بلوغز/ بلوغرز 7. عندما بدأت أجمع المادة لحلقات عن البلوغز والبلوغرز لم أكن أدري انني فتحت على نفسي باباً لا أعرف اغلاقه، فالمادة التي تراكمت لي منذ مطلع السنة تفوق كثيراً ما استطعت أن أنقله الى القراء في الحلقات السابقة. ورأيت انني لا أستطيع أن أعطي الموضوع أكثر من سبع حلقات، فلا بد من أن هناك قراء لا يهمهم الموضوع أصلاً، لذلك سأختتم السلسلة بحلقة اليوم، وهي عن البلوغنغ في بلدان عربية مختارة. وبما انني سأختصر المادة الى أقل من ربعها فإنني سأحتفظ بنص أوسع بالانكليزية عن حلقة اليوم أستطيع أن أقدمه الى أي قارئ يطلبه، إما بالبريد الالكتروني أو الفاكس. وكنت أشرت الى بلوغ ليبي لامرأة تسمي نفسها"لون هايلاندر". وبعض مادتها بسيط كقصة تسجيل شرطي مخالفة بحقها لأنها كانت تقود سيارتها وتتحدث على الهاتف المحمول. ولكن هناك أخباراً أخرى من نوع كشفها عن بلوغ أسسه أساتذة وطلاب الانكليزية في مدرسة يثرب في طرابلس، وعن بلوغ باسم"فاطمة ليبيا"لامرأة ليبية تقيم في الولاياتالمتحدة. وهناك بلوغ يسمي صاحبه نفسه الشريف، ويقول انه لجميع الليبيين باستثناء الذين ينكرون أصلهم. والسعوديون هم الأنشط بين العرب في استخدام الانترنت، وبالتالي في انتشار البلوغز. وكان هناك بلوغ أخذ صاحبه لنفسه اسم الحامدي العنيزي، الا انه توقف السنة الماضية، فأثار شكوكاً حول شخصيته الحقيقية في بلوغز أجنبية، وهو شارك في الجدل الا انه رفض الرد على أسئلة، وكان هناك من اتهمه بأنه عميل، أو أنه ليس سعودياً استخدم مرة اسم سول روزنبلوم، وثمة بلوغ سعودي آخر باسم"سعود جينز"اسم صاحبه أحمد، وهو طالب صيدلة في جامعة الملك سعود في الرياض، وعلى اتصال ببلوغز أخرى. وقد بدأت مصر تنافس الدول العربية الأخرى في عدد البلوغز والبلوغرز، وأشهر ما فيها"الفرعون الكبير"الذي وصفته أميركية لها بلوغ باسمها بأنه أفضل صوت مميّز من الشرق الأوسط. ثم هناك بلوغ ينشره شاب انتحل اسم"قرد الرمل"وهو يحذر القراء من أنه ساخر يؤيد أميركا وعلماني يحيط نفسه بناس يشاركونه آراءه. وكان الأردن بين أول الدول العربية التي نشطت في مجال البلوغز، خصوصاً ان الحكومة تشجع استعمال الانترنت، وهناك بلوغ باسم"جوردان بلانت"يجمع عدداً من البلوغز الأردنية. وثمة أسماء كثيرة تنشر مع البلوغز، ولكن لا نعرف على وجه التحديد إن كانت أسماء حقيقية. وفهمت أن بلوغز كثيرة مجموعة تحت سقف"جوردان بلانت"هي لناس يعيشون خارج الأردن. وقد نافست البحرينالأردن في الاقبال على البلوغز، وهناك موقع على الانترنت يضم 25 بلوغ بحرينياً. وبعض المواقع لنساء مثل بلوغ"بحرانية"، كما ان هناك مواقع أكثر لرجال مثل"بحريني بطبيعته". وفي حين يلجأ سعوديون الى البحرين للفرار من الرقابة، فإن البحرين لا تعطي البلوغرز حرية كاملة، وهناك مواقع ممنوعة على الانترنت، وقد اعتقل بعض ناشري البلوغز. وكانت الحكومة البحرينية أصدرت قراراً في 24 نيسان ابريل الماضي أعطى البلوغز مهلة ستة أشهر بدأت في الثاني من الشهر الماضي للتسجيل مع وزارة الاعلام. وأعلنت منظمة"صحافيون بلا حدود"ان القرار البحريني يخالف الأعراف في بلد ديموقراطي وسجلت احتجاجها عليه. ولكن السيد جمال داود، من وزارة الاعلام، أكد ان القرار هدفه حماية حقوق البلوغرز، وزاد ان التسجيل سيكون تلقائياً، ولن يمنع أي بلوغ. وثمة نشاط بلوغنغ واسع في تونس التي ستستضيف في تشرين الثاني نوفمبر المقبل القمة العالمية لمجتمع المعلومات، وهو مؤتمر أثار معارضة في الشارع بعد دعوة الحكومة التونسية آرييل شارون لحضوره. وقد احتجت منظمة"صحافيون بلا حدود"على محاكمة محام تونسي وسجنه لنشره ما اعتبرته الحكومة"اخباراً كاذبة"على الانترنت، ودعت المنظمة دول العالم الى مقاطعة قمة المعلومات. وكان زهير يحياوي صاحب شعبية كبيرة على الانترنت، وهو منشقّ توفي في آذار مارس عن 36 عاماً بعد اصابته بنوبة قلبية، وكان ظريفاً يغلف معارضته بالسخرية، وقد حكم عليه مرة بالسجن 28 شهراً خفضت بعد الاستئناف الى سنتين بعد أن نظم استفتاء على الانترنت سأل فيه:"هل تونس جمهورية أو مملكة أو حديقة حيوان أو سجن". وكنت تحدثت في الحلقات السابقة عن بلوغز عراقية، ولا أزيد هنا سوى اشارة الى بلوغ"العراق النموذج"، فقد ثارت شكوك كبيرة حوله بعد أن دعي اخوان من ثلاثة يديرونه الى البيت الأبيض وقابلا الرئيس بوش وبعده نائب وزير الدفاع بول وولفوفيتز والصحافة. ورفض أخ ثالث الذهاب ثم أنشأ بلوغ باسم"العراق الحر"مع انه أصر على انه ليس على خلاف مع أخويه، وانما اعترض على الرحلة. ومشكلة مثل هؤلاء البلوغرز انه عندما تحتضنهم جهات أميركية يفقدون كثيراً من صدقيتهم. وقد ايد موقع"سبيرت اوف أميركا"الأخوة، وهذا تديره شركة غير ربحية مقرها كاليفورنيا، وتستحق دراسة مستقلة، فأكثر الناس أصحاب العلاقة بها من اليمينيين المعروفين، أو المحافظين الجدد، وهي تؤيد الحرب في أفغانستانوالعراق. وقد ساعدت بلوغرز في لبنان، مما أثار تساؤلات جديدة عنهم. وثمة قصص كثيرة عن مضايقة بلوغرز في سورية، أو تحديد حريتهم، وبعضهم ينشط من خارج سورية، ويمارس معارضته بحرية. وليس عند البلوغرز الكويتيين ما يخشون من حكومتهم، وهم يعقدون اجتماعات والبلوغز الكويتية مجموعة في موقع واحد، وهناك نساء ورجال، وقرأت أنه أصبح في الكويت أكثر من مئة بلوغر. أريد أن أتوقف هنا، مع انني قد أعود الى جزء من الموضوع في الأيام القليلة المقبلة بعد أن أكون والقراء أخذنا قسطاً من الراحة، فثمة مادة عن النشاط الأميركي مع البلوغز والبلوغرز العرب تستحق المراجعة والدرس.