تضاربت التصريحات الأوروبية حول مستقبل اليورو وأسعار الفائدة عليه بين السلطات الرسمية الأوروبية التي تقاوم أي"مشاريع انفصالية"من جهة، والمسؤولين المحليين في بعض الدول الذين وضعوا اللوم على اليورو في غ"ارتفاع معدلات البطالة والضعف في النمو الاقتصادي في الدول الأوروبية منذ تطبيق الوحدة المالية في 1999"، عشية عقد الاجتماع الشهري لوزراء مال الدول الأوروبية في لوكسمبورغ. وبدأ الاجتماع مساء أمس على ان ينتهي اليوم، ويتناول ضعف النمو الاقتصادي وأزمة الديون التي تواجه بلدان منطقة اليورو والعجز في الموازنة الإيطالية. وهو يأتي قبل عشرة أيام من عقد قمة رؤساء الاتحاد الأوروبي في بروكسيل. وكان كبير الاقتصاديين في البنك المركزي الأوروبي أوتمار إيسينغ صرح أمس لصحيفة ألمانية بپ"ان سياسة المصرف المركزي النقدية لا تستبعد اللجوء إلى خفض معدلات الفائدة إذا لزم الأمر"، علماً ان الفائدة ثابتة على مستوى 2 في المئة منذ حزيران يونيو 2003. وكان سبقه نائب وزير الاقتصاد الألماني برند بفافينباخ في القول لمحطة بلومبيرغ التلفزيونية انه"ليس خائفاً من تراجع اليورو في مقابل العملات العالمية الأخرى في الأيام القليلة الماضية، لأن ذلك أفضل للاقتصاد الالماني"، لكنه دعا إلى"خفض أسعار الفائدة". وجاء كلام كل من إيسينغ وبفافينباخ ملطفاً للأجواء بعد ان صدرت تصريحات عنيفة من قبل رئيس البنك المركزي الأوروبي جان كلود تريشيه في الأسبوع الماضي رداً على سؤال وجه إليه عن إمكان حل الوحدة النقدية الأوروبية، إذ قال:"أنا لا أجيب عن أسئلة غير منطقية، كما لا أجيب عن سؤال عن إمكان لجوء كل من كاليفورنيا أو آلاسكا إلى اعتماد عملة خاصة بها!". وأضاف تريشيه ان المصرف المركزي"مسؤول عن حسن إدارة عملة اليورو التي يتداولها 306 ملايين مواطن أوروبي". وكرر القول ان"الإصلاحات البنيوية ضرورية لتحسين أداء الاقتصاد الأوروبي"، وأكد ان المجلس الحاكم للمركزي الأوروبي"لا يرى ضرورة تعديل أسعار الفائدة على اليورو في المرحلة الحالية". كما رفض عضو المجلس الحاكم للبنك المركزي الأوروبي وحاكم البنك المركزي الفرنسي كريستيان نوييه، في حديث الى صحيفة لوباريزيان نشر السبت الماضي"إثارة الشكوك حول وجود اليورو". ووافقه الرأي العضو الآخر في المجلس كلاوس لايبشر أمس في إعلان نشره البنك المركزي النمسوي في مجلة بروفايل الأسبوعية إذ أشار الى ان"سوقاً مشتركة من دون عملة موحدة هي كجسم من دون يدين ورجلين". وأضاف ان"اليورو اجتاز امتحان الوقت". كما عاد فأشار عضو آخر في المجلس هو أكسيل ويبر أمس خلال مؤتمر في مدينة بون الألمانية الى ان"معدل الفائدة على اليورو هو في أدنى مستوى له تاريخياً، ولا يعيق الاستثمار". وأضاف ان"الاختلاف في معدلات التضخم والنمو الاقتصادي في منطقة اليورو ليس خارجاً عن المألوف، أو مختلفاً عن المعدلات الخاصة بالولايات المتحدة الأميركية". وزراء إيطاليون يقترحون الانفصال عن اليورو أطلق هذه العاصفة من التصريحات مواقف متتابعة لوزراء إيطاليين أعضاء في"تحالف إيطاليا الشمالية"، إذ اقترح وزير الرعاية الاجتماعية الإيطالي روبرتو ماروني يوم الخميس ان"إيطاليا يجب ان تنظر في العودة إلى استخدام الليرة الإيطالية والتخلي عن اليورو". وعاد أمس فكرر الاقتراح وزير الإصلاحات روبرتو كالديروني، إذ أشار الى ان"على إيطاليا العودة إلى اعتماد عملتها القديمة اللير، وربطها بالدولار الأميركي". على رغم ان نائب رئيس الوزراء الإيطالي جيانفرانكو فيني أعلن في وقت سابق"ان الحكومة لا توافق على رأي أعضاء التحالف إطلاقاً". كما جاء الرد عنيفاً أمس من وزير الاقتصاد الاسباني بدرو سولبيس الذي أشار الى ان"اقتراح الوزير الإيطالي مشين". وعوض اليورو أمس بعض خسائره، إذ تم التداول فيه صباحاً على 1.2266 دولار لليورو، مرتفعاً ربع نقطة مئوية عن مستوى إقفاله في بورصة نيويورك يوم الجمعة الماضي، وسنتاً واحداً عن أدنى مستويات سجلها في ثمانية اشهر أمام الدولار في الأسبوع الماضي حيث سجل 1.2157 دولار لليورو، بعدما رفض الناخبون في فرنسا وهولندا الموافقة على دستور الاتحاد الأوروبي.