ترك الرئيس الأميركي جورج بوش الباب مفتوحاً أمام إغلاق معسكر الاعتقال الأميركي في خليج غوانتانامو الكوبي، في وقت أفاد وزير دفاعه دونالد رامسفيلد بأن أي دراسة لفكرة إغلاق المعتقل غير واردة، بعد تصاعد الأصوات المطالبة بذلك والتي كان من بينها الرئيس الأميركي السابق جيمي كارتر المدافع عن حقوق الإنسان، والسيناتور الديموقراطي البارز جوزيف بايدن وزعيمة الديموقراطيين في مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي. وقال بوش في حديث مع محطة"فوكس":"ندرس كل البدائل لتحقيق الهدف الرئيس وهو حماية أميركا. ما لا نريد أن نفعله هو أن نسمح لأحد ما في الخارج بالعودة إلى أراضينا وإيذائنا". وأضاف:"أريد أن أؤكد أن هؤلاء السجناء يعاملون بما يتلاءم مع اتفاقية جنيف"التي تتعلق بمعاملة أسرى الحرب. ومضى قائلاً:"إنهم إرهابيون أسروا في ميدان المعركة... ومن مصلحة بلدنا أن نجمع أكبر قدر من المعلومات عن هؤلاء المعتقلين". وأكد بوش أن السلطات الأميركية"ما زالت تحاول إيجاد الطريقة المثلى لحماية بلادنا". واعترفت وزارة الدفاع الأميركية البنتاغون أخيراً في ختام تحقيق بأن حراس السجن دنسوا مرتين المصحف. وأوضح بوش:"عندما كانت هناك اتهامات بسوء معاملة مثل ما حدث في قضية المصاحف، أجرى البنتاغون تحقيقاً دقيقاً ثم نشر النتائج ليعرف الجميع ذلك". وأضاف:"نعامل المعتقلين بما يتفق مع المعايير الدولية وهذا ما يريده الأميركيون". غير أن وزير الدفاع الأميركي نفى أن تكون الادارة الأميركية تفكر في إغلاق معتقل غوانتانامو، ودافع عن طرق معاملة الجيش الأميركي للمحتجزين فيه، ووصفها بالأساليب الإنسانية. وقال خلال مشاركته في مؤتمر وزراء دفاع الحلف الأطلسي في النروج:"أعلم أن لا أحد في الإدارة الأميركية، في الدائرة التنفيذية، يفكر في إغلاق المعتقل". وأضاف أن المعلومات التي جمعت من المعتقلين سمحت للولايات المتحدة وحلفائها بوقف تنفيذ عمليات إرهابية، وأنقذت أرواح أميركيين وأشخاص من جنسيات أخرى. ولفت إلى أن أكثر من 12 شخصاً أطلق سراحهم من المعتقل، أعيد اعتقالهم إما في ساحات القتال أو خلال تخطيطهم لاعتداءات إرهابية جديدة. وكانت منظمة العفو الدولية شبهت أخيراً معتقل غوانتانامو ب"قولاق عصرنا"، في مقارنة اعتبرها بوش في حينه"سخيفة". بدوره، طالب السيناتور بادين بإغلاق المعتقل باعتباره"أقوى وسيلة للدعاية في العالم لتجنيد المزيد من الإرهابيين"، فيما برّر كارتر مطلبه المماثل بضرورة"البرهنة على التزام بلادنا التاريخي حماية حقوق الإنسان". أما النائبة بيلوسي، فقالت:"اعتقد أننا في حاجة إلى بداية جديدة، سجل نظيف لأميركا في العالم الإسلامي".