في الوقت الذي تسلط أضواء الإعلام العبري والدولي على تظاهرات أنصار اليمين الإسرائيلي والمعسكر القومي والمتدين ضد خطة فك الارتباط عن قطاع غزة، افادت تقارير صحافية إسرائيلية بالقلم والصورة، أن عدداً كبيراً من منازل المستوطنين في القطاع والمقرر اخلاؤها الاسبوع المقبل، يخلو من ناسه بعد أن حزموا أمتعتهم في وضح النهار وغادروا منازلهم الى غير رجعة. وتناول الموقع الاخباري لصحيفة"يديعوت أحرونوت"على الانترنت أمس مغادرة أعداد كبيرة من المستوطنين مواقعهم، فيما المؤسسات العامة والحدائق خالية تماماً. وبث الموقع صوراً لعائلات شحنت محتويات منازلها والتقطت صوراً تذكارية، مضيفاً أن عدد المغادرين في ازدياد، في تلميح الى أن مهمة الاخلاء المكلف الجيش والشرطة تنفيذها تبدو أسهل بكثير من التوقعات"إذ أن ثمة تصدعاً في اصرار مستوطني غوش قطيف المعارضين الاخلاء قد حصل الأسبوع الماضي". ويأتي هذا النشر قبل ساعات من تظاهرة ضخمة نظمها"مجلس المستوطنات"في تل أبيب مساء أمس بمشاركة عشرات الآلاف من معارضي الانسحاب. وحاول أركان"مجلس المستوطنات"بث الانطباع بأن الانسحاب سيواجه بمعارضة قوية معتمدين في ذلك على أخبار أفادت بأن المئات وربما أكثر من غلاة المستوطنين في الضفة الغربية ومن إسرائيل نجحوا في التسلل الى المستوطنات المنوي اخلاؤها لمساندة"النواة الصلبة"في مستوطنتي"موراغ"و"نفيه دكاليم". وهناك تقديرات بأن نحو ثلاثة آلاف ناشط يميني نجحوا في التسلل. من جهته، ناشد وزير الدفاع شاؤول موفاز المستوطنين في القطاع والمتسللين اليه من انصارهم مغادرة المستوطنات طوعاً حتى صباح الأربعاء المقبل، موعد انتهاء المهلة الممنوحة لمغادرتهم وقبل بدء الجيش عملية الاخلاء"وذلك لتفادي ممارسة القوة لاجلائهم". واضاف ان الجيش مستعد لمواجهة احتمال تعرض قواته والمستوطنين الى نيران فلسطينية أثناء الانسحاب. ودعا قائد المنطقة الجنوبية في الجيش الميجر جنرال دان هارئيل المستوطنين الى احترام القانون وقرارات الحكومة والكنيست في شأن الانسحاب، وقال إن الجيش طالما شكل"درعاً حياً"للمستوطنين، لكن الآن حان أوان مغادرتهم. وكان الجيش أجرى أمس"بروفات الاخلاء"في بلدة"كيرم شالوم"المحاذية للقطاع بعدما طُلب من سكانها مغادرة المنازل لساعات للتدرب على اجلاء المستوطنين.