كنت قد قرأت في"الحياة"عدد الاحد في 9 ايار مايو كلمة للدكتور جورج طرابيشي يتحدث فيها عن الصراع العربي الاسرائيلي، وعن اسلوب تفجير التراث ويسمى عند الاسلاميين استشهاداً وعند الخصوم ارهاباً. واورد طرابيشي عبارات وردت في السياق ومنها، المقاومة نابعة ومرتبطة بحب الوطن وكراهية الاحتلال وخاضعة لاعتبار يتمثل بالاختلال الخطير في ميزان القوى. فالاستشهاد سلاح من لا سلاح له في مواجهة عدو يتمتع بتفوق مطلق في السلاح كماً ونوعاً, اضف الى ذلك عامل الذل النفسي, الوقوف على حواجز التفتيش, وذل البيوت المتهدمة, وذل الاخ الصغير يشهد بأم عينيه مقتل اخيه الاكبر, وذل الحياة التي يسترخصها العدو فلا يبقى امام المقاوم من خيار آخر غير ان يسترخصها بدوره لكي يعطيها قيمة ولكي يصون بلغة"فرويد"صورة أناه المثالي في مرآة ذاته قبل استشهاده وفي مرآة الآخرين بعد استشهاده. ونسأل هل قرأ كريم مروه تلك الكلمة التي تشكل ابلغ رد على مقاله"بدعة العمليات الانتحارية الى أين اوصلت عالمنا العربي؟ الحياة عدد الثلثاء في 17 ايار 2005. المنظر الماركسي كريم مروه جانب الصواب بقوله: بائت العمليات الانتحارية في العراق خصوصاً وكذلك في بلدان عربية اخرى تتخذ صفة العمل"الهمجي". ان تفجير الذات فعل تراجيدي بوسائل متاحة بدائية. فالاستشهادي لا يملك غير جسده وشحنة ناسفة. ان مروه لا يفرق بين من يدافع عن وطنه وجند الاحتلال، ألا يرى جنود الاحتلال في العراق وفلسطين مدججين بأحدث ادوات القتل، طيران اف 16 والاباتشي ودبابات ثقيلة بينما المقاوم لا يملك سوى كلاشنيكوف، ان تنظير كريم مروه يدل الى بؤس فكري وسياسي، ويضرب مثالاً وحيداً عن المقاومة في الحرب العالمية الثانية فيذكر، كما يقول، البطلة الروسية"زويا"التي وجدت نفسها لحظة امام موت محتوم فاختارت ان يكون موتها عملية انتحارية ضد الجيش النازي الزاحف، هنا يقع الكاتب في تناقض بيّن، فكيف يسمي زويا، بطلة لتصديها للنازي ومن يتصدى لجنود الجيش الاسرائيلي والاميركي في العراق"همج"ولم تكن زويا وحدها مارست الاستشهاد، فالطيارون الانتحاريون اليابانيون اغرقوا الاسطول الحربي الاميركي في بيرل هاربر في عمليات انتحارية اغفلها الكاتب. هل نسي كريم مروه سناء محيدلي وامثالها. طرابلس محمد زهري حجازي عضو اتحاد الكتاب اللبنانيين