سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
غالبية المشكلات ما تزال عالقة قبل 48 يوما من بدء تنفيذ الخطة . شارون يحذر من اخطار رفض الاوامر في الجيش : ننسحب من القطاع لأن لا أمل باكثرية يهودية فيه
قال رئيس الحكومة الاسرائيلي ارييل شارون امس ان الانسحاب من قطاع غزة ناجم عن حقيقة كونه منطقة لا أمل في تأمين غالبية يهودية فيه،"وواضح للجميع انه القطاع لن يكون جزءاً من دولة اسرائيل في اي اتفاق للتسوية الدائمة". وأضاف انه في موازاة هذا الانسحاب"سنوجه طاقاتنا الى المناطق الأكثر أهمية لضمان بقائنا، وهي الجليل والنقب ومنطقة القدس الكبرى والكتل الاستيطانية في الضفة الغربية والمناطق الأمنية في غور الأردن"، مشيرا الى ان لدى اسرائيل القدرة على تحقيق أجزاء كبيرة من حملها"لكن ليس الحلم كله... ومن رؤيتنا هذه ولدت خطة فك الارتباط". واعتبر شارون، في كلمة القاها أمام مؤتمر الوكالة اليهودية في القدس، ان الانسحاب من غزة"مؤلم للجميع"، ودعا الى ان يجتاز الاسرائيليون هذه المرحلة"موحدين"، وانه ينبغي منع أقلية صغيرة تتحدى بالعنف قرارات الحكومة، محذراً من أخطار اتساع ظاهرة الرفض في صفوف الجيش. وقال ان الدعوة الى عدم الانصياع للأوامر"تهدد وجود اسرائيل كدولة يهودية ديموقراطية". الى ذلك، شددت الشرطة حراستها على منزل قائد الجيش الجنرال دان حالوتس في اعقاب رسالة مجهولة تلقتها العائلة تهدد بالمساس بها، على خلفية الانسحاب من غزة. وشرعت اجهزة الأمن في البحث عن مصدر الرسالة. ومع تبقي 48 يوماً على الموعد الذي أقرته الحكومة الإسرائيلية لتنفيذ الانسحاب، ما زالت غالبية المسائل عالقة، أبرزها: هل يتم تنسيق الانسحاب رسمياً مع السلطة الفلسطينية، وهل تنفذ إسرائيل انسحاباً كاملاً من القطاع أم تبقي قواتها في المعبر الحدودي بين رفح ومصر الى جانب قوات مصرية تقوم بدور الحراسة ومنع تهريب أسلحة كما تريد إسرائيل. كما لم يتقرر بعد مصير منازل المستوطنين، إذ أن إسرائيل تخشى، من جهة، هدمها من دون اتفاق حفاظاً على سمعتها وصورتها الدوليتين، وهي أيضاً لا تريد ازالة الركام بعد الهدم خشية تعرض قوات الاحتلال ومقاولي الهدم الى الخطر، فضلاً عن أن هذه العملية قد تطيل أمد الانسحاب المتوقع انهاؤه بعد 12 أسبوعاً من بدئه. كما تبحث اسرائيل عن جهة"تعوّضها"مالياً عن المنازل، في حال عدم هدمها، والعقارات التي قد تخلفها وترفض أن تتكفل عبء عملية ازالة الركام. على الصعيد الداخلي، تنشغل وسائل الإعلام العبرية بشكل غير مسبوق بالخطوات الاحتجاجية التي يخطط قادة اليمين المتطرف القيام بها، في محاولة لعرقلة الانسحاب. وعلى رغم أن الانطباع السائد هو أن غالبية المستوطنين المرشحين للاجلاء مستعدة للمغادرة مقابل تعويض مالي ملائم، إلا أن الجلبة التي يفتعلها غلاة المتطرفين هي التي تستأثر بأضواء الإعلام الإسرائيلي. لكن أكثر ما يخشاه شارون وحكومته هو اتساع ظاهرة رفض الأوامر العسكرية في صفوف الجيش على نحو يمس بالجيش الذي يجمع الإسرائيليون على ابقائه خارج أي صراع، ما استدعى وزير الدفاع شاؤول موفاز الى اطلاق صرخة أمس بأن"لا يرفع أحد يده على الجيش الذي ينفذ أوامر أصدرتها الحكومة". وفي اليومين الأخيرين جرى الحديث عن أكثر من عشرين جندياً جاهروا برفضهم المشاركة في اخلاء مستوطنات، وهذه المسألة هي الوحيدة تقريباً التي تقض مضجع شارون لإدراكه أن من شأن"فتاوى دينية"جديدة تحرّم على الجنود اجلاء مستوطنين، أن تجعل من الرفض ظاهرة"تعرض وجود اسرائيل كدولة يهودية ديموقراطية الى الخطر". وفي هذا الاطار، اذيع ان جنديا اسرائيليا لم يمتثل لاوامر المشاركة في هدم منازل مهجورة في احدى المستوطنات في غزة حكم عليه امس بالسجن 56 يوما. وينظر الى الحكم على العريف آفي بيبر الذي اعلن خلال جلسة تأديبية عسكرية على انه يرسي سابقة لمعاقبة الجنود الذين يمتنعون عن تنفيذ الاوامر المتعلقة باجلاء المستوطنين خلال الانسحاب من غزة. وقالت ناطقة باسم الجيش ان ضابطا كبيرادان بيبر بثلاث تهم، هي رفض تنفيذ الاوامر وتهديد قائد واهانته والادلاء باحاديث لوسائل الاعلام بما يخالف قواعد الجيش.