أعلن المقرر الخاص للأمم المتحدة لقضايا التعذيب مانفريد نوفاك أمس، أن اتهامات"جدية"توحي بأن سجناء يشتبه بأنهم قاموا بنشاطات إرهابية، معتقلون على سفن حولت إلى مراكز اعتقال أميركية سرية. وقال الخبير النمسوي الذي يتخذ من فيينا مقراً له:"هناك اتهامات جدية جداً مفادها أن للولايات المتحدة معتقلات سرية خصوصاً على سفن"ترسو أساساً في المحيط الهندي. وأضاف:"إنها مجرد إشاعات، لكن يبدو أن لها أساساً لتستحق فتح تحقيق رسمي فيها". وأعلن نوفاك وثلاثة خبراء من الأممالمتحدة مكلفين حقوق الإنسان في جنيف الخميس الماضي، فتح تحقيق بشأن معتقلي غوانتانامو بعد سنة على تقديم طلب لزيارة القاعدة الأميركية في كوبا ومراكز اعتقال أخرى في العالم. وأضاف:"وافقنا بناء لطلب وزارتي الخارجية والدفاع على الحد في مرحلة أولى تحقيقنا في غوانتانامو وحتى بعد ذلك لم نحصل على رد ايجابي". ويعتقل في غوانتانامو من دون محاكمة، نحو 025 شخصاً يشتبه بأنهم قاموا بنشاطات إرهابية في حين قد يكون آخرون قيد الاعتقال في معسكرات لم تعترف واشنطن بوجودها. غوانتانامو من جهة أخرى، تسابق أعضاء وفد الكونغرس الأميركي من الحزبين الديموقراطي والجمهوري للثناء على طريقة معاملة المعتقلين الذين التقوا بهم خلال زيارتهم غوانتانامو الأسبوع الماضي. وأعلنوا جميعاً معارضتهم إغلاق المعتقل. وقال السيناتور الديموقراطي عن ولاية أوريغن رون وايدن:"أشعر بالراحة في شأن وضع المعتقلين"، وهو شعور عبّر عنه أيضاً السيناتور الديموقراطي عن ولاية نبراسكا بن نيلسون. أما السيناتور الجمهوري عن كنتاكي جيم بانينغ، فقال إنه أبلغ خلال زيارته غوانتانامو بأن بعض المعتقلين"لديهم مكيفات هواء وحمامات شبه مستقلة". وفي الشهر الماضي، اقترح عدد من السيناتورات، من بينهم بعض الجمهوريين، أن يفتح الكونغرس تحقيقاً في تقارير تحدثت عن وقوع انتهاكات في مركز الاعتقال أو أن يغلق المعتقل لإزالة الوصمة التي ألحقها بصورة البلاد. من جهته، اعتذر السيناتور الديموقراطي عن ولاية إيلينويز ريتشارد دوربن عن تشبيهه الانتهاكات التي حصلت في المخيم ب"قولاق"النظام السوفياتي أو المعتقلات النازية. وبعد الزيارة، طالب وايدن الكونغرس بوضع أسس للتعامل مع معتقلين من أمثال سجناء غوانتانامو الذين لا ينتمون إلى قوى نظامية أو عسكرية تخضع لاتفاق جنيف، وليسوا مواطنين أميركيين يخضعون لنظامها القضائي. من جهتها، رفضت المسؤولة في منظمة العفو الدولية جومانا موسى هذه الزيارات واعتبرتها"استعراضات صغيرة في الكونغرس"، لافتةً إلى أن تقاريرهم لم تتناول ما سمته تحقيقات غير مكتملة في انتهاكات جرى الإبلاغ عنها". وأشارت إلى أن"مسألة أن يأكل الناس الدجاج بالليمون أو لا، ليست صلب الموضوع". من جهة أخرى، جددت وزارة الدفاع الأميركية بنتاغون التأكيد على أن قواعد السرية الطبية ستطبق من قبل الطاقم الصحي العسكري في ما يتعلق بالأسرى بعد الاتهامات بوجود خرق منظم في غوانتانامو. شهادات باكستانيين وروسي وفي لاهور، جاءت شهادات نحو 17 معتقلاً سابقاً في غوانتانامو عند الإفراج عنهم في باكستان، لتناقض ما صرح به وفد الكونغرس، إذ أكدوا أنهم شهدوا تدنيس القرآن الكريم أثناء اعتقالهم. وقال المعتقل السابق حافظ إحسان سعيد 27 عاماً لدى خروجه من السجن في مدينة لاهور إن"جنوداً أميركيين قاموا بتدنيس القرآن في غوانتانامو"، بدوره، أكد المعتقل الروسي السابق في غوانتانامو إيرات فخيتوف تدنيس القرآن. وقال:"حصل ذلك بانتظام بهدف استفزازنا". وأشار إلى أنه شهد أيضاً في أفغانستان انتهاكات للقرآن. وتحدث عن تسليط الضوء القوي والموسيقى الصاخبة لمنع المعتقلين من النوم. وأضاف فخيتوف أن ثمة برنامجاً اتبعه السجانون قضى بنقل المعتقلين كل 15 دقيقة من زنزانة إلى أخرى في فترة ثلاثة إلى أربعة أشهر. وتحدث عن استخدام غاز غير محدد، بينما سمح ذات مرة للكلاب بمهاجمة المساجين. وعرفت وسائل الإعلام فخيتوف بأنه إمام أحد مساجد تتارستان، وهي جمهورية غالبية سكانها من المسلمين تقع في جنوبروسيا.