فان نيستلروي: يجب أن نكون وحدة واحدة لنحقق الفوز على تشيلسي    257,789 طالبا وطالبة في اختبارات نهاية الفصل الدراسي الأول بتعليم جازان    الجوف تكتسي بالبياض إثر بردية كثيفة    الهلال يطوي صفحة الدوري مؤقتاً ويفتح ملف «نخبة آسيا»    اليونيفيل : لم نسهّل أي عملية اختطاف أو أي انتهاك للسيادة اللبنانية    جامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل تعقد المؤتمر العالمي لطب الأعصاب    اكتشاف قرية أثرية من العصر البرونزي في واحة خيبر    الأردن: لن نسمح بمرور الصواريخ أو المسيرات عبر أجوائنا    إطلاق مهرجان هيئة تطوير محمية الملك سلمان بن عبد العزيز الملكية    رونالدو يعلق على تعادل النصر في ديربي الرياض    وسم تختتم مشاركتها في أبحاث وعلاج التصلب المتعدد MENACTRIMS بجدة    تاليسكا يُعلق على تعادل النصر أمام الهلال    حقيقة انتقال نيمار إلى إنتر ميامي    «الداخلية»: ضبط 21370 مخالفًا لأنظمة الإقامة والعمل وأمن الحدود.    السعودية تعرب عن قلقها إزاء استمرار القتال في السودان الشقيق وتصاعد أعمال العنف التي طالت المدنيين من نساء وأطفال    مرثية مشاري بن سعود بن ناصر بن فرحان آل سعود    الشيف الباكستانية نشوى.. حكاية نكهات تتلاقى من كراتشي إلى الرياض    الفرصة لاتزال مهيأة لهطول الأمطار على معظم مناطق المملكة    المملكة "برؤية طموحة".. جعلتها وجهة سياحية عالمية    في الجوف: صالون أدب يعزف على زخات المطر    مثقفون يناقشون "علمانيون وإسلاميون: جدالات في الثقافة العربية"    معدل وفيات العاملين في السعودية.. ضمن الأدنى عالمياً    مؤشرات الأسهم الأمريكية تغلق على ارتفاع    آلية جديدة لمراجعة أجور خدمات الأجرة عبر التطبيقات    هيئة الهلال الاحمر بالقصيم ترفع جاهزيتها استعداداً للحالة المطرية    جمعية البر بالجنينة في زيارة ل "بر أبها"    أمانة القصيم تقيم المعرض التوعوي بالأمن السيبراني لمنسوبيها    الكلية التقنية مع جامعة نجران تنظم ورشة عمل بعنوان "بوصلة البحث العلمي"    انطلاق فعاليات "موسم التشجير السنوي 2024" ، تحت شعار "نزرعها لمستقبلنا"    الشؤون الإسلامية في جازان تطلق مبادرة كسوة الشتاء    ارتفاع حصيلة ضحايا انهيار سقف محطة قطار في صربيا إلى 14 قتيلاً    وقاء جازان ينفذ ورشة عمل عن تجربة المحاكاة في تفشي مرض حمى الوادي المتصدع    أروماتك تحتفل بزواج نجم الهلال "نيفيز" بالزي السعودي    ماسك يتنبأ بفوز ترمب.. والاستطلاعات ترجح هاريس    الحمد ل«عكاظ»: مدران وديمبلي مفتاحا فوز الاتفاق    المذنب «A3» يودِّع سماء الحدود الشمالية في آخر ظهور له اليوم    الرياض تشهد انطلاق نهائيات رابطة محترفات التنس لأول مرةٍ في المملكة    تصعيد لفظي بين هاريس وترامب في الشوط الأخير من السباق للبيت الابيض    حائل: إطلاق مهرجان هيئة تطوير محمية الملك سلمان بوادي السلف    البدء في تنفيذ جسر «مرحباً ألف» بأبها    مبدعون «في مهب رياح التواصل»    أمير المدينة يرعى حفل تكريم الفائزين بجوائز التميز السنوية بجامعة الأمير مقرن بن عبدالعزيز    الطائرة الإغاثية السعودية السابعة عشرة تصل إلى لبنان    ما الأفضل للتحكم بالسكري    صيغة تواصل    هاتف ذكي يتوهج في الظلام    الدبلة وخاتم بروميثيوس    أماكن خالدة.. المختبر الإقليمي بالرياض    السل أكبر الأمراض القاتلة    الأنساق التاريخية والثقافية    هوس التربية المثالية يقود الآباء للاحتراق النفسي    «الرؤية السعودية» تسبق رؤية الأمم المتحدة بمستقبل المدن الحضرية    عمليات التجميل: دعوة للتأني والوعي    المرأة السعودية.. تشارك العالم قصة نجاحها    خادم الحرمين وولي العهد يعزيان ملك إسبانيا إثر الفيضانات التي اجتاحت جنوب شرق بلاده    مدير هيئة الأمر بالمعروف في منطقة نجران يزور مدير الشرطة    أمير منطقة تبوك ونائبه يزوران الشيخ أحمد الخريصي    لا تكذب ولا تتجمّل!    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أكد إن العلاقة مع بن لادن كانت وراء خلافه مع قيادة التنظيم وتوقع استجابة واسعة من المسلحين لميثاق السلم . حسان حطاب لپ"الحياة" : تلقينا ضمانات من السلطة الجزائرية وما زلت "أميراً" وأتحدى "الجماعة" ان تثبت استقالتي
نشر في الحياة يوم 07 - 11 - 2005

كشف أمير"الجماعة السلفية للدعوة والقتال"حسان حطاب لپ"الحياة"عن ضمانات قال إنه حصل عليها من طرف مسؤولين كبار في هرم الدولة الجزائرية لإنجاح مسعى استعادة السلم والمصالحة الوطنية في البلاد الذي أعلن عنه الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة في خطوة لإنهاء الأزمة الدامية التي خلفت 100 ألف قتيل منذ تصاعد أعمال العنف العام 1992.
