كشفت دراسة فرنسية أن 10% من العمليات "الانتحارية" التي تم تنفيذها في العراق منذ عام 2003 نفذتها نساء، وذلك من أصل 100 انتحارية، إلا أنها أشارت إلى أن اللبنانيات أول من نفذن عملية "استشهادية" ضد قوات الاحتلال الإسرائيلي. وذكرت الباحثة الفرنسية كارول أندريه ديسورن الحائزة دكتوراه في علم الاجتماع، ومؤلفة كتاب "استشهاد المرأة في العالم العربي: لبنان وفلسطين والعراق"، أن اللبنانية سناء محيدلي كانت أول فتاة تُنفذ عملية انتحارية ضد الجيش الإسرائيلي في جنوبلبنان في 9 أبريل 1985 وهي في ال17 من عمرها، وقد تبنى وقتها الحزب القومي السوري الاجتماعي هذه العملية. وعدد العمليات الانتحارية التي نفذتها نساء في لبنان يصل إلى نحو 12 عملية استهدفت في معظمها الجيش الإسرائيلي، وجيش لبنانالجنوبي (المتحالف مع إسرائيل). بينما كانت وفاء إدريس في عام 2002 أول فلسطينية تنفذ عملية استشهادية استهدفت مدنيين وعسكريين إسرائيليين، وتوالت لاحقًا العمليات الاستشهادية من النساء في الأعوام 2003 و2004 و2006 لتصل إلى عشرات العمليات. وشددت على أن العمليات الانتحارية تندرج في لبنان في إطار استراتيجية محاربة الاحتلال (الإسرائيلي)، وجميع النساء اللواتي شاركن في العمليات انتمين إلى حركات أو أحزاب علمانية، وقد اخترن دومًا أهدافًا عسكرية، وفقًا ل"الاقتصادية" في عددها الصادر الأحد (16 نوفمبر 2014). أما في فلسطين فالوضع مختلف تمامًا بما أن هذه العمليات وُجِّهت في معظمها ضد مدنيين، وتبنت كتائب شهداء الأقصى، وهي فرع من حركة فتح، في البداية هذه العمليات في حين كان يرفض الإسلاميون مبدأ أن تشارك المرأة في تنفيذ تفجيرات انتحارية. لاحقًا، سمح الشيخ أحمد ياسين، مؤسس حركة حماس، بانخراط المرأة في هذه العمليات، وسرعان ما حذت حذوه حركة الجهاد الإسلامي. وركزت على أن أحد أهم الدوافع التي تحث النساء على تنفيذ مثل هذه العمليات الرغبة الكبيرة في تحرير الأرض من الاحتلال، أو الانتقام والثأر لفقدان أفراد من الأسرة، فيما يعتري بعضهن شعور مرير بالإهانة والذل، أو بأن لا مستقبل لهن. بعض النساء يحاولن أيضًا أن يثبتن أنهن قادرات على القتال والنضال تمامًا كأي رجل. وعن دور المرأة في منظمات مثل "داعش"، أوضحت أن التنظيم أنشأ خلايا نسائية، وأناط بها مهاما عدة، مثل الوقوف عند نقاط التفتيش، والمشاركة في القتال، واستخدام المرأة من هذه التنظيمات هو استراتيجي في المقام الأول، قد يتطور هذا الدور مع زيادة عدد النساء المشاركات في العمليات الإرهابية، غير أن التبريرات التي يستخدمها تنظيم القاعدة وداعش تختلف عن الجماعات العلمانية، حيث يبذل الاستشهاديون أنفسهم في سبل قضية وطنية، في حين تبرر الجماعات المتطرفة عمليات الاستشهاد في حربها ضد الكفار.