فيما صعّد قادة المستوطنين في قطاع غزة والضفة الغربية معركتهم ضد خطة فك الارتباط عن قطاع غزة وواصلوا دعوة الجنود الى عصيان اوامر اجلاء المستوطنين، اعرب نائب وزير الدفاع الاسرائيلي زئيف بويم عن قلقه من ان لا يتمكن الجيش من تنفيذ الانسحاب المزمع من قطاع غزة واجلاء المستوطنين"في حال اتسعت ظاهرة العصيان الجماعي"، مضيفاً انه يرجو ان لا تصل اسرائيل الى وضع يعجز فيه الجيش عن تنفيذ قرارات المستوى السياسي. وحذّر رئيس اركان الجيش الجنرال موشيه يعالون من عواقب عدم تمكين الجيش من تنفيذ خطة الانسحاب او اي قرار للحكومة وقال ان ذلك يعرض اسرائيل الى الخطر وقد يجلب عليها، كدولة ديموقراطية ذات سيادة، الدمار. لكن هذه التحذيرات التي اطلقها يعالون اثناء اجتماعه بقادة المستوطنين مساء اول من امس لم تلق آذاناً صاغية اذ ادعى الاخيرون انهم ليسوا مخولين مطالبة المستوطنين بعدم عصيان اوامر الجيش وان ذلك من صلاحية"حاخاماتهم"الذين اصدروا فتاوى تحرم اجلاء مستوطنين. وادعى اركان مجلس المستوطنات ان آلاف الجنود سيرفضون الاوامر باخلاء المستوطنات"واقتلاع اليهود من منازلهم"ودعوا الى طرح خطة الانسحاب للتصويت في استفتاء عام. واضافوا ان عدم التجاوب مع هذا المطلب سيقود حتماً الى موجة عارمة من الرفض ستتعاظم مع اقتراب موعد تنفيذ الخطة. ورد قائد المنطقة الجنوبية في الجيش الميجر جنرال دان هارئيل بالقول انه بات يخشى حقاً"اليوم التالي"للاخلاء، محذراً من ان"رفضاً جماعياً"لاوامر الاخلاء قد يقضي على الدولة العبرية. واضاف محذراً قادة المستوطنين"اننا نتأرجح على حبل مشدود قد نقع من فوقه بسهولة". لكن اوساطاً أمنية استبعدت ان يقوم آلاف الجنود فعلاً برفض اوامر الاخلاء ورأت في تحذيرات المستوطنين من ظاهرة رفض جماعي، جزءاً من الحرب النفسية التي يشنونها ضد المستوى السياسي. وقال القائم بأعمال رئيس الحكومة ايهود اولمرت ان الغالبية العظمى من الجنود ستتقيد بأوامر قيادة الجيش والحكومة وان قادة المستوطنين يعمدون، في حديثهم عن آلاف الجنود الذين سيرفضون أوامر الاخلاء، الى دب الرعب في نفوس الاسرائيليين على نحو يخدم اهدافهم لعرقلة تطبيق الانسحاب. واضاف ان الحكومة اختارت"خياراً تاريخياً"يلبي طموحات غالبية الاسرائيليين. من جانبه اعلن رئيس الحكومة ارييل شارون في مقابلة نشرتها امس صحيفة"نيويورك تايمز"انه سينفذ خطة الانسحاب حتى ان اضطر لتقديم موعد الانتخابات البرلمانية ازاء الصعوبات التي يواجهها في طريق تشكيل ائتلاف حكومي جديد مستقر. واضاف ان اليسار الاسرائيلي ليس قادراً على تنفيذ هذه الخطة فيما معظم اوساط اليمين يعارضها. في غضون ذلك، شرع مئات المستوطنين في"اعتصام مفتوح"قبالة مبنى الكنيست البرلمان في القدسالمحتلة على غرار التظاهرات الاحتجاجية التي شهدتها اوكرانيا بعد الانتخابات الرئاسية قبل نحو شهر. وقال قادة المستوطنين ان الهدف هو حشد آلاف المتظاهرين يومياً وعلى مدار الساعة بحثاً عن مزيد من الداعمين لموقفهم الرافض اخلاء المستوطنات. ولاحقاً قال شارون ان اسرائيل"دولة قانون"ولا بد من العمل بصرامة للحفاظ على القانون. وأضاف ان قرار تنفيذ الانسحاب اتخذ بشكل ديموقراطي وأقرته غالبية كبيرة في الكنيست"ولا أرى أي مبرر للرفض لا من جانب جنود ولا مسؤولين سياسيين أو حاخامات".