وتمكنت"الحياة"من الوصول إلى حسان حطاب المعروف باسم"أبو حمزة"، أمير ومؤسس"الجماعة السلفية للدعوة والقتال"، عبر الوسيط الرسمي والوحيد بين"الأمير"والسلطات الجزائرية وهو ناشط بربري في العقد الخامس من العمر يعمل مدرّساً في مدرسة ابتدائية في منطقة القبائل وكان تطوع بعد الانتخابات الرئاسية الأخيرة لمساعدة المسلحين في العودة إلى ذويهم.
ويقيم"أبو حمزة"أمير ومؤسس"الجماعة السلفية"حالياً في مسكن بسيط في غابة كثيفة في أعالي إحدى بلدات تيزي وزو 100 كلم شرق العاصمة ويتخذ من هذا المسكن مركزاً أساسياً لدعوة المسلحين إلى السلام وحضهم على التفاعل إيجاباً مع أحكام"العفو"وپ"إبطال المتابعات القضائية"الواردة في ميثاق السلم والمصالحة الوطنية. ويحظى حطاب بحراسة مشددة يوفرها له رفاقه في"الجماعة"بزعامة علي بومهالي المدعو"رامبو"وأمير"تائب"في الجماعة في منطقة القبائل فضل البقاء إلى جانب مؤسس"الجماعة السلفية". ويفضل"أبو حمزة"الاختصار لتجنب أي خطأ في هذه الفترة التي يعتبرها"تاريخية"لإطفاء نار الفتنة. وهو يرفض العودة إلى الاعتداءات التي نفذها مطلع التسعينات، ويقول:"إننا في مرحلة سلم وليس من مصلحة أحد النبش في مرحلة الأزمة".
وتحدث حسان حطاب عن الضمانات التي حصل عليها من السلطات بعد الاستفتاء، وعرض موقفه من"ميثاق السلم والمصالحة الوطنية"، الخلاف مع قيادة"الجماعة السلفية"، وكذلك الاتصالات التي يقوم بها مع المسلحين لإقناعهم بجدوى التخلي عن العمل المسلح، وصدى التدابير المعلنة من طرف الرئيس الجزائري في أوساط المسلحين. كما قبل التحدث عن العلاقة مع أسامة بن لادن، وسر اختفائه لأكثر من عامين في الجبال وقصة خروجه عن"الجماعة الإسلامية المسلحة"والاتصالات التي قام بها مع السلطات العام 2000.
ضمانات من أعلى هرم السلطة
وأكد حسان حطاب صحة ما نشرته"الحياة"مطلع شهر تشرين الأول أكتوبر الماضي في شأن تلقيه ضمانات من كبار المسؤولين في الدولة في شأن الرغبة في طي الأزمة الدامية التي أودت بحياة 100 ألف شخص بحسب إحصاءات كشف عنها الرئيس الجزائري. وقال مؤسس"الجماعة السلفية"عارضاً الموقف الرسمي منه:"نعم تلقينا ضمانات من أعلى هرم في السلطة ونشعر الآن بوجود نوع من الجدية". لكنه فضل التحفظ في الكشف عن أسماء المسؤولين الذين تحادث إليهم واقتنع بما عرضوه عليه من ضمانات. وقدر المتحدث أنه لمس تطوراً في تعامل السلطات مع عناصر الجماعات الإسلامية المسلحة، وقال:"نعم الأمور تغيرت منذ مجيء الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة وما زلنا متفائلين في طي الأزمة".
