منذ لحظة فتح صناديق الاقتراع في الدائرة الأولى جنوباً مروراً بساعات الذروة بقيت الكفة المرجحة لرفع نسبة الإقبال، هي للمقترعين الشيعة، ذلك ان التوقعات بحصول خروق للائحة"المحدلة"تحالف"امل"و"حزب الله" من مرشحين منافسين كانت شبه معدومة. مندوبو حركة"امل"و"حزب الله"كانوا الأكثر وجوداً في كل اقلام الاقتراع البالغ عددها 721 قلماً والأكثر غزارة في محيطها. ولم يتوان مندوبون من تثبيت مواقع لهم داخل احرام بعض المدارس التي اتخذت مراكز انتخابية يوزعون من خلالها لائحة"المقاومة والتنمية والتحرير"على الناخبين والناخبات الداخلين الى الأقلام، كما كان حاصلاً في الغازية، فيما تجاوز مندوبون جوالون من"حزب الله"مهمتهم لمراقبة كل ما يجرى داخل اقلام الاقتراع والاستماع الى كل ما يتفوه به رؤساؤها للصحافة، كما سجلت"الحياة"في تكميلية الزرارية الرسمية وبلغت حدود المراقبة التقاط رقم لوحة السيارة التي أقلتنا. كان هم القيمين على"المحدلة"اثبات"شعبيتها"وبالتالي القوة الجماهيرية لطرفيها أي الحركة والحزب، وكان الشعار الذي حضا من خلاله الناس على التصويت ان:"صوتك رصاصة في صدر العدو"، و"من اجل الوطن نقترع للمقاومة"، ولقي هذا الشعار الى جانب عوامل اخرى سياسية صداه في عشرات القرى التي صبت اصوات الناخبين فيها لمصلحة لائحة"المحدلة"على ان الإقبال تفاوت بحسب رؤساء الأقلام بين المتوسط صباحاً الى"جيد في فترة بعد الظهر، ولم تشهد اللائحة عمليات تشطيب إلا في البلدات التي يترشح فيها منافسون للائحة الائتلافية، مثل مدينة صور وبلدتي الزرارية ومغدوشة. وتردد ان عمليات التشطيب طاولت علي خريس او عبدالمجيد صالح لمصلحة إما اياد علي خليل والدة النائب الذي قضى بحادث سير قبل اشهر قليلة او رياض الأسعد او انور ياسين اسير محرر من السجون الإسرائيلية وينتمي الى الحزب الشيوعي. وفي مغدوشة كان الخيار بين لائحة"المحدلة"وبين اللائحة المنافسة المتحركة إذ تارة كانت توزع من اربعة مرشحين هم: رياض الأسعد وفوزي بو فرحات التيار العوني وناجي بيضون وأنور ياسين وتارة من خمسة مرشحين، اذ يضاف إليها اسم حسين صفي الدين الشيوعي. وكانت مغدوشة شهدت عشية اليوم الانتخابي اشكالاً أمنياً بين موكب سيار تابع لپ"امل"و"حزب الله"كان يجول في البلدة ليلاً، وقال بعض اهالي البلدة ان اسلحة كانت ظاهرة من نوافذ السيارات وبين شباب من"القوات اللبنانية"و"التيار العوني"من البلدة تطور الى اطلاق نار في الهواء من الجانبين وطوقه الجيش اللبناني ولم يجر توقيف احد. وأبقى الجيش على تدابيره الأمنية في البلدة طوال يوم امس. "التيار العوني"الذي كان قاطع الانتخابات في بيروت، تواجد مندوبوه في اقلام مغدوشة دون غيرها من البلدات والقرى، وانقسم الأهالي بين مؤيد لمرشح"يعيش بيننا وعانى ما عانيناه ويتابع احوالنا"وبين مرشح"يعيش في بيروت ويأتي في المناسبات الى البلدة، لكنه يمثل تياراً يعمل من اجل التغيير". في الثامنة والنصف صباحاً لم يتجاوز عدد المقترعين في المدرسة الفنية 55 ناخباً من اصل 617 من الروم الكاثوليك في القلم رقم واحد فيما بلغ عدد المقترعات من الأقليات 33 ناخبة من اصل 595 في الغرفة 3 في ابتدائية مغدوشة و43 ناخبة من اصل 611 في الغرفة 2 للناخبات من الروم الكاثوليك. بلدة الغازية كانت الأكثر صخباً بين بلدات مجاورة. بلغ عدد المقترعين في مدرستها للبنين في القلم واحد للشيعة 120 ناخباً من اصل 600 في العاشرة إلا ربعاً صباحاً و133 ناخباً من اصل 579 في الغرفة رقم 4. والصخب نفسه شهدته بلدة الزرارية، وأمكن رصد مندوبين للمرشحين الأسعد وياسين او لائحة"التغيير"وبلغ عدد المقترعين حتى العاشرة والنصف صباحاً 50 ناخباً من اصل 564 شيعياً في التكميلية الرسمية الغرفة رقم واحد، و71 ناخبة من اصل 605 في الغرفة رقم 198. وأظهرت عملية الاقتراع ان عدداً من الناخبات المزودات ببطاقات انتخابية لا اسماء لهن على لوائح الشطب، وتمكنت ناخبة واحدة من هؤلاء من الاقتراع قبل ان يلحظ رئيس القلم أو المندوبون ان لا اسم لها وسجل ذلك في محضر الانتخاب. في مدينة صور تفاوت حجم التصويت بين صناديق حارة المسيحيين والصناديق المخصصة للمسلمين وبلغ ادناه عند الأرمن او انعدم، اذ امتنع رئيس قلم في ثانوية صور الرسمية غرفة رقم 1 عن اعطاء أي احصاء لعدد المقترعين ظهراً من اصل 489 ناخباً وتبين ان الصندوق مخصص للأرمن الكاثوليك، اما في صندوق مجاور مخصص للكاثوليك والموارنة والسنة والشيعة والإنجيليين والأرمن والبروتستانت فاقتراع 12 ناخباً وناخبة من اصل 922. وفي مدرسة راهبات مار يوسف الظهور لم يتجاوز عدد الناخبين الموارنة في القلم 291 الثلاثين من اصل 696. وقال احد الناخبين لپ"الحياة"انه اقترع"للمقاومة وقد يكون غيري اقترع لآخرين يقدمون خدمات". امام ثانوية البص، بدا غريباً تواجد مندوبين لجمعية المشاريع الخيرية الإسلامية يوزعون لوائح بأسماء مرشحين على الناخبين الذين اقبلوا بكثرة، وقالت احداهن:"اننا نوزع لائحة"امل"و"حزب الله"في اطار التنسيق والتحالف بيننا على رغم عدم وجود مرشح لنا عليها". اما في القلم المخصص للناخبين والناخبات السنّة وآشوريين وأرمن وموارنة فانتخب 52 من اصل 492 وكلهم من السنة. المقترعون بالأمس كانوا مزيجاً من الشباب والمسنين الذين وجدوا صعوبة في الوصول الى اقلام الاقتراع التي تركزت في طبقات عليا من المدارس، وحال الاسترخاء النسبية في اقلام الاقتراع دفعت بالقيمين عليها الى تحويل استخدام جهاز التلفزيون الذي وضعته وزارة الداخلية في تصرفهم مع كاميرات تسجيل العملية الانتخابية، الى جهاز لرصد المحطات الأرضية لمتابعة سير العمل الانتخابي.