لا شك في أن الزيارة التي بدأها رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان الى الولاياتالمتحدة الاثنين تثير غضب بعض الأوساط المعارضة في حكومة حزب العدالة والتنمية الحاكم في البلاد. فما هي اهداف زيارة اردوغان الى الولاياتالمتحدة؟ وماذا يريد اردوغان وماذا يتوقع من هذه الزيارة؟ وهل يحصل على اية مكاسب؟ اسئلة باتت محوراً للنقاشات داخل الأوساط السياسية والإعلامية بكل اتجاهاتها. ملفات كثيرة من المتوقع ان يبحثها رئيس الوزراء التركي خلال لقائه الرئيس الأميركي، لا سيما الملف القبرصي الذي تسعى تركيا لكسب تأييد الإدارة الأميركية لجهودها الخاصة بتوحيد الجزيرة ورفع العزلة المفروضة على القبارصة الأتراك وهو الملف الأهم بالنسبة الى تركيا في الوقت الراهن، خصوصاً ان هذا الملف يتوقع ان يخلق لها الكثير من المشكلات التي قد تنعكس على مساعيها للانضمام الى الاتحاد الأوروبي. هذه الزيارة التي تحظى بأهمية بالغة بالنظر الى حال المد والجزر التي مرت وتمر بها العلاقات الثنائية انعكست على العلاقات الاستراتيجية بين البلدين. فزيارة رئيس الجمهورية احمد نجدت سيزر الى سورية وانتقاد اريك ايديلمان سفير الولاياتالمتحدة لدى انقرة هذه الزيارة، عدا عن ازدياد مشاعر العداء لدى الأتراك تجاه الولاياتالمتحدة واعتقال الضباط الأتراك في شمال العراق وعدم موافقة البرلمان التركي على طلب انتقال القوات الأميركية المسلحة عبر اراضي تركيا الى العراق في بداية الحرب، وتحميل وزير الدفاع الأميركي دونالد رامسفيلد مسؤولية عدم نجاح القوات الأميركية في القضاء على المقاومة على تركيا. عوامل وأسباب كافية قد تزيد من صعوبة مهمة اردوغان في واشنطن. وإن كان رئيس الوزراء التركي زار اسرائيل تحت ضغوط اميركية وأثارت هذه الزيارة نقاشات المعارضين وانتقاداتهم على اساس انها جاءت لتخفيف حدة التوتر بين تركياوالولاياتالمتحدة وللحصول على موعد للقاء مع الرئيس الأميركي بوش. لكن عدم اتخاذ الولاياتالمتحدة اية تدابير عسكرية جادة ضد حزب العمال الكردستاني كاديك الذي يتخذ من شمال العراق ملاذاً ومقراً له في هجماته الإرهابية التي يشنها ضد تركيا حتى يومنا هذا خلق جواً من عدم الثقة. وهل يمكن بعد كل هذه الأسباب عودة العلاقات الأميركية - التركية الى مسارها الطبيعي وهل يمكن الكلام على امكان استمرار الشراكة الاستراتيجية بين البلدين؟ وهل يمكن إعادة اعمارها؟ فهذه الزيارة - والزيارتان المقررتان في تموز يوليو المقبل - التي سيقوم بها رئيس الوزراء التركي لإجراء مباحثات في الشؤون الاقتصادية والتي سيقوم بها اردوغان الى نيويورك للمشاركة في مؤتمر قمة الألفية للأمم المتحدة التي تعقد في نيويورك في ايلول سبتمبر 2005، والتي تأتي في وقت قصير تظهر بعض الأهمية التي يوليها رئيس الوزراء التركي للعلاقات التركية - الأميركية. ان الحفاظ على العلاقات الثنائية بين تركيا وإيران وسورية اللتين تعتبرهما واشنطن محور شر وتطويرها بإجراء زيارات رسمية بأعلى مستويات على رغم الاعتراضات الأميركية الصريحة الغاية والشديدة الأسلوب. تركيا - عمر دوران [email protected]