ميثاق السلم
وترفض قيادة التنظيم المسلح المنعزلة حالياً في احد مرتفعات منطقة أكفادو في ولاية بجاية 300 كلم شرق العاصمة بزعامة الجناح المتشدد أبو مصعب عبدالودود واسمه الكامل عبدالمالك دردقال، تدابير ميثاق السلم والمصالحة الوطنية. وذكر هذا الأخير في حوار له نشر على موقع"الجماعة السلفية"على الانترنت أن الميثاق"عندنا باطل فاسد مردود شرعاً وعقلاً. أما أنه مردود شرعاً فلأن الجهاد في سبيل الله وقتال الحكام الجزائريين الحاكمين بغير ما أنزل الله، المظاهرين لليهود والنصارى والمشركين على المسلمين المستضعفين في بقاع الأرض فرض متعيّن لازم على المسلمين القادرين أجمعين وهو من أعظم القربات وأجل العبادات".
وعلى العكس من ذلك، يرى حسان حطاب وجود توافق بين المسلحين على مسعى الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة لإنهاء الأزمة الدامية بحسب ما جاء في مبادرة"ميثاق السلم والمصالحة الوطنية"الذي عرض على الاستفتاء الشعبي في 29 أيلول سبتمبر الماضي، وقال حطاب:"نحن نرحب بكل مسعى يهدف إلى المصالحة الوطنية ولكن ما زلنا متحفظين على هذا الميثاق والآن ننتظر القوانين والمراسيم التي سيصدرها رئيس الجمهورية".
وعرض بعض النقاط التي وردت في الميثاق والتي قال أنه يتحفظ عليها ومنها"إننا نرفض تهمة الإرهاب على الإخوة الذين حملوا السلاح ضد الانقلاب ونرفض تحميل الجبهة الإسلامية للإنقاذ المسؤولية كما نرفض إقصاءها من المجال السياسي". لكنه عاد وأوضح أن الجبهة الإسلامية للإنقاذ التي حظرت السلطات نشاطها العام 1993 هي"وسيلة شرعية وليست غاية لكن هذا لا يعني التنازل عن هذا الحق المخول دستورياً".
ما زلت"أمير"الجماعة السلفية
وقد تخلى حسان حطاب عن قيادة"الجماعة السلفية للدعوة والقتال"في آب اغسطس 2003 وخلفه نبيل صحراوي المدعو أبو إبراهيم مصطفى. وذكر مجلس أعيان التنظيم المسلح في"بيان تنصيب"وزع لاحقاً أنه خلال إحدى جلسات مجلس الأعيان"قدم أمير الجماعة السلفية للدعوة والقتال أبو حمزة حسان حطاب استقالته للمجلس وأصر عليها بعد مراجعته".
لكن حطاب يقول انه لا يزال يعتبر نفسه مسؤول"الجماعة السلفية"التي كان وراء تأسيسها، وقال:"أعتبر نفسي مؤسساً وأميراً لأن الإمارة عندنا تكليفاً وليست تشريفاً والإخوة حملوني هذا الأمر الذي أنا بصدد الدخول فيه". ونبه إلى أن ما نشرته"الجماعة"من بيانات تحدثت عن استقالته من التنظيم المسلح غير صحيحة:"لم أقدم استقالة والجماعة السلفية ليس لديها وثيقة أو شريط يثبت ذلك". وبرر وضعه في الجماعة قائلاً:"ابتعادي كان بمثابة انسحاب كي يسهل علي العمل". لكنه تمسك بمواقفه في شأن الخلاف مع القيادات التي تعاقبت بعده على رأس التنظيم المسلح إذ ذكر أن"الخلاف في المنهج كان من قبل، وما زاد الطين بلة لأنني قررت وضع حد لهذا الصراع".
داعية السلام في الجبال
ومنذ قراره التخلي عن العمل المسلح نهائياً يلقى"أبو حمزة"مساعدة من السلطات الجزائرية التي توفر له الدعم الضروري لإنجاح مهماته في إقناع المسلحين بجدوى التخلي عن العمل المسلح خصوصاً بعد إعلان الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة عن ميثاق السلم والمصالحة الوطنية.
ويقول حطاب متحدثاً عن المهمة الصعبة التي يقوم بها في الجبال لتبسيط المسعى الرئاسي وإبراز الأحكام الواردة في ميثاق السلم:"بالنسبة الى الشرح فالأمور الآن متاحة ونحن الآن على اتصال دائم مع الجنود عبر الوطن من طريق الهاتف ونشرح لهم ما يسألون عنه".
