سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
"التائبون" أكبر تهديد يواجه التنظيم المسلح الجزائري ومخاوف من تكرار سيناريو "الجماعة" . "الجماعة السلفية" الجزائرية تبنت "غزوة بدر موريتانيا" لتتجاوز أزمة مع "القاعدة" بعد اعتقال المجموعة التونسية
ذكرت مصادر مطلعة أن الاعتداء الذي استهدف فرقة تابعة للجيش الموريتاني يكون على الأرجح من تدبير مجموعة تضم متشددين من موريتانيا ومالي بدعم عدد محدود من عناصر"الجماعة السلفية للدعوة والقتال"ومسلحين من الناشطين في شبكات التهريب التي تعبر المناطق الحدودية المشتركة بين هذه الدول. وقال مختصون في الشأن الأمني أن نشاط"الجماعة السلفية"في مناطق جنوبالجزائر انحصر خلال الأشهر الأخيرة بسبب تزايد أعداد"التائبين"الذين تخلوا عن العمل المسلح قصد الاستفادة من سياسة المصالحة الوطنية وتدابير العفو الشامل وكذا بسبب الضغوط التي تمارسها وحدات الجيش الجزائري على بعض المسالك التقليدية بالمناطق الحدودية. ولاحظ المصدر أن بيان تبني الاعتداء الذي نشرته"الجماعة السلفية للدعوة والقتال"على موقعها في الإنترنت يوم الأحد الماضي"لم يحمل للمرة الاولى عناصر جديدة تثبت مسؤوليتها"، وقال أن كل ما ورد من معلومات في بيان التبني يستند إلى بلاغ وزارة الدفاع الموريتاني. وقال:"هذا مؤشر كافٍ على افتقاد التنظيم المسلح إلى معلومات ميدانية تؤكد وقوفه فعلياً وراء الحادث". ودأبت الجماعة السلفية على تضمين بياناتها عناصر تفصيلية للاعتداءات التي تنفذها لكنها هذه المرة اكتفت بالإشارة إلى ما أسمته"مصادر العدو"للحديث عن الاعتداء في إشارة إلى البلاغ الذي وزعته وزارة الدفاع الموريتاني ودعت متصفحي موقعها على الانترنت إلى مطالعة التفاصيل في صحف عربية وأوربية وهو أسلوب لم تعهده الجماعة منذ نشأتها عام 1998. ويقول محللون أن"الجماعة السلفية"تبنت الاعتداء لمحاولة تجاوز العزلة التي توجد فيها منذ نهاية شهر نيسان أبريل الماضي بعد اعتقال عشرة ناشطين من تونس كانوا في طريقهم إلى الجبال الجزائرية لتلقي تدريب عسكري على أيدي قيادات التنظيم المسلح. ويقول مختص في الشأن الأمني أن علاقات"الجماعة السلفية"مع نشطاء مؤيدين لتنظيم"القاعدة"في الخارج اهتزت بشكل عنيف بعد اعتقال المجموعة التونسية التي تبين أنها كانت بصدد التحضير لتنفيذ اعتداءات كبيرة في تونس، وهو ما عزز الانطباع بأن"الجماعة السلفية"قد تكون مخترقة بشكل يصعب التعامل معها"وهو ما قد يفسر حال العزلة الخارجية التي توجد فيها". وفي الواقع، يوضح مصدر مطلع، ان العدد الكبير من"التائبين"الذين يتخلون عن العمل المسلح ضمن"الجماعة السلفية"للاستفادة من سياسة المصالحة الوطنية والعفو الشامل تحولوا خلال فترة الأخيرة إلى"مخبرين"بدرجة امتياز، وبالمعلومات الميدانية الدقيقة التي يوفرونها باتوا يهددون أمن عناصر التنظيم المسلح ككل وكانوا السبب في معظم العمليات الناجحة التي قامت بها قوات الأمن الجزائري. وتبين أن"تائب"من الذين ينشطون ضمن جناح أبو مصعب عبد الودود أمير"الجماعة السلفية"كان وراء اعتقال المجموعة التونسية بعدما توفرت لديه معلومات من زملاء له في التنظيم المسلح عن مجيء الطلبة التوانسة إلى الجزائر عبر مناطق متفرقة. وفي محاولة لتجاوز أزمة الثقة التي يعيشها التنظيم المسلح مع النشطاء الأصوليين في الخارج أصدرت اللجنة الإعلامية لتنظيم"الجماعة السلفية للدعوة والقتال"، أمس، بياناً آخر عن"غزوة بدر موريتانيا"لم يتضمن تفاصيل جديدة عن الاعتداء وانما تضمن نداء جاء فيه:"يا أحفاد طارق وشباب الإسلام في شمال إفريقيا، هلموا إلى أرض الجهاد والإعداد الجزائر، هلموا لتتعلموا فنون العزة وتتحرروا من سلطات الطواغيت وتعدون العدة لتشعلوا النار تحت أقدام الكفار والمرتدين". ويعترف محللون بأن أهم هاجس يقلق قيادة"الجماعة السلفية"هو أن يؤدي اعتقال الناشطين التونسيين إلى ترك الانطباع لدى الأصوليين في الخارج من أن هذا التنظيم لا يختلف في النهاية مع"الجماعة الإسلامية المسلحة"التي لم تتردد منتصف التسعينات في تصفية ناشطين من ليبيا جاؤوا إلى الجزائر لمساعدتها في الحرب ضد السلطات وهو ما خلق بعدها أزمة بين"الجماعة"وعدداً من المرجعيات الدينية التي تؤيد"الجهاد"في الجزائر.