بلوغز/ بلوغرز 3 استطيع ان ادرج اسباباً كثيرة لانتشار البلوغنغ، إضافة الى توافر التكنولوجيا ومجانية الخدمة، فبين الاغراءات ان صاحب البلوغ يستطيع ان يكشف من شخصيته القدر الذي يريد، وان القارئ يستطيع ان يزيد تعليقه الشخصي على ما يقرأ فينشر الى جانب المادة الاصلية. طبعاً هناك اخطار في حقل جديد، وقد قرأنا عن طرد بلوغرز بعد ان هاجموا عملهم او الشركات التي يعملون لها على مواقعهم، مثل جو غوردون الذي طرد بعد 11 سنة من العمل لفرع شركة ووترستون لبيع الكتب في ادنبره بعد ان سخر من الشركة في موقعه الخاص. ونشر موقع مؤسسة الحدود الالكترونية على الانترنت تحذيراً الى البلوغرز من ان البلوغ قد يجتذب ألوف القراء، الا ان هناك ايضاً احتمال ان يقرأه اهل وأقارب وزملاء، لذلك يجب الحذر في المحتوى، فالمادة قد تكشف هوية صاحبها امام الناس الذين يعرفونه جيداً. وفي جميع الاحوال يستطيع البلوغرز استخدام وسائل لكتم اسمه او للحد من قارئ البلوغ بفرض كلمة سر عليهم لفتح الموقع. وكنت وأنا اجمع المعلومات لهذه الدراسة فتحت بلوغ باسمي من دون اسرار على الانترنت. وساعدني زملاء خبراء، فاستغرق فتح البلوغ حوالى عشر دقائق فقط، وأدخلت فيه بعض مقالاتي بالانكليزية، لأدرس ردود الفعل، ولعلي اعود الى هذا الموقع ونتائجه في المستقبل. ومثل مواقع البلوغز الاجنبية، تتضمن المواقع العربية تعليقات على الاخبار وآراء ومقالات، واضاءات وخلفيات عن خبر منشور، او الرد على مقال او نقاش، اضافة الى الصور والكاريكاتير. وأحياناً تأخذ الكتابات شكل مذكرات. وقد وجدت فيها وعياً سياسياً عالياً، وتعكس في كثير من الاحيان ما يجرى تداوله على مستوى الشارع. وفي العموم هي ممارسة لحق التعبير غير المتاح في الاعلام العربي او في الشارع العربي. ويقوم البلوغرز برصد كثيف للاخبار في وسائل الاعلام، ويكتبون من دون تحفظات او مخاوف او حسابات حكومية. لا يعبأون بأي قيود صحافية او فنية او سياسية او مالية. يعتبرون ان مواقعهم جسر للتواصل بينهم وبين الآخرين وتؤدي الى إغناء النقاش في قضية ما. وفي العموم، فإن هذه المواقع تشكل شبكة الكترونية مترابطة وآخذة في الاتساع، علماً ان البلوغرز لا يعملون بمعزل عن بعض. ولكن يتعرض بعضهم بين حين وآخر لمشكلات مع حكومته. ويبدو ان العراق ينال حصة الاسد من عدد مواقع البلوغز العربية على الانترنت، ومن اشهرها Iraq The Model المؤيد للحرب وإزاحة نظام صدام، وهو موقع يتضمن مواضيع متعددة، منها اشارات الى مواقع بلوغ اخرى عربية وأجنبية، لكن في الغالب عراقية، اذ يحصي 26 موقعاً عراقياً. كما ان الغالبية العظمى من المواضيع سياسية وتطاول الموقف من القبور الجماعية والمقاومة والمذابح وحكومة الجعفري وما قبل صدام وما بعده، ثم المقارنة بين نظام البعث في سورية والعراق، والنظام المصري وغياب العلاقة بين الدولة والمواطن. في المقابل، هناك موقع riverband، المضاد للحرب، والذي يتضمن يوميات تكتبها فتاة من بغداد ونشرت في كتاب بعنوان"بغداد تحترق". ولكن اشهرها يظل سلام باكس الذي سأتحدث عنه لاحقاً. وبعض المعلومات طريف، فقد قرأت مثلاً في نيسان ابريل تعليقاً على خبر عن بطل كمال الاجسام العراقي علي الغيار الذي يقول الخبر انه شكر ارنولد شوارزنيغر لأنه غطى تكاليف سفر ابنته للعلاج وسهّل الاجراءات، وان الاثنين تعارفا في بطولات العالم لكمال الاجسام في الستينات. ويضيف البلوغر من جانبه انه في عام 1966 في مباريات بطولة العالم، كان شوارزنيغر في المرتبة الخامسة، بينما حصل الغيار على الميدالية البرونزية. وهناك متابعة مكثفة للتغطية الإخبارية في وسائل الاعلام والتعليق عليها، فمثلاً في 28 نيسان ينتقد البلوغر تغطية"الجزيرة"قائلاً:"ثمة شيء اردت دائماً ان اتطرق اليه ولا يشكل مفاجأة بأي حال، وهو ان قناة الجزيرة تجاهلت تماماً جلسة اليوم اعلان تشكيل الحكومة العراقية على رغم ان القناة خصصت ساعات طويلة للحديث عن التأخير في اعلان الحكومة في الاسابيع الماضية. لقد اختارت القناة تجاهل الحدث المهم وبثت بدلاً منه تقريراً تاريخياً، فيما كان الشريط الاخباري اسفل الشاشة يتحدث عن العنف والانفجارات". كذلك هناك تبادل المعلومات وتداولها والترويج لمواقع بلوغرز جديدة او اخرى غيرت اسمها، فمثلاً في نيسان ايضاً كتب في البلوغ ان"احد البلوغرز العراقيين الرائعين الذي كان يستخدم اداة البلوغ العربي الخاصة بfriends of democracy، انشأ موقعاً جديداً بالانكليزية. وقد تكون التعليقات ساخرة في بعض الاحيان، فقد كتب احدهم في الموقع:"الزرقاوي عاطفي... ويرسل رسائل الى امه؟ حسناً هذا ما يقوله السجناء. وبعد مشاهدة الكثير من افلام الجرائم، اعتقد ان هذه الصفات موجودة في اخطر السفاحين". وسأتحدث بتفصيل اكبر عن البلوغز والبلوغرز العرب في حلقات مقبلة.