وعاد للحديث عن خلفيات قراره التخلي عن العمل المسلح الذي كان قد بدأه العام 1992 بعد قرار السلطات الجزائرية إلغاء الانتخابات البرلمانية التي فازت بها"جبهة الإنقاذ"قبل حظرها. وأرجع موقفه المؤيد لإنهاء الأزمة الدامية إلى بروز"عوامل إيجابية"لخصها في"الدعوة الصريحة التي وجهها علماء الأمة للم الشمل وتأليف القلوب بين أفراد الشعب الجزائري"وأيضاً إلى حصول"تغيرات في السياسة الداخلية للبلاد ومطالبة الشعب الجزائري للسلم والمصالحة". لكنه تجنب التهديد بالعودة إلى حمل السلاح مجدداً ضد السلطات مثلما أشار إلى ذلك في بيان حول"العفو الشامل"قبل سنة واكتفى في حديثه عن خيار العودة إلى الجبال بالقول"لكل حدث حديث".
تفاعل المسلحين مع مسعى الرئيس
ومنذ الاستفتاء الشعبي حول ميثاق السلم والمصالحة الوطنية والذي نظم في نهاية شهر ايلول سبتمبر الماضي ونال تزكية الشعب الجزائري بغالبية 97.38 في المئة من الناخبين لم تسجل السلطات إلا نحو 25"تائباً"من الجماعات الإسلامية المسلحة. لكن مؤسس"الجماعة السلفية"يعتقد بأن مؤيدي المسعى الذي بادر به الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة يحظى بتأييد واسع بين الناشطين في الجبال.
وقلل حطاب من أهمية تقارير تحدثت عن شروع التنظيم المسلح في تصفية مؤيدي تدابير"العفو"وپ"إبطال العقوبات"التي وضعتها السلطات لتمكين المسلحين من العودة إلى ذويهم. وقال"أبو حمزة"موضحاً الموقف في الجبال:"الجماعة السلفية ليس بوسعها تصفية الغالبية الساحقة المقتنعة بمسعى المصالحة الوطنية وهذا لا يخدمها في المرحلة الحالية"، مشيراً إلى أن عناصر التنظيم المسلح"لديهم رغبة في إيجاد حل نهائي للأزمة ولكن هذا منوط بإعادة الحقوق".
العلاقة مع قيادة"الجماعة السلفية"
وتحدث"أبو حمزة"عن بعض النقاط الغامضة في مساره ضمن"الجماعة السلفية"ومنها قصة اختفائه منذ العام 2003 وما صاحب ذلك من تصريحات نسبت إلى"تائبين"جاء فيها أن حطاب قد يكون لقي مصرعه خلال مواجهات مع قيادة التنظيم المسلح، بينما ذكر قادة في المعارضة التشادية أن حطاب لقي مصرعه خلال مواجهات مع الجيش المالي.
وقال حطاب في روايته حول هذه الفترة الغامضة في مساره ضمن الجماعات:"كان اختفائي من أجل ترتيب أموري كي يسهل علي العمل والاتصال مع الإخوة في الجبال". وقلل من حدة خلافاته مع رفاقه ضمن التنظيم المسلح:"على رغم الخلافات مع قيادة الجماعة السلفية لم أتعرض لأي مكروه وكنت أصول وأجول أمامهم". وقال عما تردد من أنباء عن مصرعه"انها إشاعة صحافية فقط". لكنه عاد ليكشف أن"الجماعة السلفية لم تبق محافظة على النهج السلفي بما أنهم بدأوا يتهكمون على العلماء ويسفهون ويطعنون في أعراضهم فهذا هو مدخل الضلال والانحراف".
وأكد مؤسس"الجماعة السلفية"ما ردده"تائبون"من التنظيم المسلح ذاته في شأن هيمنة أفكار"الجماعة الإسلامية المسلحة"على نهج"الجماعة السلفية"، وأشار في هذا الشأن الى سيطرة وجوه بارزة في"الجماعة"على قيادة التنظيم المسلح:"الجماعة الحقيقية هم أشخاص يحملون أفكار الجماعة الإسلامية المسلحة وكانوا يستعملون التقية لقلة أتباعهم". علماً انها المرة الأولى التي يعترف فيها قيادي بارز في"الجماعة السلفية للدعوة والقتال"بأن هذا التنظيم الذي تأسس على أنقاض"الجماعة"بسبب سحب أبرز علماء ومرجعيات تيار"السلفية الجهادية"في الخارج دعمهم وتأييدهم له، أضحى يعتمد على نهج وأفكار تنظيم"الجماعة المسلحة"الذي تراجع تأثيره في المشهد الأمني بسبب فظاعة المجازر التي وقف وراءها.
