أتاحت الانتخابات النيابية الفرصة امام وصول 61 نائباً جديداً الى البرلمان، بينهم اثنان كانا انتخبا في دورات سابقة هما اسماعيل سكرية ونقولا غصن. وجاء التغيير الأبرز في الوجوه النيابية في منطقة الشمال التي انتخبت 20 نائباً جديداً من أصل 28، وأدى للمرة الاولى منذ اكثر من نصف قرن، الى غياب عائلة آل كرامي عن ساحة النجمة بعد عزوف الرئيس عمر كرامي عن الترشح وخسارة ابن عمه أحمد. وكان لافتاً في انتخابات الشمال، إضافة الى عزوف نائب رئيس الحكومة السابق عصام فارس، والنائب جان عبيد عن الترشح، الحضور القوي لتيار الرئيس الشهيد رفيق الحريري في هذه المحافظة، الى جانب"تيار القوات اللبنانية"الذي حصد اربعة مقاعد في مقابل غياب وجوه سياسية معروفة ابرزها مخايل الضاهر وسليمان فرنجية. وتميزت المعركة الانتخابية بالقوة التجييرية التي تمثلت في الدور الفاعل للموجة الحريرية في ترجيح الكفة لمصلحة لأئحتي المعارضة على رغم ملاحظات الناخبين على اداء بعض المسؤولين عن"تيار المستقبل"في الشمال، خصوصاً في طرابلس وعكار. وذلك بغية تكريس زعامة سعد الدين الحريري في المنطقة التي شكل تواجده فيها طوال الاسبوع الماضي الرافعة الاساسية التي كانت وراء الفوز الساحق الذي حققته المعارضة. لكن انتصار الحريري لم يبق عند حدود الطائفة السنّية وانما تجاوزها ليشمل المقعدين العلويين في عكار وطرابلس وهذا ما يحصل للمرة الاولى، بعدما كانت السيطرة عليهما لمصلحة حزب البعث بالائتلاف مع حلفاء سورية في الشمال. فحزب البعث خرج من المعركة الانتخابية من دون أي تمثيل شمالي وهو تساوى في هذا السياق مع الحزب السوري القومي الاجتماعي الذي لم يتمكن من الاحتفاظ بمقعده الارثوذكسي في الكورة، بعد ان تحول الى ماكينة انتخابية وظيفتها تجيير الاصوات للائحتين المنافستين للقوى المعارضة. كما ان الحزب الشيوعي لم يتمكن من الوصول وكعادته في السابق الى الندوة البرلمانية خلافاً لپ"اليسار الديموقراطي"الذي نجح في الحصول على تمثيل نيابي بواسطة ابرز وجوهه الياس عطاالله. بينما تمكن تيار"القوات"من الفوز بأربعة مقاعد بينها مقعدان في بشري مسقط مؤسسه السجين سمير جعجع. الا ان الخريطة الانتخابية في الشمال بحسب توزع المقاعد على قوى المعارضة، لن تحجب الانظار عن نجاح وليد جنبلاط في اكتساح الساحة الدرزية التي قادته الى اقفال الباب امام التيار الارسلاني المتمثل بطلال ارسلان من العودة الى البرلمان وللمرة الاولى منذ اكثر من ستة عقود. كما ان الاحزاب الحليفة لسورية او المحسوبة عليها، خرجت من المبارزة الانتخابية منهوكة القوى بعد ان خسر الحزب القومي مقعدين من اصل اربعة مقاعد كان شغلها في الدورة الانتخابية السابقة، وجاء احتفاظه بالمقعدين في مرجعيون حاصبيا أسعد حردان وفي بعلبك - الهرمل مروان فارس بفضل دعم الثنائية الشيعية "حزب الله"و"أمل" له ولولا هاتين القوتين لما استطاع العودة الى ساحة النجمة. وتجدر الاشارة الى ان ما ينطبق على القومي في هذا المجال يسري ايضاً على حزب البعث الذي احتفظ بمقعد نيابي في مرجعيون قاسم هاشم بعدما خسر مقعدين في عكار وبعلبك - الهرمل. ولم تكن عودة هاشم ممكنة الى البرلمان لولا الرعاية الشيعية له التي مكنته من الاحتفاظ بمقعده على رغم المعارضة التي لقيها ترشحه في هذه الدائرة. بينما حافظ حزب الكتائب على المقعد الماروني