزرا عندما قال انه يتعين على الحاخامات وقادة المستوطنين ان يدرسوا كلامهم قبل اطلاقه لان لكلامهم وزنا كبيرا على اتباعهم من المستوطنين، مؤكدا ان الشرطة لن تمر مر الكرام على دعوات التحريض. وفي السياق نفسه، دعا ضابط الشرطة موشي كارادي المعارضين الى ابداء مسؤولية شخصية في تصريحاتهم وأعمالهم، مضيفا ان الشرطة ستسمح بأعمال احتجاجية في نطاق القانون. واصدر تعليماته لوحدة التحقيقات بالعمل بحزم وبشكل فوري في حال صدرت اي اقوال تنطوي على شبهة بارتكاب مخالفة. في المقابل، حل المئات من عائلات المستوطنين من "غوش قطيف" في قطاع غزة ضيوفا على بلدات داخل اسرائيل في نطاق نشاط تضامني يقوم به ناشطون يمينيون في هذه البلدات. وسيشهد تجمع مستوطنات "غوش قطيف" سلسلة من الاحتجاجات الشهر المقبل، من بينها "الاسبوع البرتقالي" الذي ستتم خلاله دعوة الاسرائيليين الى رفع اعلام برتقالية على سياراتهم تشبه لون مجلس المستوطنات في "غوش قطيف".