أكد مسؤولون بريطانيون أن الهجمات الإرهابية التي استهدفت لندن عززت من تصميم حكومة توني بلير على استكمال مهمتها في العراق بلا هوادة، وذلك على رغم مطالبة المناهضين للحرب في العراق بضرورة سحب القوات البريطانية من هناك، على عكس ما واجهته حكومة خوسيه ماريا أثنار بعد تفجيرات مدريد. وذكر هؤلاء المسؤولون ان هذه الهجمات يمكن أن تؤدي إلى نتيجة عكسية لما يتوقعه الإرهابيون، فإنها لن تؤدي إلى التفكير في انسحاب قوات بريطانيا من العراق. ونقلت صحيفة"ذي فايننشل تايمز"عن مصدر حكومي بريطاني قوله ان هؤلاء الذين يطالبون الآن بسحب القوات البريطانية فوراً ارتكبوا خطأ في فهم المزاج الشعبي الذي يواجه بتحدٍ الانفجارات التي وقعت في لندن، ويؤمن بضرورة عدم التنازل أمام الارهاب. من ناحية أخرى، يقول المسؤولون البريطانيون إن الخطط الأولية الخاصة بخفض الوجود العسكري البريطاني في العراق التي كانت قيد الدرس تراجعت الآن، على رغم انها ستظل موضع النقاش، ويؤكدون ان بلير مصر على ألا يسمح للهجمات الإرهابية بأن تؤثر في سياسة بريطانيا الخارجية، سواء بالنسبة إلى العراق أو الشرق الأوسط عموماً أو غيره من مناطق التوتر الساخنة في العالم. ويوضح خبراء آخرون أن ليس في وسع بلير الآن اتخاذ أي قرارات لتغيير سياسات بريطانيا الخارجية بعد هذه الهجمات، ذلك أن أي تراجع سيعني أن الإرهابيين حققوا النصر. وبينما رأى عدد من نواب بريطانيا، وفي مقدمهم جورج غالاوي المنشق عن حزب العمال، أن غزو العراق ربما يكون من أسباب تفجيرات لندن، مطالباً باستقالة بلير والرئيس الأميركي جورج بوش، تصر بريطانيا على أنه ما من دليل على ان هذه الهجمات وقعت بسبب المشاركة في الحرب، لا سيما أن اعتداءات أيلول وقعت قبل ذلك بوقت بعيد. من جهته، أكد الرئيس بوش مجدداً في كلمته الإذاعية الأسبوعية أمس تصميم الولاياتالمتحدة وحلفائها على كسب"الحرب على الإرهاب". وقال:"سنواصل الهجوم وسنقاتل الإرهابيين في الخارج لئلا نضطر لمواجهتهم على أراضينا. سنواصل العمل على حرمانهم من قواعد خلفية ومن دعم دول مارقة"، مؤكداً أن"العالم الحر لم يسع إلى هذه الحرب لكنه سينتصر فيها".