دعا السناتور الديموقراطي جو بيدن المسؤول الثاني في لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ الاميركي الاحد ادارة الرئيس الاميركي جورج بوش الى اغلاق مركز الاعتقال في غوانتانامو مؤكدا انه يشكل خطرا على الاميركيين. وقال السناتور عن ديلاوار (شرق) لمحطة «اي بي سي» «اعتقد انه يجب ان ننهي الامر عبر اغلاقه ونقل المعتقلين». واعتبر ان المعتقلين المهمين بالنسبة للاستخبارات يجب ان ينقلوا الى مواقع اخرى لكن كل الاخرين يجب ان يرسلوا الى بلدانهم. وقد فتح السجن في قاعدة غوانتانامو في كوبا في 11 كانون الثاني/يناير 2002. ويعتقل في هذه القاعدة حوالى 520 شخصا من عدة دول اعتقلوا في افغانستان في خريف 2001 وغالبيتهم يعتبرون من عناصر طالبان او شبكة القاعدة وهم معتقلون خارج اطر القواعد والضمانات القانونية. وهناك اتهامات بان تجاوزات بحق المعتقلين تجري داخل السجن بالاضافة الى تصرفات «غير لائقة» من قبل بعض الحراس. واقر البنتاغون هذا الاسبوع في ختام تحقيق انه تأكد من حالات تم خلالها «اساءة التعاطي» مع القرآن في معسكر غوانتانامو، حيث قام احد الحراس الاميركيين «عرضا» بالتبول على نسخة من المصحف، الا انها اعتبرت ان الجنود الاميركيين بشكل عام يتعاطون باحترام مع القرآن. وكانت منظمة العفو الدولية شبهت في تقرير لها سجن غوانتانامو بمعسكرات الاعتقال السياسي في الاتحاد السوفياتي السابق. ولم يوافق السناتور بيدن على هذا الوصف لكنه اعتبر ان السجن يسيء الى الولاياتالمتحدة. واكد بيدن ان «الامر الاهم هو حسب رأيي ان الاميركيين يواجهون خطرا من جراء مفهوم السجن السائد عبر العالم اكبر مما كان الوضع عليه بدون وجود غيتمو» في اشارة الى التسمية المعترف عليها في البنتاغون للاشارة الى هذا السجن. من جانبه صرح رئيس اركان الجيش الاميركي الجنرال ريتشارد مايرز أمس انه سيكون من الصعب جدا اغلاق معتقل غوانتانامو في كوبا اذ ان معظم المعتقلين فيه اخطر من ان يطلق سراحهم. وبالرغم من الاتهامات التي وجهت الى عدد من حراس المعتقل بالتصرف بشكل «غير لائق» واعتراف السلطات الاميركية ب«اساءة التعاطي» مع مصاحف في غوانتانامو، رفض الجنرال مايرز الاقتراحات باعادة النظر في التعليمات الصادرة بشأن التعاطي مع القرآن. واعتبر ان اغلاق معسكر غوانتانامو الذي اقترحه السناتور الديموقراطي جوزف بيدن مسألة معقدة مشيرا الى ان المعتقلين في هذا المعسكر ما زالوا يعتبرون مهمين في الحرب ضد الارهاب وان وضعهم الشرعي ما زال غامضا. وقال مايرز متحدثا للصحافة في ختام اجتماع مع مسؤولين امنيين ماليزيين «تواجهون مشكلة كبرى حين يتحتم عليكم التعاطي مع عناصر (..) على قدر كبير من العنف». وتتوقف مسألة اغلاق قاعدة غوانتانامو على قرار من الحكومة الاميركية وليس على قرار عسكري وفي هذه الحال، فان معظم المعتقلين سيحالون الى العدالة ولن يفرج عنهم. واضاف الجنرال مايرز ان الولاياتالمتحدة اخطأت حين جازفت بالافراج عن 284 معتقلا من غوانتانامو وقد عاد بعضهم لمواصلة القتال ضد الاميريكيين. ويعتقل في هذه القاعدة حوالي .52 شخصا من عدة دول اعتقلوا في افغانستان في خريف 2,,1 وغالبيتهم يعتبرون من عناصر طالبان او شبكة القاعدة وهم معتقلون خارج اطر القواعد والضمانات القانونية. وقال مايرز أمس ان من غير المحتمل أن يقيم الجيش الأمريكي محكمة عسكرية للنظر في ثلاث حالات من الاساءة المتعمدة للقرآن في معتقل غوانتانامو. مضيفاً للصحافيين أثناء زيارة الى ماليزيا ان اثنتين أو ثلاث شكاوى فقط بشأن انتهاك حرمة المصحف اتضح انها تتعلق بأعمال ارتكبت عمدا. واضاف مايرز ردا على سؤال لأحد الصحافيين «هذا أمر خطير ولكن من الواضح أنها ربما لن تؤدي الى اجراء محاكمة عسكرية... ولكن هذا يتوقف على سبب قيامهم بذلك وماذا كانت دوافعهم.» ويزور مايرز ماليزيا بعد مشاركته في مؤتمر أمني في سنغافورة. ويقوم رئيس الأركان الأمريكي بزيارة للمنطقة لاجراء محادثات مع قادة دولها. الى ذلك طالب مفتي جمهورية مصر العربية الدكتورعلي جمعة الحكومة الامريكية بالاعتذار للمسلمين كافة عما أثبته أحدث تقارير البنتاغون بحدوث خمس حالات تدنيس واهانة للمصحف الشريف من الجنود الامريكيين في معتقل غوانتانامو. كما طالب المفتي وفق مانشر بالقاهره أمس بأن يكون الاعتذار مدعوما باجراءات مانعة لحدوث مثل تلك الاعمال والتصرفات الاستفزازية.