العلاقة مع أسامة بن لادن
وأصدرت"الجماعة السلفية للدعوة والقتال"في 11 ايلول سبتمبر 2003"بيان نصرة"وقعه أميرها السابق نبيل صحراوي المدعو أبو إبراهيم مصطفى وأعلنت فيه"للعالم عموماً وللمسلمين خصوصاً ولاءها لكل مسلم يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ولكل مجاهد رفع راية الجهاد في سبيل الله في فلسطين وأفغانستان بإمارة الملا محمد عمر وتنظيم القاعدة بإمارة الشيخ أسامة بن لادن". وقررت سحب بيانها الصادر بعد أحداث 11 ايلول 2001 الذي برأ المسلمين وبخاصة تنظيم"القاعدة"من اعتداءات واشنطن ونيويورك"لما ورد من أخطاء في البيان".
وكشف حطاب أن علاقة"الجماعة السلفية"مع تنظيم"القاعدة"بزعامة أسامة بن لادن لم تكن على قدر كبير من الأهمية خلال السنوات الأولى من تأسيس التنظيم المسلح:"منذ نشأة الجماعة السلفية إلى غاية انسحابي منها لم تكن لها علاقة بالقاعدة البتة".
وكشف أن نشاط"الجماعة السلفية"خارج الجزائر وخصوصاً في مناطق الساحل الإفريقي، والتي تردد أنه كان بطلب من أسامة بن لادن، لم يكن محل إجماع بين قيادات التنظيم الجزائري:"هذه الأنشطة بدأت بعد انسحابي وهذه من بين الأسباب التي اختلفت معهم عليها".
وكانت"الجماعة السلفية للدعوة والقتال"تبنت الهجوم على ثكنة لمغيطي العسكرية شمال شرقي موريتانيا والتي راح ضحيتها 17 عسكرياً وأصيب خلالها نحو 20 جندياً بجروح متفاوتة الخطورة وهو الاعتداء الذي تم بمشاركة عدد كبير من الناشطين الموريتانيين. كما تبنت"الجماعة السلفية"حادثة خطف 32 سائحاً أوروبياً جنوب الجزائر وقد أفرج عنهم بعد حصول مدبر العملية الرجل الثاني في التنظيم المسلح عبدالرزاق البارا على فدية بقيمة 6 ملايين يورو. وقال حطاب انه كان إلى جانب بعض قيادات التنظيم المسلح"ضد هذا الاعتداء وقد اعترضت عليه لأنه لم تكن فيه مصلحة للجماعة".
اتصالات حول مسعى الوئام المدني
وكشف حطاب عن اتصالات مع السلطات الجزائرية بدأت منذ العام 2000 بقصد الافادة من تدابير قانون الوئام المدن:"تعاملنا مع تلك المبادرة بتحفظ شديد وأثبت الواقع أننا كنا محقين". لكن الوساطة التي قام بها أحد مرجعيات التيار السلفي لم تفض في النهاية إلى نتيجة:"في تلك الفترة كانت لنا تحفظات حول المسعى الذي جاء به الأخ أبو حفص رحمه الله". ويعتبر أبو حفص البلدي من مرجعيات تيار السلفية الجهادية وهو كان من أبرز الوسطاء الذين أسندت اليهم السلطات مهمة الاتصال بأمير"الجماعة السلفية"الذي تحفظ على مضمون عرض قانون الوئام المدني.
وثمن"أبو حمزة"التصريحات التي أدلى بها الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة في العام 2000 لإحدى القنوات التلفزيونية الأوروبية والتي ذكر فيها أن حطاب"لم يتورط في قتل المدنيين".
وقال أمير"الجماعة السلفية"تعليقاً على تصريحات الرئيس الجزائري:"نعم هذا اعتراف ضمني من طرف رئيس الجمهورية وهو القاضي الأول في البلاد وهذا الذي يعتقده".
الخروج عن"الجماعة"
وروى حطاب لپ"الحياة"قصة خروجه عن"الجماعة الإسلامية المسلحة"بزعامة جمال زيتوني والتي كانت وراء معظم المجازر المروعة التي راح ضحيتها المدنيون العزل في منتصف التسعينات والتي كانت في مقدم الأسباب التي دفعت السكان المتعاطفين مع التنظيمات المسلحة إلى سحب دعمهم وتأييدهم لها. وشغل حطاب لسنوات منصب"أمير"الناحية الثانية ضمن تنظيم الجماعة الإسلامية المسلحة وتضم منطقة شرق العاصمة التي يتحدر منها وولايات القبائل الكبرى.
