تراجعت الحكومة البريطانية عن موقفها الحاد الرافض للربط بين ما جرى في لندن من تفجيرات ووجود قوات بريطانية في العراق. وعكست تصريحات لوزير الخارجية جاك سترو اول بادرة للاعتراف بوجود علاقة بين الوجود البريطاني في العراق وعمليات ارهابية نفذها بعض الشباب المسلم داخل شبكة مترو الانفاق وحافلة للركاب بلندن. وكان رئيس الوزراء البريطاني توني بلير قد رفض تماماً الربط بين عمليات لندن الارهابية وشن الحملة العسكرية على العراق والتحالف مع الرئيس الامريكي جورج بوش في ما يسمى بالحرب على الارهاب. وكان عضو البرلمان البريطاني جورج غالاوي اتهم سياسة بلير وبوش بأنها المسؤولة عن الارهاب في لندن ودعا لخروج القوات البريطانية من العراق. وعاد وزير الخارجية السابق روبن كوك لتذكير الرأي العام البريطاني بتقرير لاجهزة الأمن البريطاني باحتمالات توسيع نطاق الارهاب نتيجة غزو العراق. الى ذلك اعلنت لجنة التحقيق في مقتل البرازيلي الشاب جان شارل دو مينيزيس أمس الاثنين ان هذا الاخير اصيب بثماني رصاصات نتيجة خطأ ارتكبته الشرطة الجمعة. وتلقى الكهربائي البرازيلي (27 عاما) سبع رصاصات في رأسه ورصاصة ثامنة في كتفه، بحسب وكالة انباء «برس اسوسييشن» البريطانية. وكان الشهود على الحادث اشاروا حتى الآن الى اطلاق خمس رصاصات على الشاب الذي اشتبهت الشرطة بانه انتحاري. ونفت العائلة معلومات اوردتها هيئة الاذاعة البريطانية (بي بي سي) نقلا عن مصادر مقربة من التحقيق ومفادها ان تأشيرة دخول الشاب منتهية الصلاحية ما قد يفسر محاولته الهرب لدى اقتراب عناصر الشرطة منه. وقتل جان شارل دو مينيزيس في احدى محطات المترو برصاص عناصر من الشرطة كانوا يطبقون مبدأ «اطلاق النار للقتل» الذي تعتمده سكتلنديارد ازاء اي مشتبه بعزمه على تنفيذ تفجير انتحاري.