أكد وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري أمس أنه اقترح على السفراء ورؤساء البعثات الديبلوماسية الأجنبية والعربية العاملة في العراق تأمين الحماية لديبلوماسييها لتجنيبها تكرار ما حصل للسفير المصري ايهاب الشريف، الذي رفضت أرملته اسماء حسين تحميل الحكومة المصرية مسؤولية قتله. وقال زيباري في مؤتمر صحافي:"اليوم كان لنا اجتماع مع جميع أعضاء السلك الديبلوماسي في بغداد بحضور وزير الداخلية العراقي بيان باقر صولاغ لشرح طبيعة الأوضاع الأمنية والأسباب والدوافع التي حدت بعصابات الارهاب والجريمة الى استهداف اعضاء السلك الديبلوماسي". وأضاف:"لقد شرحنا لاعضاء السلك الديبلوماسي أن على الحكومة العراقية مسؤوليات أمنية وفقاً للقوانين الدولية أهمها توفير الأمن وحماية الديبلوماسيين والسفارات والبعثات العاملة في العراق". وتابع:"أبلغناهم ان الحكومة العراقية قادرة على توفير هذه الحماية لكل السفارات والديبلوماسيين العاملين في العراق من دون الاعتماد على اية جهة". وأوضح أنه"بإمكان وزارة الداخلية والخارجية توفير الحماية اللازمة، وفي المقابل مطلوب من هذه السفارات والديبلوماسيين التعاون مع الحكومة ووزارتي الداخلية والخارجية لتحديد احتياجاتهم". وقال:"لا نريد أن تفرض اجراءات على تنقلات الديبلوماسيين، ولكن اذا طلب منا توفير حماية أمنية لأي ديبلوماسي فبإمكاننا القيام بذلك"، مشيراً الى"وضع خطة لهذا الغرض وخطوط ساخنة في وزارتي الداخلية والخارجية للاتصال المباشر، بالإضافة الى توفير حمايات لمراكز البعثات الديبلوماسية في بغداد". وعن ردود أفعال السفراء، قال إن"الجميع كان متجاوباً والجميع أكد انه سيتعاون مع هذه الخطة". واستبعد زيباري إمكان اقامة منطقة خاصة تضم كل السفارات والبعثات الديبلوماسية على غرار المنطقة الخضراء المحصنة التي تضم السفارتين الاميركية والبريطانية، وقال:"لا نية لنا انشاء منطقة محصورة أو قلعة للسفارات، لأننا اذا حاصرناهم لن يتمكنوا من متابعة العمل"، مشيراً الى انه"ليس هناك أمن كامل في أي مكان في العالم". وعن عدد السفارات والبعثات الديبلوماسية في العراق، قال:"العدد الكلي 45 سفارة وبعثة ديبلوماسية، عدد كبير منها يعمل اصلاً في المنطقة الخضراء، بالإضافة الى سفارات غير مقيمة تعمل من الاردن". وكان الديبلوماسي المصري ايهاب الشريف، الذي أعلنت مجموعة"أبو مصعب الزرقاوي"الخميس الماضي انها قتلته، خطف في 2 تموز يوليو الجاري بينما كان يسير بمفرده في شارع تجاري ببغداد. وكانت وزارة الداخلية أنهت وضع خطة أمنية لحماية البعثات الديبلوماسية العربية والأجنبية. وقال باقر صولاغ ل"الحياة"على هامش لقائه زيباري وعدد من السفراء العرب والأجانب لشرح الخطة إنها"لحماية السفارات وان السفراء والبعثات الديبلوماسية أكدوا تعاونهم معنا في تطبيقها، ووعدونا بطلب المساعدة عند حدوث أي طارئ". وعن تداعيات مقتل الشريف وتأثيره على العلاقات العراقية - المصرية، شدد زيباري على أن"مقتله بالطريقة المخيفة أدت الى تريث عدد من الدول في ارسال سفرائها الى العراق أو فتح سفاراتها المغلقة بسبب ردة الفعل المريعة للحادث"، مشيراً الى ان"قرار الحكومة المصرية خفض عدد أعضاء البعثة الديبلوماسية كان نتيجة رد فعل في الداخل، لا سيما بعدما أخذت القضية بعداً سياسياً في وسائل الإعلام"، مثمناً موقف فرنسا وروسيا والبحرين لعدم سحب سفرائها، بعد الحوادث المتتالية التي استهدفت ديبلوماسيين عرب وأجانب، ومؤكداً أن العراق سيرسل سفيرته الى مصر"عندما تسمح الظروف". وقال رداً على سؤال عن تضارب تصريحات المسؤولين العراقيين حول اتصال السفير المصري بالجماعات المسلحة، قال زيباري إن الحكومة"لا تتوجس من اتصال بعض السفراء العرب أو الأجانب مع جهات معارضة لها او مع أطراف غير راضية عن أداء الدولة، لكننا لا نعتقد بأن السفير المصري كان على اتصال مع جماعة الزرقاوي، وحتى لو كان له اتصال مع جماعات مسلحة فلا نعتقد بأنها كانت تابعة للزرقاوي". في القاهرة، رفضت زوجة تحميل الحكومة مسؤولية قتل زوجها، ونفت بشدة ما نسب إليها من تصريح نقلته إحدى الصحف أنها تحمل الحكومة دم زوجها، وأنه"دفع حياته ثمناً لحسابات سياسية بين مصر والولايات المتحدة". وكان الرئيس حسني مبارك اتصل أمس بأرملة الشريف معزياً، وصرح الناطق باسم الرئاسة السفير سليمان عواد بأن مبارك أصدر تعليمات أن"يلقى الشريف ما يستحقه من التكريم الأدبي والمادي باعتباره شهيداً من شهداء الوطن". وأكدت السيدة أسماء أنها لم تلتق أي صحافي منذ علمها بخبر خطف الدكتور الشريف. وقالت إنها لم تدل بأي تصريح صحافي. وأضافت في تصريحات الى المحررين الديبلوماسيين في وزارة الخارجية بعدما التقت وزير الخارجية أحمد أبو الغيط ان"الدولة بذلت جهوداً خارقة في متابعة هذا الحادث الاجرامي". وان مبارك اتصل بها مرتين، و"قدم سيادته العزاء". وأكد لها ألا تتردد"في طلب أي شيء تحتاجه هي أو ابنتاها". وأشارت الى أن جمال مبارك"قدم واجب العزاء بالشهيد". وأبدت استنكارها لما نقل عنها"كذباً"من تصريحات في بعض الصحف ووصفتها بأنها"أقاويل كاذبة وعارية من الصحة تماماً".