في بعلبك لنادر سكر بفضل الاحتضان الشيعي له ضد منافسيه ولم يكن لرئيس الحزب كريم بقرادوني من دور على هذا الصعيد، سوى تقديم الدعم الاعلامي له الذي بقي"الرأسمال"الوحيد للكتائب في الساحة السياسية. الخريطة النيابية بالنسبة الى الخريطة النيابية فقد نجحت المعارضة وللمرة الاولى بعد خروج العامل السوري من المعادلة الداخلية في السيطرة على غالبية المقاعد النيابية بعد ان تراجع نفوذ دمشق في البرلمان. وجاء الجدول الخاص بتوزيع المقاعد النيابية على القوى السياسية على الشكل الآتي: كتلة الحريري 36 مقعداً،"اللقاء النيابي الديموقراطي"15،"تيار القوات"6، لقاء قرنة شهوان 4، الاصلاحية الكتائبية 2، اليسار الديموقراطي 1، التجدد الديموقراطي 1، معارضون مستقلون 4، التكتل الطرابلسي 3، وبذلك تكون المعارضة قد تمثلت ب72 نائباً أي نصف عدد النواب زائد ثمانية. اما القوى الاخرى فقد توزعت على الشكل الآتي: حركة"أمل"15 مقعداً،"حزب الله"14"التيار الوطني الحر"- ميشال عون 14، الكتلة الشعبية - ايلي سكاف 5، تحالف ميشال المر - الطاشناق 3، القومي 2، البعث 1، مستقلون 2. لائحة بأسماء النواب وفي ما يأتي لائحة بأسماء اعضاء المجلس النيابي: بيروت: 19 مقعداً: سعد الدين رفيق الحريري، عمار حوري، صولانج الجميل، جبران تويني، باسم الشاب، بهيج طبارة، أمين شري، غازي يوسف جدد، وليد عيدو، محمد قباني، غنوة جلول، غازي العريضي، ميشال فرعون، نبيل دو فريج، عاطف مجدلاني، يغيا جيرجيان، جان اوغاسابيان، سيرج طورسركيسيان وهاغوب قصارجيان. الجنوب: 23 مقعداً: حسن حب الله، عبدالمجيد صالح، حسن فضل الله، بيارو سرحال، محمد حيدر جدد، نبيه بري، بهية الحريري، أسامة سعد، علي عسيران، ميشال موسى، محمد فنيش، علي خريس، ايوب حميد، علي بزي، ياسين جابر، محمد رعد، عبداللطيف الزين، علي حسن خليل، قاسم هاشم، انور الخليل، اسعد حردان، سمير عازار وأنطوان خوري. جبل لبنان: 35 مقعداً: جورج عدوان، فيصل الصايغ، ادمون نعيم، هاغوب بقرادونيان، ادغار معلوف، ابراهيم كنعان، سليم سلهب، نبيل نقولا، ميشال عون، جيلبيرت زوين، يوسف خليل، فريد الياس الخازن، شامل موزايا، وليد خوري جدد، وليد جنبلاط، مروان حمادة، علاء الدين ترو، محمد الحجار، نبيل البستاني، نعمة طعمة، ايلي عون، اكرم شهيب، هنري حلو، فؤاد السعد، انطوان اندراوس، ايمن شقير، باسم السبع، علي عمار، عبدالله فرحات، انطوان غانم، ميشال المر، غسان مخيبر، بيار أمين الجميل، عباس هاشم ونعمة الله أبي نصر. البقاع: 23 مقعداً: عاصم عراجي، سليم عون، حبيب المعلوف، حسن محمد يعقوب، وائل أبو فاعور، احمد فتوح، جمال الجراح، انطوان سعد، ناصر نصرالله، نوار الساحلي، علي المقداد، جمال الطقش، محمد كامل الرفاعي، اسماعيل سكرية جدد، حسين الحسيني، ايلي سكاف، جورج قصارجي، نقولا فتوش، حسين الحاج حسن، نادر سكر، مروان فارس، غازي زعيتر وروبير غانم. الشمال: 28 مقعداً: طوني زهرا، فريد حبيب، نقولا غصن، بدر ونوس، سمير الجسر، الياس عطاالله، مصطفى علوش، هاشم علم الدين، قاسم عبدالعزيز، جواد بولس، سمير فرنجية، ستريدا جعجع، ايلي كيروز، مصطفى هاشم، محمود المراد، عزام دندش، هادي حبيش، عبدالله حنا، رياض رحال، مصطفى حسين جدد، موريس فاضل، محمد الصفدي، محمد كبارة، مصباح الأحدب، فريد مكاري، بطرس حرب، نايلة معوض وأحمد فتفت.