قال وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط إن نفي رئيس الوزراء العراقي «الأحد» ما تردد عن إجراء تحقيق بشأن اتصالات مزعومة بين رئيس البعثة الدبلوماسية المصرية وجماعات وقوى مسلحة في العراق إنما يؤكد الموقف المصري الذي رفض منذ اللحظة الأولى وبأكبر قدر من الحسم الادعاءات التي تقول ان السفير إيهاب الشريف كان يجري اتصالات بقوى وجماعات مسلحة في العراق .وأوضح أبوالغيط أن رئيس الوزراء العراقي ابراهيم الجعفري اعترف بصحة الموقف المصري وأن المسألة في حقيقتها أنه كانت هناك نية مبيتة للتعرض لرئيس البعثة المصرية وكان هذا عملا إرهابيا لايمكن وصفه الا بأنه عمل إرهابي قام به إرهابي .واشار وزير الخارجية المصري الى ان عضوا في البعثة المصرية في العراق سيتوجه الى الاردن للعمل من هناك كقائم بالاعمال وربما يعود قريبا الى العراق أو ربما الى القاهرة وهو أمر سوف نقرره في حينه .وردا على سؤال حول الايماءات التي جاءت من الجانب العراقي التي حملت بعض اللوم على الجانب المصري قال أبو الغيط انه عندما تلقينا هذه الايماءات استغربنا استغرابا شديدا، بل وغضبنا غضبا شديدا ، فهذا شاب وطني عربي سقط شهيدا بأيد مجرمة وكان حريا التزام الصمت على الاقل طالما لم يتم النجاح في حمايته وتأمين حياته حتى نرى كيف ستتطور الامور وبشأن ما طلبه رئيس الوزراء العراقي من مصر بأن تستمر في تقديم دعمها للعراق وبخاصة الدعم المعنوي قال وزير الخارجية ان الدور المصري سيبقى ، وسيبقى الدعم المصري لشعب العراق وكل ماحدث هو أننا قررنا تخفيف التواجد المصري لفترة مؤقتة حتى تتضح الامور وحتى لايكون ابناؤنا مستهدفين في العراق .الى ذلك نسب موقع «المصريون» الألكتروني القريب من جماعة «الاخوان المسلمين» في مصر الى مصادر عراقية وصفها بأنها عالية الثقة قولها ان السفير المصري الدكتور إيهاب الشريف لم يتم اختطافه من قبل تنظيم «القاعدة»، وإنما قامت باختطافه جهة استخباراتية عالية الكفاءة والنفوذ في الداخل العراقي هو والمجموعة الأمنية المرافقة له .ونقل عن مصدر قال انه تابع لمكتب هيئة العلماء المسلمين في العراق أن السفير المصري كان يواصل مفاوضاته مع هيئة علماء المسلمين في مساء اليوم الذي اختطف فيه وكان مقررا استكمالها في اليوم التالي ، وكان مقررا أن يلتقي في مساء نفس اليوم مع مجموعة من المقاومة العراقية ، وخرج السفير في حماية مجموعة مسلحة تابعة لهيئة علماء المسلمين إلا أن مجموعة استخباراتية قال انها تتبع دولة مجاورة «غير عربية» قامت بمحاصرة مجموعة الحماية واختطفتهم مع السفير الذي اختفى ومعه المجموعة حتى هذه اللحظة ، حيث لم يعرف شيء أيضا عن المجموعة الأمنية التي كانت ترافقه .المصدر العراقي أكد «بوضوح شديد» أن المجموعة التي اختطفت السفير ليست مجموعة الزرقاوي وليست من جماعات المقاومة التي نعرف طرق تحركاتها وإمكانياتها .وأضاف المصدر أن «جهة أمنية مصرية حساسة» كانت تتابع المفاوضات التي يجريها السفير عن قرب ، إلا أن مصادر في هذه الجهة على ما يبدو تعجلت وسربت أنباء عن هذه المفاوضات إلى الجانب الأمريكي الذي سربها إلى آخرين ، واعتبر المصدر أن هذه التسريبات كانت خطأ فادحا أدى إلى خلط الكثير من الأوراق وكشف تحركات السفير وأبعادها واستفز أطرافا إقليمية لها نفوذ كبير في الشأن العراقي وأن حوارات السفير المصري ومفاوضاته كانت تركز على النفوذ المتزايد لاستخبارات دولة مجاورة في الشأن العراقي ، وأكد أن تحركات السفير قبل هذه التسريبات كانت آمنة تماما ، ولم يكن يستشعر أي تهديد من أية جهة ، حتى أنه لحظة اختطافه كان يحمل كل أوراقه الثبوتية ، بما في ذلك بطاقة الرقم القومي المصري الخاصة به ، رغم أنها غير مطلوبة لنشاطه الرسمي أو غير الرسمي في العراق .وذكر الموقع أن مصادر مكتب هيئة علماء المسلمين في العراق أكدت أنها ستعلن عن المزيد من التفاصيل المهمة حول هذه العملية ومن باع السفير المصري لإحدى المجموعات ، خلال اليومين المقبلين .في بغداد، اتهم وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري أمس الاثنين انصار الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين بالوقوف وراء اغتيال رئيس البعثة الدبلوماسية المصرية في بغداد ايهاب الشريف. وقال زيباري في مؤتمر صحافي «في اعتقادي الشخصي ان الذين يقومون بمثل هذه الاعمال هم ايتام صدام والمتشدقين بالكثير من الشعارات والامور غير الحقيقية».إلى ذلك، أعلن وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري أمس الاثنين ان وفدا من الوزارة سيقوم قريبا بزيارة الى مصر مؤكدا ان بلاده لن تدع عملية اغتيال رئيس البعثة الدبلوماسية المصرية تؤثر على العلاقات بين البلدين الشقيقين.وقال زيباري في مؤتمر صحافي في مبنى وزارة الخارجية العراقية في بغداد «سنرسل في اقرب فرصة ممكنة وفدا من وزارة الخارجية للتواصل مع الخارجية والحكومة المصرية».ونفى زيباري ان يكون رئيس البعثة الدبلوماسية المصرية قد اجرى اتصالات مع الجماعات المسلحة في العراق، وقال «لا اعتقد ان الشهيد المرحوم قام بأي اتصالات غير مسؤولة وغير مقبولة في بغداد (...) ولا اعتقد ان السفير الشهيد او اي سفراء اخرين لديهم اتصالات مع القوى التي تستخدم السلاح والعنف والقتل» واوضح ان «ماحصل لابن مصر البار الشهيد الذي كان صديقي الشخصي انه تم تسييس موضوعه من قبل بعض المحللين لغايات اخرى دون ادانة هذه الجريمة البشعة» مشيرا الى ان «ماحدث جريمة لاتحتاج الى مبررات».