ويتحفظ حطاب في الوقت الراهن على عرض تفاصيل الخلاف مع"الجماعة"ويفضل حصر أبرز الأسباب التي دفعته إلى إعلان خروجه عنها إلى"انحرافها عن المنهج السلفي وانتهاجها منهج الهجرة والتكفير وهذا حصل في عهد جمال زيتوني". وأضاف:"أما ما كنا نعيبه على الجماعة الإسلامية المسلحة فهو منهج الهجرة والتكفير الذي يقتل الأبرياء ويفسق العلماء بغير حق".
وقدر أن الخلاف داخل"الجماعة"حصل في منتصف التسعينات حول المنهج الذي تعتمده الجماعة في إدارة العمل المسلح واعترف بأن سبب خروجه عن"الجماعة"كان أيضاً للسبب نفسه الذي دفعه إلى حمل السلاح ضد السلطات:"نعم المبررات نفسها التي دفعتني للخروج عن الجماعة الإسلامية المسلحة هي التي دفعتني لحمل السلاح في وجه النظام، وهذا بعد أن قام زيتوني بعزل الشيخين عباسي مدني وعلي بلحاج وقتل الشيخين محمد السعيد وعبدالرزاق رجام رحمهما الله وبعض رموز الجبهة".
رفض الهدنة
وسألت"الحياة"حسان حطاب بصفته"أمير"المنطقة الثانية في أيام"الجماعة الإسلامية المسلحة"1994-1998 عن أسباب رفضه التعاطي مع مبادرة"الهدنة"التي عرضتها السلطات على ناشطي"الجيش الإسلامي للإنقاذ"، الجناح العسكري لحزب"جبهة الإنقاذ"المحظورة، في صيف 1997 فرد قائلاً:"تلك ليست هدنة بل خدعة وذلك تركنا نتحفظ على المشاركة". لكنه نفى أن يكون هدد أو قتل موفداً انتقل إلى منطقة القبائل لتقديم العرض على قيادة الجماعة المسلحة:"لم نهدد أحداً البتة والبينة على من ادعى". لكن قيادات في"جيش الإنقاذ"تؤكد أن جماعة حطاب صفّت جسدياً أحد الموفدين ويدعى حمدوش وقد قُطّع قطعاً صغيرة.
"أبو حمزة"نشأ في عائلة محافظة قدمت خمسة أبناء من أجل ميلاد"الدولة الإسلامية"في الجزائر . حطاب ميكانيكي تمرس في"الكاراتيه"وتحول إلى مظلي متفوق قبل أن يستقر"أميراً"في الجبال
يعتبر حسان حطاب المعروف بين عناصر الجماعات الإسلامية باسم"أبو حمزة"، من أبرز الوجوه التي ظهرت على الساحة الجزائرية مع تصاعد أعمال العنف في البلاد مباشرة بعد إلغاء نتائج الانتخابات البرلمانية التي أجريت في العام 1991 والتي فازت بها"الجبهة الإسلامية للإنقاذ".
ولد حسان حطاب في 14 شباط فبراير من العام 1967 في بلدة الرويبة في ولاية الجزائر 25 كلم شرق وسط عائلة محافظة تتكون من 11 فرداً، إضافة إلى الوالدين. وقد نشأ"أبو حمزة"في حي شعبي في منطقة بن زرقة التابعة لبلدية برج الكيفان الساحلية، وهي تعرف منذ الاستقلال باسم"باريس الصغيرة"لجمال واجهتها البحرية التي كانت تستقطب الكثير من سكان مناطق وسط البلاد. لكن، ومنذ مطلع التسعينات، برزت مجموعة كبيرة من الأحياء الشعبية التي مكنت"الجبهة الإسلامية للإنقاذ"من الحصول على غالبية ساحقة في الانتخابات البلدية في العام 1990 وقد مكن هذا التفويض الشعب الجبهة من السيطرة على"باريس الصغيرة"حيث أغلقت الحانات وزحف السكان مع الوقت إلى أفكار الحزب المحظور.
عرف حسان حطاب المواجهة المسلحة مع السلطات الجزائرية مبكراً، فقد كان عمه حطاب مولود المدعو"عبدالقادر"أحد عناصر تنظيم"الحركة الإسلامية المسلحة الجزائرية"التي تزعمها الراحل مصطفى بويعلي والتي حملت السلاح ضد السلطات منذ مطلع الثمانيات"بسبب خروج الحكم عن الأفكار الإسلامية". وقد فككت السلطات معظم خلايا هذا التنظيم الذي كان ينشط في وسط البلاد في العام 1987.
