سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
سقوط مقر الحكومة في العاصمة بشكيك في ايدي معارضين شكلوا "ادارة بديلة" . قيرغيزستان : ثالث ثورة ملونة تنجح بلا إراقة دماء وانباء عن فرار أكاييف بمروحية إلى كازاخستان
رفعت"ثورة السوسن"في قيرغيزستان أعلام النصر على مبنى الحكومة في العاصمة بشكيك، بعدما سيطر عليه المعارضون في ثالث"ثورة ملونة"تنتصر من دون إراقة دماء في بلدان الرابطة المستقلة خلال العام الاخير. وأعلنت المعارضة القيرغيزية عن تشكيل حكومة موقتة والتحضير لانتخابات برلمانية، فيما تضاربت الانباء في شأن مصير الرئيس عسكر اكاييف. وساد الغموض مواقف المسؤولين في الحكومة القيرغيزية بعدما انضم جزء منهم الى المعارضة، وتعهد جزء آخر بمواصلة الدفاع عن"الشرعية الدستورية". وتسارعت التطورات في شكل مفاجئ في قيرغيزستان امس، اذ جاءت نتائج تحركات انصار المعارضة التي بدأت منذ ساعات الصباح الباكر في بشكيك، أقوى حتى من توقعات زعماء المعارضة انفسهم. وقال احدهم وهو كورمان بيك باكاييف انه لم يتصور اثناء تنظيم التظاهرة الصباحية"عن اي شيء سيسفر كل ذلك". وكان مئات الاشخاص احتشدوا امام مقر الحكومة قرب التاسعة صباحاً ورفعوا شعارات تطالب ب"رحيل الرئيس والحكومة". ولم تمض ساعات حتى كانت الساحة المجاورة للمبنى المعروف باسم"البيت الابيض"غصت بآلاف المعارضين، ما دفع الرئيس اكاييف الى مغادرة المبنى فيما خاطب وزير الداخلية كينيش بيك دوشيبايف الجماهير متعهداً عدم استخدام القوة ضدهم. وذكر احد زعماء المعارضة اسكندر شاشييف أن المتظاهرين تراجعوا عن اقتحام المبنى بعد هذه التعهدات، لكن تطوراً مفاجئاً وقع عندما ظهرت مجموعات من الاشخاص بملابس مدنية وقامت بضرب عدد من المتظاهرين ورمي الجموع المتجمهرة بالحجارة، ما اسفر عن وقوع عشرات الجرحى. وأثار التطور غضباً عارماً أسفر عن اقتحام المبنى وفرض السيطرة عليه في ظل وقوف رجال الشرطة على الحياد. وتسارعت التطورات بعد ذلك، اذ قام المتظاهرون بنزع الاعلام عن سطح المبنى ورموا صور الرئيس اكاييف بعدما سيطروا على مكتبه الواقع في الطبقة السابعة. وتحول وزيرا الداخلية والدفاع اللذان كانا في مكتبيهما الى رهائن، قبل ان يبدأ المعارضون مفاوضات معهما لاجبار اكاييف على التنحي واعلان حل الحكومة والبرلمان. في غضون ذلك، امتدت اعمال الاحتجاج الى كل مناطق العاصمة وسيطرت المعارضة مع حلول الظهر على التلفزيون المحلي وبثت بياناً اعلنت فيه عن تشكيل حكومة موقتة والتحضير لاجراء انتخابات برلمانية جديدة ودعت القيرغيزيين الى الهدوء، مؤكدة ان الاوضاع باتت تحت سيطرة"القوى الديموقراطية". كما قام آلاف المتظاهرين بمهاجمة السجون واطلاق رموز المعارضة وعلى رأسهم النائب السابق لرئيس الدولة فيليكس كولوف الذي يعد الشخصية الوحيدة التي تجمع عليها اطياف المعارضة. مصير أكاييف في موازاة ذلك، تضاربت الانباء في شأن مصير الرئيس أكاييف. اذ تحدثت تقارير عن لجوئه الى قصر رئاسي على اطراف العاصمة حيث تشاور مع وفد المفوضية الاوروبية للامن والتعاون الذي يزور بشكيك ضمن جهود تسوية الازمة. وقالت مصادر ان الوفد الاوروبي تعهد بحماية اكاييف، فيما تحدثت مصادر اخرى عن لجوئه الى قاعدة ماناس العسكرية الاميركية التي تقع شرق العاصمة بعد تلقيه ضمانات اميركية بالحماية. وذكرت مصادر روسية ان اكاييف لم يطلب من موسكو اللجوء اليها، لكنها المحت الى انه"غادر قيرغيزستان". وأفادت وكالة انباء"أنتر فاكس"ان اكاييف غادر مع افراد عائلته وعدد محدود من المقربين، على متن مروحية اتجهت نحو الحدود القيرغيزية -الكازاخية من دون ان تستبعد ان تكون وجهته الاخيرة موسكو. واثارت التطورات المتسارعة في قيرغيزستان مخاوف من دخول المنطقة مرحلة من الفوضى خصوصاً مع ورود تأكيدات على ان المعارضة لا تحكم سيطرتها على الاوضاع في البلاد. وكان عدد من الوزراء في الحكومة المخلوعة التزموا الصمت حيال التطورات الاخيرة فيما شدد جزء آخر على ضرورة الدفاع عن الشرعية الدستورية محذراً من تداعيات ما وصف بأنه انقلاب غير شرعي. لكن مصادر المعارضة اطلقت اشارات تطمينية للمجتمع الدولي امس. وأعلن كورمان بيك باكييف ابرز زعمائها انه بدأ اتصالات مع رؤساء اجهزة حفظ النظام والقانون من اجل التعاون في المحافظة على الامن والاستقرار. وأعرب عن شكره لرجال الشرطة لوقوفهم على الحياد ووصفهم بأنهم"ابناء الشعب المخلصين". واللافت ان"ثورة السوسن"لم تشهد خلال التطورات الدراماتيكية اطلاق رصاصة واحدة نحو المتظاهرين. صمت روسي الى ذلك، التزمت موسكو الصمت على رغم تسارع الاحداث في قيرغيزستان، ولم يصدر اي تعليق رسمي على الاوضاع. لكن ناطقاً باسم الخارجية اعرب بعد ساعات على اعلان انتصار"ثورة السوسن"عن قلق موسكو بسبب التطورات الاخيرة. وقال ان روسيا تدعو الى اعادة الاوضاع الى دائرة الحوار السياسي لحل الازمة. وكانت اوساط برلمانية وحزبية روسية دعت مع بدء تسارع الموقف الى قيام روسيا بتدخل عسكري سريع لمصلحة اكاييف"قبل فوات الاوان"، واشارت الى ضرورة استخدام القوات العسكرية الروسية المرابطة في قاعدة قانت القيرغيزية لهذا الغرض. واعتبر البعض ان تخلف موسكو عن القيام بجهد في هذا الاتجاه يعني ان روسيا ستخسر ثالث حليف لها في جمهوريات الرابطة المستقلة بعدما كانت خسرت جورجيا واوكرانيا اللتين شهدتا ثورتين مماثلتين انتهتا بوصول قوى ليبرالية موالية للغرب الى الحكم.