واجهت المساعي الأميركية - التركية لاستئناف المحادثات الرامية الى تسوية النزاع القبرصي إشكالاً غير متوقع، في ظل اتهام بعض الأوساط التركية اليونان بمحاولة استغلال رئاستها للاتحاد الأوروبي للضغط على تركيا وانتزاع مزيد من التنازلات منها. وأكدت مصادر قريبة من "حزب العدالة والتنمية" الحاكم ان المقترحات التي تقدمت بها انقرة، وتلك التي تقدم بها زعيم القبارصة الأتراك رؤوف دنكطاش، لم تلق الترحيب الذي كانت تستحقه من اثينا ومن زعيم القبارصة اليونان تاسوس بابادوبولوس. وأشارت الى ان رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان الذي ينتظر ان يتوجه الى بلغراد لحضور قمة منظمة دول جنوب شرقي اوروبا، اقترح على نظيره اليوناني سيمتيس عقد قمة ثنائية بينهما، على هامش القمة الأوروبية، على ان تخصص لمناقشة الشأن القبرصي تحديداً. إلا ان الرد اليوناني على العرض التركي بدا فاتراً، في وقت رفض زعيم القبارصة اليونان ستة مقترحات تقدم بها دنكطاش يوم الأربعاء، وسمّاها بإجراءات احلال الثقة، مبدياً استعداده للبدء في مفاوضات حول المصير النهائي للجزيرة. وعلى رغم الرد الفاتر والإشكالات القانونية التي يتحصن بها الجانبان اليوناني والقبرصي اليوناني، إلا ان المسؤولين الأتراك حرصوا على إبداء ضبط النفس، وعدم الظهور بمظهر الساعي الى تخريب الجهود المبذولة لتحقيق تسوية للنزاع القبرصي قبل السادس عشر من الشهر الجاري، وهو الموعد المقرر لتوقيع وثيقة انضمام جزيرة قبرص رسمياً الى الاتحاد الأوروبي. وكان وزير الخارجية الأميركي كولن باول حصل على تعهد من انقرة خلال زيارته المفاجئة الأربعاء الماضي الى أنقرة باستئناف المفاوضات المتعلقة بقبرص، والتي كانت انهارت مطلع الشهر الماضي بسبب معارضة تركيا تقديم التنازلات الكثيرة التي حاولت واشنطن فرضها عليها. ويبدو الموقف اليوناني اكثر حذراً من السابق، في ظل تخوف اثينا من ان تكون تركيا والولايات المتحدة عقدتا صفقة تبادل يتم بموجبها تقديم تنازلات اميركية لتركيا في شمال العراق، في مقابل تنازلات تركية في شمال قبرص.