وبسبب ميولهم إلى التقاليد الإسلامية وتعاطفهم العائلي، التحق أربعة من إخوة حسان حطاب بالجماعات الإسلامية المسلحة، وهم الشقيق الأكبر جمال، من مواليد 1953 في الرويبة، وكان يشغل في السابق منصب رئيس مصلحة في المجمع الصناعي للعربات في البلدة نفسها، وقد قتل في مواجهة مع قوات الأمن في العام 1995. وبسبب تعلقه بوالده التحق ابنه مصطفى 23 سنة بالجماعات المسلحة في العام نفسه قبل أن يقتل في العام 1996 في اشتباك مسلح مع قوات الأمن في منطقة زموري في ولاية بومرداس.
أما الشقيق الثاني، علي، فهو من مواليد 1958 وكان عضواً ناشطاً ضمن الجماعات الإسلامية المسلحة في منطقة بن زرقة وقتل في عملية أمنية في العام 1993 في منطقة بن زرقة. والشقيق الثالث توفيق من مواليد 1963 وكان تقنياً في مستشفى الرويبة، ولكنه قرر التفرغ لدعم الجماعات المسلحة ولقي مصرعه خلال عملية شنتها قوات الأمن على مخبأ للجماعة في منطقة درقانة المحاذية لبلدة بن زرقة في العام 1994. أما شقيقه الرابع وهو الأصغر زهير، فتأثر منذ السنوات الأولى بالمحيط المحافظ للعائلة والتحق بالجماعات المسلحة قبل أن يلقى حتفه على بعد أمتار من المسكن العائلي في نهاية كانون الثاني يناير من العام 1995.
وبرزت مظاهر الالتزام والقوة مبكراً في شخصية"أبو حمزة"الذي قرر بعد رسوبه في امتحانات شهادة الباكالوريا التوجه إلى ممارسة الرياضات القتالية. وتخصص في فنون الكاراتيه وهو التوجه الذي تعمق فيه بعد قرار مصالح الخدمة الوطنية في الجيش الجزائري، وهي إلزامية لمدة عامين، تحويله إلى مدرسة القوات المحمولة جواً الفرق الخاصة للقوات المظلية في ولاية بسكرة 650 كلم جنوب. وتفوق حسان حطاب في هذا الاختصاص الحربي وتعرف في الثكنة الى رفاقه الجدد وهم علي عبدالعزيز المدعو"عكاشة المظلي البارا"الذي أصبح لاحقاً المستشار العسكري في تنظيم"الجماعة السلفية للدعوة والقتال"والذي لقي مصرعه في مواجهات مع الجيش في حزيران يونيو 2004، وعماري صايفي المدعو"عبدالرزاق المظلي البارا"والذي أصبح لاحقاً الرجل الثاني في التنظيم المسلح قبل أن يعتقل شمال التشاد وينقل إلى الجزائر في تشرين الثاني نوفمبر 2004 في صفقة ناجحة رتبتها ليبيا بدعم أميركي.
وبعد طرده من الجيش الجزائري مطلع التسعينات اشتغل حسان ميكانيكياً في مستشفى الرويبة وهي آخر وظيفة رسمية له قبل التحاقه بالجماعات الإسلامية المسلحة بعد تصاعد أعمال العنف مع قرار السلطات وقف المسار الانتخابي.
ويقول رفاقه ان حطاب كان متأثراً في أيام"جبهة الإنقاذ"بنهج"السلفية الجهادية"ومنطق المغالبة الذي اعتمد في التعامل مع السلطات وهو لذلك ظل متمسكاً بمواقفه المؤيدة لحزب"جبهة الإنقاذ"الذي ناصره في الاستحقاقات التشريعية الملغاة وكان ضمن الأوائل الذين قرروا الالتحاق بالتنظيمات المسلحة للتعبير عن تمسكهم بحلم إقامة"الدولة الإسلامية"في الجزائر.
التحق حطاب مبكراً بتنظيم"حركة الدولة الإسلامية"الذي أسسته وجوه محسوبة على"جبهة الإنقاذ"مثل السعيد مخلوفي مؤلف كتاب"العصيان المدني"الذي كان مرجع حالة العصيان التي تبنتها"جبهة الإنقاذ"في المواجهة السلمية مع السلطات في العام 1991، وهوميل محمد أرزقي المدعو"الخميني"وعبدالقادر شبوطي المكنى"الجنرال"وهو من قدامى"جماعة بويعلي"وقد تزعم هذه الحركة التي كان هدفها الأساس تنظيم تمرد"جبهة الإنقاذ"على السلطات.
وانضم"أبو حمزة"في لقاء الوحدة بين الجماعات الإسلامية في العام 1994 إلى"الجماعة الإسلامية المسلحة"بزعامة الشريف قوسمي وهو من القيادات المحلية التي عرفت بولائها للحزب المحظور وتدرج ضمن هياكل"الجماعة"، إذ عين في غضون أشهر على رأس"كتيبة الفتح"قبل أن يعين لاحقاً على رأس"المنطقة الثانية"التي تضم شرق العاصمة وولايات القبائل الكبرى.
