أبدت روسيا استعدادها للتعاون مع المعارضة القيرغيزية التي تولت السلطة في البلاد بعدما اطاحت بحكم الرئيس عسكر اكاييف"كون رجالها فعلوا الكثير من اجل توطيد العلاقات الطيبة معنا". ولم تبد روسيا معارضة لاستقبال الرئيس المعزول أكاييف، قبل ان ترد تقارير عن انتقاله فعلياً الى موسكو. راجع ص 10 وترافق ذلك مع تأكيد واشنطن انها ستقدم مساعدات لمختلف الاطراف في قيرغيزستان"من أجل تعزيز الانطلاقة الجديدة للديموقراطية فيها". ويذكر ان الادارة الاميركية تعمدت انتقاد سلطة أكاييف في السابق، إلا أن محللين رأوا انها لم تضطلع بدور مؤثر مباشر في توجيه"رياح الديموقراطية"نحو قيرغيزستان في ظل عدم وجود معارضة موحدة فيها. وأكدوا بالتالي ان التراكمات الداخلية شكلت العنصر الاساسي وراء حركة التغير المفاجئة وغير المنظمة. وعكس ذلك اختصار احد زعماء الحركات الشبابية القيرغيزية الحدث الانقلابي في ثلاث كلمات فقط هي:"لقد طفح الكيل". وميدانياً، باشرت المعارضة القيرغيزية تعزيز سلطاتها وإعادة الهدوء الى الجمهورية، واختار البرلمان كورمان بيك باكاييف، أبرز زعماء المعارضة، قائماً بأعمال الرئيس ورئيساً للحكومة الانتقالية التي ستعلن تشكيلتها اليوم. وتعهد باكاييف، الذي كان استقال من منصب رئيس الوزراء عام 2002، احتجاجاً على اطلاق اجهزة الأمن النار على تظاهرات اندلعت بسبب تردي الاوضاع الاقتصادية، بإجراء انتخابات رئاسية ديموقراطية خلال مهلة اقصاها حزيران يونيو المقبل. وشدد على التزام القيادة الجديدة بالتعهدات الدولية للبلاد، وخصوصاً تلك المتعلقة بنشر القواعد العسكرية الاجنبية في البلاد، ومن بينهما قاعدتان لاميركا وروسيا، في اطار عمليات مكافحة الارهاب. وأكد باكاييف حرص السلطة الجديدة على تعزيز التعاون مع روسيا التي وصفها ب"الشريك الاستراتيجي التقليدي"لبلاده، ودعاها الى تقديم المساعدة لشعبه من اجل معالجة المشكلات الاقتصادية المتفاقمة في البلاد. وفي سياق التعيينات، منح باكاييف النائب اشينباي قديربيكوف منصب رئيس البرلمان خلال الفترة الانتقالية، وكلف احد أبرز رموز المعارضة فيليكس كولوف مهمة رئاسة اجهزة الأمن التي استقال عدد كبير من قادتها بعد ساعات من اعلان فرار الرئيس اكاييف من البلاد. ويذكر ان العاصمة بشكيك شهدت اشكالات امنية أمس, وتمثلت في أعمال نهب واسعة للمتاجر والمؤسسات الرسمية، واطلاق عيارات نارية في مناطق عدة, ما اسفر عن مقتل خمسة اشخاص وجرح مئات آخرين، ما اوجب تسيير دوريات عسكرية فرضت منع التجول.