وبرز حطاب كأحد المتمرسين في تنفيذ الإعتداءات ضد قوات الأمن ورموز الحكم في المناطق الحضرية شرق العاصمة حيث كان من الصعب على المسلحين التحرك بسهولة وسط رقابة أجهزة الأمن المختلفة، وهو تخصص منذ البداية في فنون التمويه والتنكر وباستعمال بطاقة تعريف مزورة باسم بن زاوي عمار المولود في 24 آذار مارس من العام 1968 في بلدة الحراش المحاذية لبلدة برج الكيفان.
وينسب إلى حطاب مجموعة كبيرة من العمليات التي عاشتها مناطق شرق البلاد والقبائل وعلى رأسها حادثة مقتل رئيس الحكومة السابق قاصدي مرباح قائد جهاز الأمن العسكري الجزائري سابقاً في 21 آب اغسطس 1993 في منطقة بني مراد المحاذية لمنطقة بن زرقة حيث تستقر عائلته. وكان مرباح يقود وساطة مع وجوه في"جبهة الإنقاذ"في سويسرا لبلورة"هدنة"مع السلطات.
وبعد مقتل أمير"الجماعة"الشريف قوسمي المدعو"أبو عبدالله أحمد"ومبايعة جمال زيتوني المدعو"أبو عبدالرحمن أمين"في 27 تشرين الأول أكتوبر من العام 1994، دخل حطاب في مواجهة مع زيتوني بسبب الخلاف حول"المنهج"خصوصاً في ما يتعلق بشرعية المجازر ضد الأبرياء من المدنيين فقرر الخروج عن طاعته، وهو القرار الذي تمسك به بعد تولي عنتر زوابري المدعو"أبو طلحة"قيادة الجماعة في العام 1996 والذي كان وراء أبشع المذابح التي عاشها الجزائريون في النصف الثاني من التسعينات. وبسبب تراجع الدعم الخارجي للتنظيمات المسلحة في الجزائر وقرار بعض المرجعيات الدينية مثل أبو قتادة الفلسطيني سحب دعمه للجماعة التي"شوهت صورة الجهاد في الجزائر"، قرر حسان حطاب تأسيس تنظيم"الجماعة السلفية للدعوة والقتال"الذي أعلن عنه في العام 1998 وقد بارك أسامة بن لادن تشكيل هذا التنظيم المسلح.
وجاء في بيان تشكيل"الجماعة السلفية"الذي وقعه أعيان وقادة النواحي المنسحبون من"الجماعة الإسلامية المسلحة"، التأكيد على ضرورة"رص الصف وجمع كلمتهم المجاهدون السلفيون كي تكون واحدة على أعدائنا ونفوت الفرصة على أهل البدع والضلال الذين ما أوتي الإسلام إلا من قبلهم". وقد اتفق على تعيين حسان حطاب أميراً على الجماعة لفترة قصيرة خلفه بعدها عبدالمجيد ديشو المدعو"أبو مصعب عبدالمجيد"الذي تعرض إلى التصفية الجسدية داخل التنظيم المسلح بعد تسعة أشهر من تعيينه على رأس"الجماعة السلفية"، ليتقرر بعدها تعيين حطاب الذي نجح في تشكيل أكبر تنظيم مسلح في البلاد على أنقاض"الجماعة"، بعد إعلان كل من"الجماعة السلفية المقاتلة"وپ"الجماعة السنية للتبليغ"المعروفة بجماعة صوان التحاقهما ب"الجماعة السلفية للدعوة والقتال".
لكن حطاب الذي رفض إعلان الولاء صراحة لتنظيم"القاعدة"بزعامة أسامة بن لادن وحركة"طالبان"سرعان ما وجد نفسه في حال من العزلة بعد أن باشرت قيادات في التنظيم المسلح اتصالاتها بتنظيم"القاعدة"وهي اتصالات يقول انه لم يشارك فيها، مما دفع قيادة"الجماعة السلفية"إلى إبعاده من رأس أهم تنظيم مسلح وتعيين نبيل صحراوي المدعو أبو إبراهيم مصطفى آب 2003 - حزيران/ يونيو 2004 الذي أعلن بعد شهر من تعيينه الولاء لأسامة بن لادن ولتنظيم"القاعدة"وهو النهج الذي تمسك به خلفه عبدالمالك دردقال المدعو أبو مصعب عبد الودود الذي يتولى حالياً قيادة التيار المتشدد في"الجماعة السلفية".


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.